أكد وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، اليوم الأربعاء 18 ديسمبر، أنه سيتعاون مع إجراءات عزل الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بموجب القانون.
وأشار بومبيو في مؤتمر صحفي أقامه بوزارة الخارجية الأمريكية، نقلته وكالة "رويترز" إلى أنه سيكون سعيدا بالإدلاء بشهادته، وتقديم أي وثاق بشأن مساءلة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب من أجل عزله في مجلس الشيوخ.
وتابع وزير الخارجية الأمريكي "إذا كانت تلك الطلبات متوافقة مع القانون، سألبيها على الفور".
"بيلوسي" تخشى الإهمال
وافتتحت رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي، قبل قليل جلسة تاريخية لطرح المداولات بشأن التهمتين اللتين يواجههما الرئيس دونالد ترامب في إطار مساءلته من أجل عزله، وذلك قبل التصويت عليهما في وقت لاحق اليوم.
وقالت بيلوسي: "افتتح بكل أسف المداولات بشأن مساءلة رئيس الولايات المتحدة. وإذا لم نتحرك الآن فسيكون ذلك إهمالا في أداء واجبنا".
وأضافت بيلوسي أن ترامب استغل سلطته للحصول على منفعة سياسية شخصية على حساب الأمن القومي الأمريكي، وأنه شرع في حملة لم يسبق لها مثيل من تحدي الكونغرس وعرقلة عمله بعد انكشاف أمر مخالفاته.
وبدأ مجلس النواب الأمريكي مداولات، اليوم الأربعاء، قبل تصويت تاريخي على اتهام الرئيس دونالد ترامب بإساءة استغلال سلطاته وعرقلة عمل الكونغرس، الأمر الذي قد يجعله ثالث رئيس للولايات المتحدة يواجه المساءلة وربما العزل.
مخاوف "ترامب" من الديمقراطيين
ومن المتوقع أن يشهد تصويت المجلس الذي يسيطر عليه الديمقراطيون استقطابا على أساس حزبي، مما يسلط الضوء على الانقسام العميق داخل الكونغرس بشأن تصرفات ترامب وعلى الخلاف السياسي الأكبر في البلاد، بحسب "رويترز".
وقد يصبح ترامب ثالث رئيس أمريكي يواجه المساءلة، وذلك في إجراء غير معتاد للتدقيق في سلطات الرئيس منصوص عليه في الدستور الأمريكي ولا يطبق سوى على المسؤولين التنفيذيين الذين يرتكبون "جرائم وجنحا خطيرة". ولم يُعزل أي رئيس بموجب ذلك الإجراء.
والتصويت المتوقع بعد ظهر أو مساء اليوم سيفضي إلى محاكمة ترامب الشهر المقبل أمام مجلس الشيوخ، وسيقوم خلالها أعضاء مجلس النواب بدور الادعاء. ويهيمن على مجلس الشيوخ الجمهوريون الذين لم يبدوا اهتماما يذكر بعزل الرئيس من منصبه.
ويتهم ديمقراطيو مجلس النواب ترامب باستغلال سلطاته بمطالبة أوكرانيا بالتحقيق مع جو بايدن النائب السابق للرئيس والأوفر حظا لنيل ترشيح الديمقراطيين في انتخابات الرئاسة عام 2020. ويواجه ترامب كذلك اتهاما بعرقلة تحقيق الكونغرس في تلك المسألة.
وألمح الجمهوريون اليوم إلى أنهم يعتزمون فعل ما في وسعهم لوقف إجراءات المساءلة.
الرئيس الأمريكي يرد
ويؤكد ترامب أنه لم يرتكب أي مخالفة ووصف العملية برمتها أمس الثلاثاء بأنها "زيف كامل".
وأرسل خطابا لرئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي اتهمها فيه بالانخراط في عملية "انحراف عن العدالة".
واستنكر الرئيس التحقيق قائلا إنه "محاولة انقلاب" ودفع بأن الديمقراطيين يحاولون تغيير نتائج انتخابات الرئاسة عام 2016 التي هزم فيها الديمقراطية هيلاري كلينتون.
وكتب ترامب على تويتر صباح اليوم الأربعاء، يقول "هل تصدقون أن اليسار المتطرف سيقوم بمساءلتي اليوم، لا تفعلوا شيئا أيها الديمقراطيون، وأنا لم أرتكب أي مخالفة! أمر مروع".
مع سعي ترامب لفترة ولاية ثانية العام المقبل، قسم تحقيق المساءلة الرأي العام، فأيد أغلب الناخبين الديمقراطيين الإجراء وعارضه الجمهوريون.
ويقول الجمهوريون إن التصويت بنعم على المساءلة قد يكلف بعض المعتدلين من الديمقراطيين بمجلس النواب مقاعدهم في انتخابات الكونغرس العام المقبل، غير أن العديد من الديمقراطيين الذين يمثلون مناطق أيدت ترامب في انتخابات 2016 قالوا في الأيام الأخيرة إنهم سيصوتون بالتأييد لمساءلته.
الاتهامات ومتطلبات العزل
ويتهم الديمقراطيون ترامب بتجميد مساعدات أمنية حجمها نحو 400 مليون دولار لأوكرانيا، وعرض على زيلينسكي عقد اجتماع في البيت الأبيض لحمله على أن يعلن التحقيق مع بايدن وابنه هنتر الذي كان عضوا في مجلس إدارة شركة غاز أوكرانية.
ويتعلق الاتهام الأول الذي سيواجهه ترامب خلال المساءلة بتعاملاته مع أوكرانيا، ويتصل الثاني بعرقلته عمل الكونغرس عبر توجيه مسؤولي الإدارة ووكالاتها ألا يستجيبوا لأوامر استدعاء من مجلس النواب للشهادة ووثائق متصلة بالمساءلة.
ولم يحدد مجلس الشيوخ بعد إجراءاته للمحاكمة التي سيشرف عليها رئيس المحكمة العليا جون روبرتس.
ورفض زعيم الأغلبية الجمهورية بمجلس الشيوخ ميتش مكونيل مقترحات الديمقراطيين، لاستدعاء المزيد من المسؤولين بالإدارة للشهادة وقال إنه "ليس هناك فرصة" لعزل ترامب.
وأمس الثلاثاء قال مكونيل في مجلس الشيوخ إن على أعضاء المجلس القيام بدور القاضي والمحلفين في المحاكمة لكنه قال للصحفيين في وقت لاحق إنه لن يكون "محلفا محايدا".
وقال "هذه عملية سياسية. لا تتعلق بالقضاء". وتابع "المساءلة قرار سياسي".
ويتطلب عزل ترامب من منصبه موافقة أغلبية الثلثين من الحضور والتصويت في المجلس الذي يضم مئة عضو، مما يعني أنه يتعين على الديمقراطيين إقناع 20 جمهوريا على الأقل بالانضمام إليهم لإنهاء رئاسة ترامب.