*القرار الأمريكي مخالف لاتفاقتي لاهاي وجنيف
*نشكر مصر لرعايتها القضية الفلسطينية
* نؤكد تمسكنا الكامل بالرعاية المصرية للمصالحة الوطنية الفلسطينية ولا نقبل بأي بديل
* نريد تحركا عربيا موحدا ضاغطا لحشد موقف دولي لضغط على الإدارة الأمريكية
* أمريكا اليوم أصبحت معادية للشعب الفلسطيني
* لا نقبل بأي دور أمريكي أو وساطة لإنهاء الصراع مع إسرائيل
* ترامب له مصلحة شخصية وهو الحصول على ولاية ثانية في انتخابات الرئاسة الأمريكية 2020
*أمريكا لا تريد إنهاء الصراع وتعتاش عليه
*تقدمنا بقضية ضد الرئيس ترامب شخصيا أمام الجنائية الدولية والعدل الدولية
*نتنياهو يهمه فقط المكسب الشخصي والموقع الوزاري وليس السلام
* أنجزنا مسودة مشروع الدستور الفلسطيني بالاستعانة بخبراء مصريين
الشارع الفلسطيني يغلي ولا يهدأ وبشكل خاص عقب القرار المستفز من جانب الإدارة الأمريكية بـ "شرعية" بناء المستوطنات على الأراضي الفلسطينية والذي يعد مخالفا للقوانين الدولية، فما أن صدر هذا القرار الـ (9) لأمريكا لاستفزاز المشاعر العربية، حتى خرج الفلسطينيون في يوم غضب إلى جانب مسيرات العودة والتي يتم تنظيمها كل أسبوع من أجل رفض التدخل الأمريكي الذي يلبي طلبات الكيان الصهيوني على طبق من ذهب وكأن الرئيس الأمريكي يقدم فروض الولاء والطاعة إلى رئيس وزراء دولة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، على طبق من ذهب، فلم يكفيه الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية وكأنه ينفذ النسخة الثانية من وعد بلفور المشؤوم.
وما إن صدر هذا القرار حتى تم عقد اجتماع طارئ في الجامعة العربية والذي رفض وأدان ما صدر من الإدارة الأمريكية، فيما حرصت جريدة بلدنا اليوم على إجراء حوار مع سعادة السفير دياب اللوح، سفير دولة فلسطين بالقاهرة ومندوبها لدى جامعة الدول العربية للوقوف على آخر المجريات وأهم النقاط في القضية الفلسطينية وقطار المصالحة وكذلك الانتخابات في فلسطين.
1- كيف ترى السلطة الفلسطينية الاعتراف الأمريكي الأخير بشرعنة المستوطنات الإسرائيلية في للضفة الغربية وبشكل خاص بعد سلسلة من القرارات المستفزة مثل الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل؟
دولة فلسطين أدانت ورفضت هذا القرار الأمريكي باعتبار أن المستوطنات المقامة على أرض دولة فلسطين المحتلة منذ عام 1967 غير مخالف للقانون الدولي وكذلك الدول العربية الشقيقة في مجلس الجامعة على مستوى وزراء الخارجية قد أدانت ورفضت هذا القرار الأمريكي وهو القرار رقم (9) في سلسلة القرارات التي اتخذتها إدارة ترامب ضد الشعب الفلسطيني والتي بدأت بغلق مكتب التحرير الفلسطيني في واشنطن ومن ثم الاعتراف بسيادة إسرائيل على القدس وتوالت القرارات التي مست وكالة غوث لتشغيل اللاجئين "الأونروا" وصولا لهذا القرار المفروض، فنحن رفضنا هذا القرار باعتباره قرارا غير قانوي ويتعارض ويتناقد مع قرارات الشرعية الدولية قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن ويتناقض مع اتفاقتي لاهاي وجنيف الرابعة والتي تنص بشكل واضح وصريح أنه لا يحق للمحتل أن يجري أي تغيرات جغرافية أو ديموغرافية في الأراضي التي يحتلها، وأراضي دولة فلسطين منذ عام 1967 بما فيها القدس الشرقية عاصمة دولة فلسطين هي أرض محتلة.
