قال السفير مسعود معلوف، في واشنطن، في حديث خاص لصحيفة "بلدنا اليوم"، إن الموقف الأمريكي، الذي بدأه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن الحرب الروسية على أوكرانيا، لافتٌ جدًا، حيث عزل أوروبا تمامًا عن أي تأثير مباشر.
السفير مسعود معلوف : ترامب لم يُشرك أوكرانيا في أي مفاوضات
وأوضح السفير مسعود معلوف أن ترامب لم يُشرك أوكرانيا في أي مفاوضات، بل عمد إلى إجراء محادثات مباشرة بين الولايات المتحدة وروسيا، ثم أبلغ أوكرانيا بنتائج هذه المفاوضات لتقبلها أو ترفضها، وهو أمر غير مألوف.
وشدَّد السفير معلوف على أن مواقف ترامب تجاه أوروبا ليست جديدة، إذ كانت له علاقات غير ودية مع العديد من القادة الأوروبيين، مثل المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، خلال ولايته الأولى.
وأكد أن أوروبا الآن تشعر بالعزلة بعدما طلب منها ترامب إرسال الأسلحة والمال لدعم أوكرانيا، بينما تم استبعادها تمامًا من أي عملية لإنهاء الحرب.
وأشار السفير معلوف إلى أن هذا الوضع دفع الرئيس الفرنسي ماكرون إلى عقد قمة غير رسمية مع عدد من القادة الأوروبيين لمناقشة هذه القضية.
ولفت إلى أن ماكرون كان قد رَوَّج لفكرة إنشاء جيش أوروبي مستقل عن الولايات المتحدة، والدفاع عن أوروبا بشكل منفصل عن حلف الناتو، منذ حوالي خمس سنوات، على الرغم من أن هذه الفكرة لم تحظَ بتأييد كامل آنذاك.
وتابع السفير معلوف قائلًا إن أوروبا يجب أن تدرس هذا الوضع بعناية، خاصة بعد أن انتقد نائب الرئيس الأمريكي، جيه دي فانس، الأوروبيين بشكل صريح في اجتماع ميونيخ، إضافة إلى تصريحات وزير الدفاع الأمريكي، التي أكد فيها أن أوكرانيا يجب ألا تفكر في العودة إلى حدود ما قبل عام 2014 أو الانضمام إلى الناتو، وهي الشروط التي يطالب بها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وأضاف أن الولايات المتحدة قدمت كل شيء لروسيا، دون أن يكون لأوروبا أو أوكرانيا أي دور أو تأثير في هذا الموضوع.
وفي الختام، أشار السفير معلوف إلى أن الأيام القادمة قد تشهد تقاربًا أوروبيًا داخليًا، حيث من المحتمل أن تسعى الدول الأوروبية إلى زيادة ميزانياتها الدفاعية، من أجل تقليل اعتمادها على المظلة العسكرية الأمريكية.
وقال إن هذا التطور سيؤثر بشكل كبير على مستقبل العلاقات بين الولايات المتحدة وأوروبا في السنوات القادمة.