أكد الدكتور هاني النقراشي، خبير الطاقة الدولي، أن التحصينات العسكرية التي أنشأها الجيش الإسرائيلي على ضفاف قناة السويس في عام 1969، والتي تمثلت في بناء حاجز رملي، قد قوبلت بسخرية من قبل الخبراء العسكريين، حيث اعتبرت أنها لن تصمد أمام العزيمة القتالية للجيش المصري.
و أشار النقراشي إلى تجارب تاريخية عديدة مثل حائط الصين العظيم وخط ماچينو الفرنسي، والتي أثبتت أن الحواجز الثابتة لا يمكن أن تمنع الأعداء من تحقيق أهدافهم إذا كانوا مصممين على ذلك.
وأكد النقراشي أن الحاجز الرملي الذي أنشأه الإسرائيليون كان له خصائص تميزه عن التحصينات التقليدية، حيث إنه لا يتأثر بالقصف المدفعي بشكل كبير، فالقذائف التي قد تسقط على الحاجز لا تؤدي إلى تدميره بل تساهم في تعزيز التحصينات من خلال إعادة تشكيل الرمل.
وبيّن النقراشي كيف كانت الأسلحة مثل النابالم موضوعة بطريقة تحميها من التفجير، مما يجعلها بمثابة خط الدفاع الأول، بالإضافة إلى وجود خزانات لتخزين النابالم تحت الأرض، مما يزيد من صعوبة الوصول إليها.
تحدث النقراشي أيضاً عن الاستعدادات العسكرية المصرية، حيث تم إنشاء قنوات تمرير للدبابات، وتدريب القوات على تنفيذ عمليات العبور بشكل فعّال.
وأشار إلى أن قرار الهجوم تم في وقت غير تقليدي، وهو منتصف النهار، وهو ما خالف توقعات العدو، حيث كان من المفترض أن تتم العمليات في أول أو آخر ضوء.
في وصفه للحظة الحاسمة، أوضح النقراشي كيف أن القوات المصرية تمكنت من تحقيق المفاجأة الهجومية على خط بار-ليف، مما أدى إلى تطهير النقاط الدفاعية الإسرائيلية.
كما تحدث عن استراتيجيات القوات المصرية التي تميزت بالتخطيط الدقيق والتكتيك الفعّال، مما سمح لهم بإحباط خطط العدو والنجاح في تحقيق الأهداف المحددة.
انهى النقراشي النقاش عند التأكيد على أن اليوم الأول من الحرب لم يكن مجرد انتصار عسكري، بل كان تحولًا جوهريًا في النفسية الوطنية المصرية، حيث أثبت المصريون أنهم قادرون على التحدي والنجاح في وجه المستحيل، مما جعلهم قدوة للأجيال القادمة.