2- ماذا بعد رفض مجلس الجامعة على مستوى وزراء الخارجية العرب للقرار الأمريكي؟
المجلس تداعى بشكل عاجل ليس لتأكيد رفض والإدانة فقط، فالإدانة والرفض بالفعل قد صدرت عن وزارات الخارجية العرب وعن الدول العربية الشقيقة قبل التئام مجلس الجامعة على المستوى الوزاري وكان المأمول من هذا الاجتماع هو اتخاذ موقف وإجراءات عملية لمواجهة هذا القرار الأمريكي وتعريته على المستوى الدولي ومواجهة مخططات الإدارة الأمريكية في التنمر والبلطجة على الشعب الفلسطيني وحقوقه الثابتة في فلسطين لذلك المجلس اتخذ سلسلة من التوجيهات ترك لكل دولة عربية شقيقة لأن تنفذها بالطريقة التي تراها مناسبة سواء أن كانت بطريقة سياسية أو دبلوماسية أو اقتصادية وكلف الأمين العام بمتابعة تنفيذ هذه القرارات وأبقي المجلس نفسه في حالة انعقاد مستمرة لمتابعة تنفيذ هذه القرارات أيضا.
3- ما تقييمك لرد الفعل المصري على هذا القرار قبل انعقاد المجلس الوزاري ودور مصر في القضية الفلسطينية بشكل عام؟
باسم دولة فلسطين باسم السيد محمود عباس رئيس دولة فلسطين نؤكد مجددا شكرنا لجمهورية مصر العربية الشقيقة، وشكر خاص لفخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي ووزارة الخارجية المصرية والحكومة ولكل مكونات المجتمع المصري لما تقدمه من رعاية مستمرة للقضية الفلسطينية والاحتضان والرعاية المستمرة للمصالحة الفلسطينية والتدخل العاجل والفوري المصري حال وقوع أي عدوان على الشعب الفلسطيني من أجل وقف ولجم هذا العنوان وفيما يتصل بموقف مصر بخصوص القرار الأمريكي بشرعنة البناء المستوطنات على الأراضي الفلسطينية، فإن مصر فعلا كانت سباقة وسارعت إلى اتخاذ موقف يرفض هذا القرار فالشكر كل الشكر لمصر وفخامة الرئيس وزارة الخارجية ومعالي الوزير سامح شكري، وكنت قد قلت سابقا أن مصر أصدرت هذا الموقف قبل أن نطلب منها وهناك دول عربية شقيقة أخرى سارعت وقامت باتخاذ موقف قبل أن نطلب منها ومن بينها المملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة وجامعة الدول العربية والبرلمان العربي والكثير من الجهات وكذلك الاتحاد الأوروبي ودول في الاتحاد ولكن نحن دائما نبني على موقف مصر باعتباره يشكل أساس متين لصياغة الموقف العربي الأصيل من القضية الفلسطينية باعتبارها القضية الأم أو القضية المركزية للأمة العربية، فنحن على تشاور مستمر مع مصر وهناك تواصل دائم بين فخامة الرئيس محمود عباس والرئيس السيسي ووزارتي الخارجية والحكومتين ونحن دخلنا بالعاقة الفلسطينية المصرية إلى علاقة عميقة تزيد من التعاوالمنافع والخبرات بين البلدين.
4- ما هي آخر محطات التي تم التوصل إليها في المصالحة الفلسطينية ؟ وهل نتوقع لقاءات قريبة من الفصائل الفلسطينية لاتمام المصالحة؟
أولا نؤكد تمسكنا الكامل بالرعاية المصرية للمصالحة الوطنية الفلسطينية ولا نقبل بأي بديل للدور المصري مع ترحيب بأي جهد عربي لتددعيم الدور المصري في تحقيق المصالحة الفلسطينية، فهناك اتفاق تم توقيعه برعاية مصرية في 12 أكتوبر 2017، هذا الاتفاق أيضا نتمسك به ونعتبره أساسا صالحا لإنهاء الانقسام الفلسطيني وتحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية الشاملة وتمكين حكومة دولة فلسطين للقيام بمهمها بشكل كامل في قطاع غزة كما هو معمول به في الضفة الغربية واعتقد أن هناك تواصل مستمر من قبل الأشقاء في مصر مع حركة فتح وحركة حماس ومع القوى السياسية الفلسطينية الأخرى بهذا الخصوص وهناك تواصل خاص ومستمر مع سيادة الرئيس أبو مازن من قبل القيادة المصري، ومن جانب أخر نحن ذاهبون إلى انتخابات فلسطينية عام، واعتقد أن هذه الانتخابات تشكل مخرج مهم وقوي من حالة الانقسام والتي يمر بها الواقع الفلسطيني.
