في مشهد يعكس وحدة الصف الفلسطيني وصمود الشعب في وجه العدوان، شهدت المحافظات الفلسطينية اليوم الاثنين إضرابًا شاملًا شلّ كافة مناحي الحياة، رفضًا للعدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة.
القوى الوطنية والإسلامية
جاء هذا الإضراب، الذي دعت إليه القوى الوطنية والإسلامية، في إطار موجة تضامن عالمية تدعو لوقف المجازر والانتهاكات بحق المدنيين.
ومنذ ساعات الصباح الأولى، بدت الشوارع خالية، فيما أغلقت المؤسسات التعليمية والتجارية والمواصلات العامة أبوابها، في رسالة احتجاج قوية تؤكد استمرار المقاومة الشعبية في وجه الاحتلال.
وفي هذا السياق، يوضح الخبير في الشؤون الأمريكية وعضو مجلس الشرق الأوسط للسياسات بالولايات المتحدة، ماركو مسعد، في حديث خاص لصحيفة بلدنا اليوم، أن الإضرابات والمواقف الدولية، سواء كانت جزئية أو شاملة، لن يكون لها تأثير حاسم على السياسات الدولية أو على مجريات الصراع في فلسطين.
وأكد مسعد أن العالم بأسره شهد المجازر المستمرة في قطاع غزة، إلى جانب الحصار ومنع دخول المساعدات، فضلًا عن محاولات التهجير القسري التي تكررت منذ بداية الحرب، لكن ذلك لم يؤدِ إلى أي تغيير جوهري في مواقف الدول الكبرى.
الدول الأوروبية ومحدودية التأثير
وأشار مسعد إلى أن العديد من الدول الأوروبية تطالب إسرائيل بوقف الحرب، إلا أن تأثير هذه المطالبات يظل محدودًا.
وأضاف أن معظم الدول الأوروبية لم تقدم دعمًا حقيقيًا للقضية الفلسطينية سواء في غزة أو الضفة الغربية، وحتى المواقف الإنسانية لم تلقَ استجابة واسعة، رغم أن بعض هذه الدول تُعدّ من حلفاء الولايات المتحدة.
الدور الأمريكي ودعمه المطلق لإسرائيل
وشدد مسعد على أن العامل الأساسي في هذا المشهد هو الموقف الأمريكي، حيث يبقى هو المحرك الرئيسي للقرارات الدولية.
وأوضح أن الولايات المتحدة تدعم إسرائيل بشكل واضح، مشيرًا إلى أن هذا الدعم لم يتغير كثيرًا بين الإدارات الأمريكية المختلفة، وإن كان قد تباين في بعض التفاصيل.
وأكد أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يؤيد بالكامل السياسات التي ينتهجها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ما يمنحه مساحة أكبر لتنفيذ مخططاته العسكرية وتوسيع رقعة العدوان على قطاع غزة.
زيارة نتنياهو إلى واشنطن لا تغييرات
ونوّه مسعد إلى أن زيارة بنيامين نتنياهو الحالية إلى واشنطن تأتي في سياق تأكيد الدعم الأمريكي، مرجحًا أن الأمور ستبقى على حالها دون أي تغيير جذري في المشهد.
وأكد أن نتنياهو نجح في إقناع الإدارة الأمريكية بمواصلة استهداف غزة وقطع أوصال القطاع، وفتح جبهات جديدة، مما يعزز من حجم الدمار والمعاناة الإنسانية دون أي تدخل دولي فعّال.
لا تعويل إلا على الموقف الأمريكي
شدد مسعد على أن التحركات الدولية، بما في ذلك الإضرابات والمواقف الداعمة لفلسطين، لن تكون كافية لإحداث تغيير حقيقي طالما أن الولايات المتحدة تواصل دعمها غير المشروط لإسرائيل، مما يجعل أي محاولة لوقف الحرب رهينة للموقف الأمريكي وحده.