تحل علينا اليوم ذكرى رحيل المشير محمد حسين طنطاوي، وزير الدفاع الأسبق ورئيس المجلس العسكري الأعلى للقوات المسلحة، الذي يُعتبر واحداً من أبرز الشخصيات العسكرية التي شاركت في لحظات تاريخية حاسمة في مصر، لقد لعب المشير طنطاوي دوراً محورياً في الحفاظ على استقرار البلاد خلال فترة حرجة، مما جعله يُلقب بـ"رجل الأقدار".
نشأة وتدرج عسكري
ولد المشير محمد حسين طنطاوي في 31 أكتوبر 1935، وتلقى تعليمه العسكري في الكلية الحربية المصرية، حيث تخصص في سلاح المشاة وتخرج ضمن الدفعة 35 حربية. منذ بداياته، أظهر كفاءة عالية في القيادة، مما ساهم في تدرجه سريعاً في المناصب العسكرية.
قائد في حرب أكتوبر
أحد أهم المحطات في حياة المشير طنطاوي كانت مشاركته في حرب أكتوبر 1973، حيث تولى قيادة الكتيبة 16 مشاة. لقد أظهر شجاعة كبيرة وإدارة حاسمة في المعركة التي غيرت مسار الصراع العربي الإسرائيلي، وساهمت في استعادة الأراضي المصرية المحتلة.
وزارة الدفاع ورحلة إلى المشير
في عام 1991، تولى طنطاوي وزارة الدفاع، واستمر في هذا المنصب الحساس لأكثر من عقدين، رُقي إلى رتبة المشير في أكتوبر 1993، وهو اللقب الذي لا يُمنح إلا لقادة استثنائيين، خلال فترة خدمته، عمل على تحديث القوات المسلحة المصرية وتحقيق توازن بين القدرات الدفاعية والاستقرار الإقليمي.
دوره الحاسم في 2011
في عام 2011، ومع اندلاع ثورة 25 يناير التي أطاحت بالرئيس الأسبق حسني مبارك، شغل المشير طنطاوي منصب رئيس المجلس العسكري الأعلى، ليصبح الشخص الذي قاد البلاد في مرحلة انتقالية حساسة، قاد طنطاوي المرحلة الانتقالية بحذر، محاولاً الحفاظ على تماسك المؤسسات المصرية في ظل الفوضى السياسية.
التكريمات والجوائز
حصل المشير طنطاوي على العديد من الأوسمة والميداليات تقديراً لإسهاماته في الجيش المصري، من بين أبرز التكريمات: ميدالية جرحى الحرب، ميدالية الخدمة الممتازة، ميدالية العيد العشرون للثورة، ميدالية يوم الجيش، وميدالية 6 أكتوبر. كما حصل على قلادة النيل، وهي أعلى وسام يمنح في مصر.
رحيله وإرثه
غادر المشير طنطاوي الحياة في أغسطس 2021، ولكنه ترك وراءه إرثاً عسكرياً وشخصياً لا يُنسى، قاد البلاد في فترة مليئة بالتحديات، وترك بصمته كواحد من القادة العسكريين البارزين في تاريخ مصر.
في الذكرى السنوية لرحيله، يبقى المشير محمد حسين طنطاوي رمزاً للوطنية والتضحية، وشخصية أسهمت في حماية أمن واستقرار مصر في أصعب اللحظات.