قال الدكتور جمال أبو الفتوح، عضو مجلس الشيوخ، إن مؤتمر الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء، بالعريش لإطلاق المرحلة الثانية من المشروعات التنموية بشمال سيناء، ألقى حالة من الارتياح لدى الشارع المصري والسيناوي والذي طمأن الجميع على إصرار مصر، استكمال ما شرعت فيه من ملحمة البناء والتعمير بأرجاء المحروسة، وبالأخص سيناء، تلك البقعة الغالية على قلوب المصريين جميعا، لافتا إلى أنه أكد للعالم أجمع بأن الملايين من الشعب المصري على قلب رجل واحد ومستعدين لتقديم أرواحهم فداء لكل ذرة رمل بأرض الفيروز، وأنه لا مجال للمساس أو التنازل عنها تحت أي شكل، في ظل الدعوات المرفوضة، للتهجير القسري للفلسطينيين من قطاع غزة إلى سيناء.
وأوضح "أبوالفتوح"، أن مشاركة لفيف كبير من الأحزاب والنقابات والفنانين وغيرهم من الشخصيات العامة، يؤكد وحدة الصف المصري والتفاف الجميع بمختلف تياراتهم وتوجهاتهم خلف القيادة السياسية في حماية وصون الأمن القومي المصري ودوائره المباشرة وخاصة فلسطين، لاسيما وأنها تنظر على حد سواء لأمن سيناء ولتبعات تصفية القضية الفلسطينية على الشعب الشقيق نفسه، وذلك كونها خط أحمر لا يمكن الحيد عنه وعن الرؤية الموضوعة له والمقرة بمرجعيات الشرعية الدولية وهي حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، كما أن موقف مصر ثابت بأنها لن تسمح بحل أو تصفية قضايا إقليمية على حسابها.
وشدد عضو مجلس الشيوخ، أن الرئيس السيسي أولى اهتمامًا كبيرًا لعودة سيناء لمسار التنمية، لاسيما مع التضحيات الهائلة، التى قدمها المصريون ورجال مصر من القوات المسلحة والشرطة، لاستعادة الأمن والاستقرار بها، في معركتها الأخيرة مع الإرهاب والتي لا تقل عن أي معركة أخرى تعرضت لها أرض الفيروز، إذ أن كنوز سيناء الأثرية والطبيعية الخلابة وموقعها المتميز جعلها مطمع للجميع على مر العصور، فهي ليست مجرد بقعة جغرافية، بل هي تراثنا الحضاري ومكان للتعبير عن الهوية المصرية العريقة، مبديا ثقته في قدرة القيادة السياسية المصرية على التصدي لأي مؤامرة تريد النيل منها وستواصل خطتها للتنمية الشاملة بسيناء والتي تعمل لتنفيذ مشروعات بأكثر من 600 مليار جنيه.
وأكد "أبو الفتوح"، أن الرئيس السيسي حريص على رد الجميل لأهالي سيناء الذين تحملوا الكثير والكثير لأجل مصر ونهضتها، وكانوا يعانون من إرهاب غاشم لذلك جاء القرار الاستراتيجي للرئيس هو تنمية سيناء جنبًا إلى جنب مع محاربة الإرهاب، مشيرا إلى أن هناك إرادة سياسية على تنمية سيناء حتى تصبح ضلع وشريك رئيسي في خارطة النهوض بالاقتصاد المصري، وهو ما يتبلور في جهود تطوير البنية التحتية للموانئ التابعة مع مد الطرق والجسور والأنفاق، موضحا أنه على مستوى القضية الفلسطينية فإن مصر تحملت عبء القضية الفلسطينية طوال عقود ولن تسمح بتصفيتها وتتحرك منذ اللحظة الأولى على كافة المستويات لبحث كيفية حلحلة هذه الأزمة الإنسانية غير المسبوقة فهي لن تتخلى عن بوابتها الشرقية كما لم تتنازل عن مواقفها الراسخة والمساندة للشعب الفلسطيني.