في خطوة أثارت جدلاً واسعًا على المستوى المحلي والإقليمي، هاجم مستشار الرئيس الإماراتي "أنور قرقاش" الحكومة السودانية لتقديمها شكوى رسمية ضد بلاده لدى محكمة العدل الدولية، واصفًا الخطوة بأنها محاولة لجر بلاده إلى الصراع.
وقال "قرقاش" في مقال رأي نشرته صحيفة "ذا ناشيونال" الإماراتية في نسختها الدولية اليوم، إن "المهاترات والأفعال السخيفة التي تقوم بها الحكومة السودانية بقيادة الجيش السوداني أمام محكمة العدل الدولية ليست إلا لعبة سياسية وخدعة دعائية، وهي محاولة لجر صديق عزيز للسودان وإفريقيا إلى الصراع الذي أججته بنفسها".
"افتراءات وأكاذيب وخرافات"
وأوضح أن شكوى السودان لمحكمة العدل الدولية قد بُنيت على محض "افتراءات وأكاذيب وخرافات" حسب تعبيره. بالمثل كما حدث في شكوى مماثلة لها أمام مجلس الأمن الدولي في وقت سابق، لافتًا أن بلاده تربطها علاقات وثيقة بالسودان لأكثر من 5 عقود، وأن البلدين تجمعهما روابط تجارية وثقافية وصداقة عميقة.
وأضاف مستشار الرئيس الإماراتي أن "هذه الحرب يمكنها أن تنتهي اليوم إذا وافق الطرفان على فك الارتباط وقبول عروض الحوار المتكررة التي قدمها المجتمع الدولي والشركاء الموثوق بهم". لافتًا إلى أن الطريق واضح إذا سعى الجيش السوداني حقًا إلى السلام، فإن عليه قبول الجلوس إلى طاولة المفاوضات التي سبق أن مُددت من خلال إعلان جدة وغيرها من المبادرات.
الإمارات متهمة بتسليح الدعم السريع
وكانت محكمة العدل الدولية "ICJ" قد أعلنت في نهاية مارس الماضي أنها ستنظر في شكوى رفعها السودان إذ طالبت فيها باتخاذ تدابير طارئة ضد الإمارات، متهمة إياها بانتهاك التزاماتها بموجب اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية. كما ذكرت "رويترز" سابقًا أن السودان يتهم الإمارات بتسليح قوات الدعم السريع، وهي تهمة تنفيها الإمارات، لكن العديد من الخبراء بالأمم المتحدة ومشرعين أمريكيين قالوا إن الاتهامات ذات مصداقية.
الإمارات: حيلة دعائية خبيثة
وترتبط شكوى السودان الأخيرة إلى العدل الدولية بهجمات عنيفة ومكثفة ذات دوافع "عرقية" شنتها ميليشيات الدعم السريع وميليشيات من قبائل عربية متحالفة معها ضد قبيلة المساليت غير العربية في 2023 غرب دارفور. وقالت المحكمة إنها ستنظر في طلب السودان في العاشر من أبريل. فيما نددت دولة الإمارات العربية المتحدة بشكوى السودان أمام محكمة العدل الدولية، معتبرة أنها "حيلة دعائية خبيثة".