5- في حال تمت المصالحة بين الفصائل الفلسطينية.. هل هذا الأمر سيكون رادعا لإسرائيل؟
المصالحة الفلسطينية تعني تعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية، فالوحدة الوطنية الفلسطينية متوفرة وموجودة وقائمة وهناك التفاف فلسطيني كامل حول الشرعية الفلسطينية التي يمثلها السيد الرئيس محمود عباس، أما إنهاء الانقسام في غزة يشكل خطوة مهمة نحو تعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية والتي نعتقد دوما بأنها تشكل الأساس المتين بالنسبة لنا وبالنسبة للتحرك السياسي والدبلوماسي والتحرك القانوني ومواجة محاولة التغول الأمريكي والإسرائيلي والممارسات الإسرائيلية العنصرية غير القانونية التي تقوم بها إسرائيل ضد شعبنا الفلسطيني في القدس والضفة الغربية وقطاع غزة، لذلك القيادة الفلسطينية مهتمة وتبذل جهود من أجل انهاء الانقسام وتحقيق المصالحة لأنها ترى في ذلك مصلحة وطنية عليا وكبيرة للشعب الفلسطيني، ومن جانب آخر ايضا إنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة يعمل على صيانة الأمن القومي الفلسطيني والأمن القومي الفلسطيني جزء لا يتجزأ من الأمن القومي المصري وهنا نحن نقدر دور جمهورية مصر العربية الشقيقة في صيانة الأمن الفلسطيني وهناك حدود جغرافية مشتركة بين البلدين، لذا يجب أن يكون هناك تعاون مشترك مكثف وعميق ومستمر لمواجهة كل التحديات الماثلة أمام البلدين والشعبيين.
6- بالنسبة ليوم الغضب والذي انطلق فاعلياته منذ الثلاثاء الماضي .. هل سيشكل ضغط على الاحتلال وهل له تأثير؟
هذا ليس جديدا فالشعب الفلسطيني ينتفض ويخرج بشكل دائم للتعبير عن إرادته الوطنية الراسخة وقناعته أيضا بالالتفاف حول قيادته والتي يمثلها الرئيس محمود عباس في مواجهة القرارات الأمريكية غير القانونية والشرعية، فالشعب الفلسطيني خرج ليقول لا لقرار الإدارة الأمريكية ، بعدما أعلن وزير خارجيتها، مايك بومبيو، باعتبار أن المستوطنات في أرض دولة فلسطين غير مخالف للقانون الدولي، وفي ذلك رسالة واضحة للإدارة الأمريكية أنه إننا لا نرفض هذه القرارات فقط إنما سنعمل على إسقاطها من خلال تمسكنا بأرضنا وتمسكنا بصمودنا على هذه الأرض.
7- كيف ترى الصمت الدولي على الانتهاكات الإسرائيلية لدولة فلسطين بعد هذا القرار؟
للاسف الشديد مجلس الجامعة على المستوى الوزارى اتخذ توجها بالعمل على الجبهة الدولة أو في الساحة الدولية لاحداث تغيرات ملموسة على المستوى الدولي لأننا لا نريد فقط رفض من المجتمع الدولي لقرارات الإدارة الأمريكية التي تتناقض مع القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية وبشكل خاص قرارات مجلس الأمن وعلى وجه الخصوص قرار رقم 2334 الذي اتخذ في نهاية ولاية الرئيس أوباما والذي وافقت عليه الادارة الأمريكية ولم تستخدم حق النقد "الفيتو" واعتبرت أن المستوطنات غير الشرعية وأنها تأتي ضمن قضايا الحل النهائي بين الطرفين (الفلسطيني – الإسرائيلي) لذلك نحن نريد تحركا عربيا موحدا ضاغطا لحشد موقف دولي لكي يشكل ضغط على الإدارة الأمريكية، فالإدارة الأمريكية لا تريد إنهاء الصراع مع إسرائيل ولا تريد بناء سلام عادل وشامل في المنطقة وكل ما تقوم به وكل ما تتخذه من قرارات هو لتعطيل عملية السلام أو إلغائها في المنطقة، هذا أمرا بات مفضوحا ومكشوفا للعيان وليس بحاجة لتفكيرأو اجتهاد، فلماذا أمريكا تتدخل بهذا الشكل العدائي ضد الشعب الفلسطيني وتتخذ قرارات ليست في صالح بناء السلام العادل والشامل في المنطقة، فأمريكا كانت منحازة لإسرائيل ونحن نعرف ذلك، ولكن اليوم أصبحت معادية للشعب الفلسطيني لذلك فنحن لا نقبل بأي دور أمريكي أو وساطة لإنهاء الصراع مع إسرائيل ونريد رعاية أممية تحت رعاية الأمم المتحدة في إطار مؤتمر دولي للسلام وفق آلية متعددة الأطراف كما جاء في رؤية السيد الرئيس أبو مازن وتقددم بها أمام مجلس الأمن في فبراير عام 2018 والتي تستند على قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية ومبدأ الأرض مقابل السلام وحل الدولتين بشكل واضح وصريح.
