احذر "نشاطك المزيف".. مشروبات الطاقة تحت المجهر: تنبيه نفسي وصحي عاجل

الجمعة 09 مايو 2025 | 12:31 صباحاً
مشروب طاقة
مشروب طاقة
كتب : مريم جلال

شهدت مشروبات الطاقة انتشارًا واسعًا بين الشباب والمراهقين، نظرًا لقدرتها على منح دفعة سريعة من النشاط والتركيز في الأوقات المرهقة، إلا أن هذه "الطاقة المستعارة" كما يصفها المختصون، قد تحمل آثارًا نفسية وجسدية خطيرة، تجعل الاعتماد اليومي عليها أكثر ضررًا من نفعها.

ورغم أن مكونات مثل الكافيين والمستخلصات العشبية وفيتامينات "ب" تُروّج على أنها منشطات ذهنية طبيعية، فإن الخبراء يشيرون إلى أن التأثير الحقيقي لمشروبات الطاقة يعود إلى الكافيين المرتفع ومحتوى السكر الهائل فيها، فبعض الأنواع تحتوي على ما يعادل أربع أكواب من القهوة، أو أكثر من 20 ملعقة سكر في العبوة الواحدة، ما يشكل عبئًا على الجهاز العصبي ويحدث تقلبات مفاجئة في الطاقة والمزاج.

هذه الاضطرابات المؤقتة لا تمر دون ثمن، إذ أظهرت الدراسات أن مشروبات الطاقة ترتبط بزيادة أعراض القلق والتوتر، وصعوبة في تنظيم الانفعالات، بالإضافة إلى اضطرابات النوم، وقد تؤدي هذه التأثيرات النفسية إلى اختيارات متهورة أو ردود فعل غير متزنة، خاصة في ظل تداخل أعراضها مع نوبات القلق أو الاكتئاب.

الأخطر من ذلك هو الاعتماد التدريجي الذي سببه الكافيين، إذ يُجبر الجسم على طلب كميات أكبر للحصول على نفس التأثير، ما قد يُدخل المستهلك في دائرة من الإدمان الخفي، ويؤثر على الإنتاجية والتركيز في حال غياب المشروب، ومن بين الأعراض التي قد تظهر عند تقليل الجرعة: الصداع، التهيج، التعب الذهني، وضبابية الوعي.

وتكمن الخطورة كذلك في تناول هذه المشروبات خلال المساء، إذ يعطل الكافيين العالي عملية النوم العميق، مما يمنع الدماغ من أداء وظائفه الحيوية المرتبطة بالاستقرار النفسي، مثل معالجة المشاعر وتنظيم التوتر.

وتوصي إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) بألا يتجاوز الاستهلاك اليومي للكافيين 400 ملغ للبالغين الأصحاء، ما يعادل عبوة واحدة فقط من مشروبات الطاقة يوميًا كحد أقصى، مع ضرورة تجنبها من قِبل من يعانون من اضطرابات نفسية أو حساسية للكافيين.

اقرأ أيضا