"مصر هبة النيل"، كلمة قالها المؤرخ اليوناني هيرودوت، وفي 15 أغسطس، يحتفل المصريون بعيد "وفاء النيل" من كل عام، فما المقصود بهذا اليوم؟
عروس النيل هي أسطورة مصرية تقول بأنه في عيد وفاء النيل كان المصريين القدماء يلقون بعروس من أجمل البنات في النيل كقربان كي يفيض النيل.
ولا يوجد دليل أثري واحد يؤيد وجود عادة إلقاء فتاة في نهر النيل ولو كان موجودًا بالفعل لذُكر ضمن مراسم جميع الأعياد المصرية القديمة ولم يذكر في التاريخ المصري تقديم المصريين قرابين بشرية.
وبالرغم من اختلاف القصص في الاحتفال بفيضان النيل، ولكن الثابت اليوم هو أن المصريين يحتفلون بهذا اليوم تعظيما لهذا النيل العظيم، حيث بقي الاحتفال على امتداد الدهر عابرا لأزمنة ولعصور تجاوزت 7 آلاف عام ليصلنا إلى يومنا هذا فيجب أن يستحق ذلك عودة سمو وعظمة النيل من جديد في وجدان المصريين.
تاريخ عيد وفاء النيل
ويرجع عيد وفاء النيل إلى العهد المصري القديم، حيث يعتبر هذا اليوم رمز الخير والوفاء لكل المصريين، ولهذا يحتفل المصريين به حتى الأن في 15 أغسطس من كل عام.
وكان استقرار المصري القديم في وادي النيل هو أساسًا لحضارة دامت آلاف السنين ومازالت آثارها باقية إلى يومنا هذا.
ايتروعا .. والأصل "النيل"
وتُعَد كلمة "النيل" أصل التسمية حيث أطلق المصريون القدماء على نهر النيل في اللغة المصرية القديمة "ايتروعا" بمعنى "النهر العظيم".
وتشير الأصول اللغوية لكلمة النيل إلى أنها من أصل يوناني "نيلوس"، والأسم مشتق من أصل مصري صميم من العبارة "نا ايترو" والتي تعني ذا الفروع، كما أطلق المصريون القدماء على مجرى النهر اسم "حبت انت ايترو" وأطلقوا على فروع النيل في أرض مصر "ايترو نو كميت" فروع الأرض السوداء.
كيف احتفل المصريين القدماء بهذا اليوم؟
وكان المصريين القدماء يقدمون لإله النيل، المعروف باسم الإله (حعبي) أو (حابي)، في عيده فتاة جميلة، كانت تتزين ثم تُلقى في النيل قرباناً له، وتتزوج الفتاة بالإله في العالم الآخر.
إلا أنه في إحدى السنين لم يبق من الفتيات سوى بنت الملك الجميلة، فحزن الملك حزناً شديداً على ابنته، ولكن خادمتها أخفتها وصنعت عروس من الخشب تشبهها.
وخلال الحفل ألقتها في النيل دون أن يتحقق أحد من الأمر، وبعد ذلك أعادت البنت إلى الملك الذي أصابه الحزن الشديد والمرض على فراق ابنته".
عروس النيل في الدراما المصرية
وقدمت السينما المصرية قصة الأسطورة من خلال فيلم عروس النيل عام 1963.
ويحكي الفيلم قصة حب خيالية بين رجل من العصر الحديث وآخر عروس نيل مصرية «هاميس»، والفيلم من فكرة لبنى عبدالعزيز الذي قامت بدور البطولة فيه وإخراج فطين عبدالوهاب، وشاركها رشدي أباظة، شويكار وعبدالمنعم إبراهيم.