8- هل ترى أن تقديم ترامب الولاء لإسرائيل هو تمهيد لانتخابات الرئاسة الأمريكية 2020؟
لا شك أن ترامب له مصلحة شخصية ووزير الخارجية أيضا، فالأول يريد الوصول لولاية ثانية والثانية على ما اعتقد أنه يريد أن يتنافس في ولايته للوصول إلى الكونجرس الأمريكي، وأيضا هو يستخدم هذه الورقة من أجل اسناد حكومة اليمين في إسرائيل لذلك هناك مصالح تتقاطع شخصية وغير شخصية، ومن جانب آخر هذا يكشف عن خطة مبينة ومعد لها مسبقا لدى الإدارة الأمريكية ولدى حكومة اليمين في إسرائيل بتقويض عملية السلام في المنطقة وتقويض حل الدولتين والحيلولة دون إقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة متصلة على الأراضي التي احتلت عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية ونحن نرى في قرار الإدارة الأمريكية أن المستوطنات المقامة على أراضينا غير مخالفة للقانون الدولي خطورة كبيرة أيضا حيث أنه يشجع حكومة اليمين في إسرائيل على ضم الضفة الغربية أو أجزاء في الضفة الغربية وبشكل خاص المنطقة (ج) بما فيها غور الأردن من الجانب الفلسطيني والبحر الميت تشكل 62% من مجمل أراضي الضفة الغربية وضم الضفة والأراضي المقام عليها المستوطنات لإسرائيل يضع المنطقة على حافة الإنهيار، نحن في دولة فلسطين والقيادة الفلسطينية لا تريد أن يحدث هذا الانهيار ونبدي مرونة سياسية كافية وعلى استعداد للدخول في مفاوضات ذات مصداقية وجدية مع إسرائيل تحت رعاية أممية لتححقيق السلام العادل والشامل في المنطقة وإنقاذ المنطقة من خطر اليمين المتطرف في إسرائيل ، فنحن على قناعة راسخة بأن الإدارة الأمريكية الحالية لا تريد لبناء سلام عادل في المنطقة وإنهاء الصراع، فهي تريد أن تعتاش على هذا الصراع واستمراريته وكيف تأخذ الأموال من أجل الاقتصاد الأمريكي وتشغيل الماكنة الصناعة العسكرية الأمريكية وتسويق بضاعتها الفاسدة والخطيرة لدى الكثير من دول العالم، فهذا المخطط الأمريكي هو مخطط أمريكي صهيوني لا يستهدف القضية الفلسطينية فقط بل إنه يستهدف وجود الشعب الفلسطيني على أرضه، لذلك فنحن قلنا أنا نتمسك بأرضنا ولن نتركها أو نرحل ولن نكرر ما حدث في المراحل التاريخية السابقة مهما فعلو ولدينا شعار أبسط مواطن فلسطيني يرفعه وهو "الاحتلال يهدم ونحن نبني"، فأمريكا تمنح إسرائيل نقود ولكنها تجني اللكثير في ظل استمرار هذا الصراع والسلام في فلسطين هو أساس السلام في الشرق الأوسط والعالم.
