قالت شركة تشغيل شبكة الغاز الفرنسية GRTgaz يوم الخميس إن فرنسا بدأت للمرة الأولى في إرسال الغاز الطبيعي إلى ألمانيا، حيث تسعى برلين جاهدة لتنويع إمداداتها من الطاقة بعد انقطاع إمدادات الغاز الروسي.
تأتي الخطوة تجسيدا لاتفاق للمساعدة المتبادلة الذي وقعه كلا من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني أولاف سولتس في الخامس من سبتمبر الماضي، تعبيرا عن التضامن الأوروبي مع اقتراب موسم الشتاء وتزايد الطلب على الغاز وارتفاع أسعاره.
وأوضحت "جي.أر.تي غاز" أن خط أنابيب الغاز الذي يربط بين البلدين في قرية Obergailbach الحدودية الفرنسية بدأ في تسليم قدرة يومية أولية تبلغ 31 جيجاوات / ساعة.
ومن المتوقع أن تزيد الكمية في نهاية المطاف إلى حد أقصى يومي يبلغ 100 جيجاوات / ساعة، وهو ما يمثل أقل من 2٪ من إجمالي استهلاك الغاز في ألمانيا، وفقًا للأرقام الصادرة عن الوزارة الفرنسية لانتقال الطاقة.
شكر رئيس وكالة تنظيم الشبكات في ألمانيا، كلاوس مولر ، GRTGaz بالفرنسية في تغريدة يوم الخميس، مضيفًا أن "شحنات الغاز الفرنسية عبر سارلاند تساعد في تأمين الإمدادات الألمانية".
على الرغم من أن مرافق تخزين الغاز في ألمانيا ممتلئة الآن بنسبة 95٪ تقريبًا، يقول المسؤولون إن المواطنين سيظلون بحاجة إلى توفير الغاز هذا الشتاء.
وتأتي هذه الخطوة في وقت تسعى فيه ألمانيا ودول أوروبية أخرى إلى تنويع واردات الغاز بعد أن أوقفت روسيا إمدادات الغاز الذي كانت تعتمد عليه القارة لسنوات لتشغيل المصانع وتوليد الكهرباء وتدفئة المنازل.
أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الشهر الماضي أن فرنسا وألمانيا اتفقتا على اتفاق تضامن في مجال الطاقة. ستساعد فرنسا ألمانيا في إمداد الغاز ، بينما ستولد ألمانيا المزيد من الكهرباء لتزويد فرنسا خلال أوقات ذروة الاستهلاك.
أعربت الحكومة الفرنسية عن مخاوفها بشأن النقص المحتمل في الكهرباء خلال فصل الشتاء حيث تم إغلاق 25 مفاعلًا نوويًا من أصل 56 مفاعلًا نوويًا في فرنسا للصيانة المعتادة ، وفي بعض الحالات لإصلاح مشاكل التآكل. وقالت الحكومة إن EDF ، التي تدير محطات نووية فرنسية ، التزمت بإعادة تشغيلها جميعًا بحلول الشتاء.
وعقب الأزمة الأوكرانية، تقلصت الواردات الأوروبية من الغاز الروسي، بالرغم من اعتماد دولا عدة عليه ومنها ألمانيا، التي كانت تعتمد عليه في تشغيل مصانعها التي تعتبر عصب اقتصادها.
أما فرنسا لديها مخزون من الغاز أكبر من ألمانيا، حيث تمكنت من تعبئة خزاناتها قبل فصل الشتاء بنسبة 100%، حيث تتلقى من النرويج كميات كبيرة منه، كما تتلقى من الولايات المتحدة كميات من الغاز الطبيعي المسال.
وفي محاولة لتقليص اعتمادها على الغاز الروسي، بدأت ألمانيا منذ صيف 2022 مفاوضات مع هولندا من أجل إنتاج الغاز الطبيعي المخطط له في بحر الشمال قبالة جزيرة بوركوم على الحدود بينهما.
وقامت الحكومة الاتحادية بدءا من أبريل الماضي بتهيئة المقومات اللازمة للمفاوضات الخاصة بما يسمى باتفاقية التوحيد بموجب القانون الدولي من أجل إنتاج الغاز في بحر الشمال، بحسب تصريحات المتحدثة باسم وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك اليوم الخميس.
كما تخطط شركة "وان-دايز" الهولندية مع شركائها لاستخراج الغاز الطبيعي من حقل بين جزيرة شيرمويكوج بهولندا وبوركوم بألمانيا بنهاية 2024.
وأعطت السلطات الهولندية الضوء الأخضر لاستخراج الغاز في مناطق خاضعة لسيادة هولندا منذ يونيو الماضي.