مع بداية الموجة الثانية لفيروس كورونا ومع تزايد الإصابات خلال الأيام الماضية وظهور سلالات جديد من الفيروس الذي يتحور لأكثر من سلالة والذي وصف بأنه أكثر انتشارا، كما أن أعراضه مختلفة وحتى من تعافى منه فقد يصيبه مرة أخرى. ومع تحذيرات وزارة الأوقاف خلال الأشهر الماضية، ومنذ إعادة فتح المساجد، عملت الوزارة على قدم وساق للإبقاء عليها مفتوحة بحملات مكثفة من التطهير والتعقيم والتشديد على ضوابط للأئمة ورواد المساجد.
ولكن مع تزايد الحالات، وعدم التزام المواطنين بالتعليمات التي أقرتها وزارة الصحة وعلى رأسها ارتداء الكمامة، وعدم السلام بالأيدي، ومنع العناق، بدأت الأوقاف في إطلاق عدة تصريحات تفيد بأن هناك تمهيد واستعدادات لـغلق المساجد من جديد.
فكانت أولى تصريحات وزير الأوقاف، التأكيد على ضرورة الالتزام بالإجراءات لمرتادي المساجد، مثل الكمامة وسجادة الصلاة الشخصية وعدم السلام بالأيدي والتباعد في أثناء الصلاة، قائلا: «إذا كنت تحب بيت الله فحافظ على بقائه مفتوحا بالالتزام بالإجراءات»، مما يعني أنه سيتم غلق المساجد في حالة عدم الالتزام وظهور إصابات.
وتم التشديد على الأئمة بشكل مستمر على الالتزام بوقت وموضوع خطبة الجمعة وعدم الخروج عنه أو اتخاذ المنبر في غير ما خصص له من الأمور الدعوية وفق خطة الوزارة.
ونبهت الوزارة على جميع القيادات الدعوية بالمديريات الإقليمية، بمتابعة الالتزام بإجراءات التباعد والإجراءات الاحترازية والوقائية المقررة، وموافاة رئيس القطاع الديني بأي مخالفة فور وقوعها.
- لا حرج من الصلاة في المنزل
وجاء في آخر تصريح لوزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة، أمس، بأنه في ظل تصاعد انتشار فيروس كورونا المستجد وتحوره عالميًا، وفي ظل الأثار الصحية السلبية الشديدة المترتبة على الإصابة بهذا الفيروس، فإن الالتزام بالإجراءات الوقائية التي حددتها الجهات الصحية المختصة والالتزام بالتباعد الاجتماعي مطلب شرعي ووطني وإنساني، وبما أن مخالفة هذه الإجراءات قد تتسبب في أذى النفس أو أذى الآخرين أو أذى النفس والآخرين معًا، والإضرار بالمجتمع وبالصالح العام، فإن عدم الالتزام بالإجراءات الاحترازية والوقائية إثم ومعصية.
وأضاف أنه إذا كانت هذه المخالفة إثمًا ومعصية فإن الأولى بمن يقصد بيوت الله عز وجل ابتغاء مرضاته أن يلتزم بها، مؤكدا أن طاعة الله عز وجل، لا تُنال بمعصيته ولا بأذى الخلق.
وأكد على جميع الأئمة والعاملين بالأوقاف التأكيد على ذلك دائمًا والالتزام بكل إجراءات التباعد، وجميع الإجراءات الوقائية والاحترازية، وتنبيه المصلين على حرمة أذى النفس أو أذى الخلق، وأن المسلم الحقيقي لا يمكن أن يكون سببًا في أذى نفسه أو أذى غيره.
ولفت إلى أنه في حالة عدم التزام المصلين بهذه الإجراءات يرجى مخاطبة مدير المديرية كتابة بذلك، مع تفويضنا لجميع مديري المديريات باتخاذ إجراءات غلق أي مسجد لا يلتزم رواده بهذه الإجراءات، واتخاذ اللازم تجاه أي مسئول أو أي من العاملين بالمساجد يقصر في أداء واجبه تجاه الالتزام بهذه الإجراءات.
وأكد أنه لا حرج على من صلى في بيته في ظل هذه الظروف الراهنة سواء أخشي على نفسه أم على الآخرين، أم كان قاصدًا الإسهام في تخفيف الزحام وتحقيق التباعد الاجتماعي وكلٌّ ونيته، والله من وراء القصد.
وكان وزير الأوقاف أكد بأن اللجنة العليا لإدارة أزمة كورونا بمجلس الوزراء، هي من تحدد فتح أو غلق المؤسسات في ظل جائحة كورونا، بما في ذلك دور العبادة، لافتا إلى أن الوزارة ملتزمة بما تصدره اللجنة العليا لإدارة أزمة كورونا من قرارات.