9- هل ترى أن محاولات ترامب لتقديم الولاء لإسرائيل من أجل حماية حليفه نتنياهو من الزج به في السجن؟
هذا القرار وما تخذته الإدارة الأمريكية من قرارات سابقة هي عبارة عن ورقة يلعب بها ترامب مع نتنياهو لكن في تقديري ليس المقصود فقط دعم نتنياهو، فالإدارة الأمريكية متصهينة وحكومة اليمين في إسرائيل تعتقد أن اللحظة الحالية تشكل فرصة متاحة لتمرير هذا المخطط ليس فقط تمرير سيادة إسرائيل على القدس الشرقية أو الجولان السوري العربي المحتل، بل فرض سيادة إسرائيل على الضفة الغربية بشكل كامل، ومندوب إسرائيل لدى الأمم المتحدة داني دانون قال بصريح العبارة في تصريح له في نيويورك أن الضفة الغربية جزء لا يتجزأ من أرض إسرائيل، وهنا كشف النقاب عن جوهر هذا المخطط المبيت لدى الإدارة الأمريكية والحكومة الإسرائيلية، هذا يأتي في المقام الأهم من أن تلك الورقة يلعب بها ترامب أو بومبيو أو نتنياهو لمصالحهم، ونحن تقدمنا لدى محكمة العدل الدولية والجنائية الدولية بقضية ضد الاحتلال وسلمنا ملف كامل وبقضية ضد الرئيس الأمريكي ترامب شخصيا على هذه القرارات التي اتخذها غير القانونية والتي نصب فيها نفسه حاكما للعالم وأيضا نحن بصدد برفع قضية على وزير الخارجية شخصيا ليس في المحاكم الدولية فقط ولكن في المحاكم الأمريكية، ونحن بموجب انضمامنا لعديد من المنظمات الدولية وخاصة محكمة الجنايات الدولية يخولنا برفع قضية ضد شخصيات أمريكية في المحاكم الأمريكية، والجانب الأمريكي قام بالرد على مذكرة فلسطين التي رفعت لمحكمة العدل الدولية.
10- إلى أي محطة قطار تصل برأيك الانتخابات الإسرائيلية .. هل بفوز نتنياهو أم بيني جانتس؟
واضح أن كلاهما فشل في تشكيل الحكومة ورئيس دولة إسرائيل أحال الأمر إلى الكنيست وهذه أول مرة يحصل في تاريخ الانتخابات في إسرائيل ، وأمام الكنيست الإسرائيلي 3 أسابيع أي 21 يوما حتى يحاول أحد أعضائها إيجاد 61 صوت لتشكيل حكومة واعتقد أنه لن يكون هناك عضو كنيست قادر على إيجاد هذا العدد بسبب ثقل للحزبين الكبيرين (الليكود – تحالف أزرق أبيض) المتعادل والمتساوي والذي يحسم مسألة تشكيل الحكومة هو دخول ليبرمان في أحد التحالفين إما حكومة وحدة وطنية أو حكومة أقليات، ومن جانب آخر أعتقد أن إسرائيل ذاهبة نحو انتخابات ثالثة، وهذا شأن إسرائيلي ونحن كجانب فلسطيني لا نتدخل فيه أو في الانتخابات ولكن كل ما نريده هو أن يكون على الجانب الأخر شريك لنا يكون كاملا وقادرا على تنفيذ ما تم الاتفاق عليه بين منظمة التحرير الفلسطينية وحكومة إسرائيل وتمكين الشعب الفلسطيني من إقامة دولته المستقلة على أرضه التي احتلت عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، أي إقامة دولة فلسطينية إلى جانب دولة إسرائيل ودول المنطقة ونعيش في سام وتعايش سلمي مشترك وهذا ما نريده نحن من إسرائيل فنريدها أن تنصاع لإرادة المجتمع الدولي ولقرارات الشرعية الدولية بشكل كامل فنحن لا نقبل ببقاء أي عسكري إسرائيلي أو موقع أو مستوطن أو مستوطنة إسرائيلية على أرض دولة فلسطين هذا ما نريدة من أي حكومة إسرائيلية سواء أن كانت حكومة يمينة أو وسط أو حكومة يسار فهذا لايعنينا أما ما يعنينا أن يكون شريك في الجانب الأخر من إسرائيل.
