صالح المسعودى يكتب: عقلية الوفرة وعقلية الندرة

الخميس 17 مارس 2022 | 06:40 مساءً
كتب : بلدنا اليوم

من رسالة راقية أرسلها لي صديقي القائد المثقف (كما أحب أن أناديه) وجدتني امسك بقلمي في سرعة غير معتادة، فلست من أهل التسرع والتهور ولكنني وجدت نفسي أحاول أن أجمل واختصر كلمات تلك الرسالة لأطرح فكرتها على الجميع فربما تجد من يهتم أو يعمل بها ، فهي بحق كلمات تستحق منا جميعاً أن نعيها ، وبرغم أنني لست من هواة النقل أو الاقتباس من الغير ولكنني تذكرت القول الجميل المأثور (الحكمة ضالة المؤمن) من أجل ذلك أسرعت بنقل تلك الرسالة إليكم.

عقلية الوفرة

هي أن تؤمن أن هناك فرصاً تكفي الجميع ، وخيراً يكفي الجميع في هذه الدنيا ، فلست في حاجة أن تخسر أحداً أو أن تؤذي أحداً حتى تكسب أنت فهناك خير يكفي الجميع

عقلية الندرة والشح

هي أن الخير والفرص محدودة ( اللقمة واحدة إما أن تأكلها أنت أو يأتي احد غيرك يأكلها ) ولابد أن يكون هناك واحد ( خسران )، فالحياة كلها صراع وتنافس

والسؤال الآن هو . أي عقلية يمكن أن تجعلك تعيش في بهدوء وطمأنينة وسلام ؟

بالتأكيد ستكون إجابتك ( عقلية الوفرة طبعاً ) فالخير موجود للجميع

لان الذين يفكرون بعقلية الندرة

يخافون من أن ينجح الآخرون

يخافون أن يمتدحوا الآخرين

فمن يفكر بعقلية الندرة لا يشارك الآخرين في معلومات ولا معرفة لأنه يظن أن غيره إذا نجح فهو الخاسر، ثم أنه يخاف أن يعلم الناس كيف نجح وكيف تطور لأنه يخاف أن تأخذ الناس مكانه

أما الذي يفكر بعقلية الوفرة

تجده هادئ مطمئناً ، لا تهدده نجاحات الآخرين بل يطري على نجاحاتهم ويثني عليهم ، بل ويشارك الناس تجاربه ومعرفته ومعلوماته ، وكذلك من يفكر بعقلية الوفرة يرى دائماً الفرص كثيرة ومتكررة ، أما من يفكر بعقلية الندرة فهو يرى أن ضياع الفرصة يعني ضياع مستقبله

وغالباً ما يفكر ( الحاسد ) بعقلية الندرة، فهو ينظر إلى الفرص التي تأتي للآخرين وكأنها الفرصة الأخيرة أو أنها سبباً في ضياع فرصته فيبدأ بالحسد والبغض. بينما من يفكر بعقلية ( الوفرة ) يسأل الله الرزق الوفير والبركة للجميع

ومن يفكر بعقلية ( الندرة ) يظن أن نجاح الآخرين هو تهديد له فتجده يركز على المفقود ويعيش في وحل اليأس والإحباط

أما من يفكر بعقلية ( الوفرة ) فهو يرى أن الفرص كثيرة وموزعة بالتساوي والعدل بين جميع البشر ويركز على الموجود بالشكر والاستثمار فيظهر له المفقود

إن من يفكر بعقلية ( الوفرة ) تجد الحياة والعمل معه متعة وطمأنينة فهو يسعى لمنفعة الجميع.. بينما صاحب ( الندرة ) تجده يسعى لصالح نفسه وحسب. إنه أناني الطباع بخيل العواطف والعطايا

وأحيانا وبدون أن نشعر قد نبدأ في التفكير بعقلية ( الندرة ) ، والحل هو أن نرفع من مستوى روحانياتنا وإيماننا لندرك أن الأرزاق قد وزعت بالعدل ، ثم ندعوا لأنفسنا وننشغل بالعمل النافع لنا وللغير لا بالنظر بما لدى الآخرين .. ( ستيفن كوفي )

صالح المسعودي