11- بعد لجوء جانتس للقائمة العربية المشتركة.. في حال فوزه في الانتخابات هل ترى بارقة نور في طريق حل الصراع؟
انتهى الأمر، فبيني جانتس فشل في تشكيل الحكومة ورجع الأمر إلى رئيس الدولة وبالتالي فهذا الخيار لم يعمل به وأن يأخذ دعم القائمة العربية المشتركة من خارج الحكومة، لكن هذا أيضا فشل فنتنياهو وجانتس فشلوا واعتقد أن إسرائيل على عتبات انتخابات ثالثة أعتقد ستكون في شهر مارس أو إبريل على أكثر تعديل، فهذا يعطي فرصة لنتنياهو أن يستمر في رئاسته للحكومة فهو يكسب وقت أن يبقي في هذا الموقع لكي لا تقدم ضده لائحة اتهام ولكي لا يذهب إلى السجن، وأنا قلت سابقا أن نتنياهو يفضل كرسي رئيس مجلس الوزراء وتشكيل حكومة في إسرائيل على أن يعيش الشعب الإسرائيلي بسلام كامل إلى جانب الشعب الفلسطيني فعملية السلام لا تحتل المرتبة الأولى عند نتنياهو أو حكومة إسرائيل إنما المكسب الشخصي والموقع الوزاري هو على رأس أولوية نتنياهو أحزاب اليمين في إسرائيل، وللأسف هذا هو السبب في تعطيل عملية السلام في المنطقة.
12- هل ترى أن العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة كان التمهيد لقرار أمريكا؟
أولا نحن أدنا هذا العدوان وندين كل اعتداء على شعبنا ومقدساتنا، فالعدوان مستمر في كل الأوقات، كل يوم يقتل طفل وسيدة وشاب على مرأى ومسمع، فالمستوطنون يتمادون في حرق المزارع واقتلاع الأشجار والاعتداء على البيوت وحرق السيارات وتكسير نوافذ بيوت المواطنين، فحرقوا بيت الدوابشة وقتلت عائلة بأكملها، والطفل "أحمد دوابشة" الذي لا يزال على قيد الحياة شاهد عيان وسوف يبقى شاهد تاريخي على هذه الجرائم وأيضا الطفلل "محمد أبو خضير" الذين أحرقوه المستوطنين في القد، فالعدوان الإسرائيلي مستمر ضد الشعب الفلسطيني ويجب أن يتوقف فنحن نطالب المجتمع الدولي ومجلس الأمن الدولي بتوفير حماية دولية عاجلة للشعب الفلسطيني، فنحن شعب نتسلح بإرادتنا ولكن نحن غير قادرين على مواجهة إسرائيل عسكريا ونحن لسنا في حاجه لمواجهة عسكرية مع إسرائيل لأننا دخلنا في عملية سلام مع إسرائيل وللأسف إسرائيل لا تريد سلام.
13- هل تتوقع خلال الأيام القليلة القادمة أن يقوم الشعب الفلسطيني بانتفاضة جديدة؟
الشعب الفلسطيني لم يسلم ولن يسلم ببقاء الاحتلال على أرضه ومن حق الشعب الفلسطيني أن يمارس مقاومته المشروعة حسب القوانين والاتفاقيات الدولية ونحن الآن نمارس المقاومة السلمية في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي ونجحنا، ونجحت المقاومة السلمية في كشف زيف الاحتلال وروايته أمام المجتمع الدولي فالمجتمع الدولي في التصويت الأخير في اللجنة الرابعة من لجان الأمم المتحدة صوتت 170 دولة لصالح تمديد وتفويض ولاية الأونروا للعمل في فلسطين لمدة 3 سنوات قادمة وفي الجانب الآخر دولتان هما أمريكا وإسرائيل، فالدبلوماسية الفلسطينية بالشراكة الكاملة مع الدبلوماسية المصرية والأردنية والعربية نجحت نجاحا كبيرا في حشر أمريكا وإسرائيل في الزاوية وكشف هاتين الدولتين على حقيقتهما أما المجتمع الدولي، نحن لسنا في مواجهة عسكرية مع إسرائيل ولكن في مواجهة سياسية ودبلوماسية وقانونية سلمية مستمرة مستدامة على أرض الواقع، فالمواطن الفلسطيني يستطيع اليوم بحراكه ومقاومته السلمية أن يرسل رسالة قوية لهذا العالم بأنه شعب محب للسلام وينبذ الإرهاب ويحاربه، فلقد وعنا 83 بروتوكول مع 83 دولة لمكافحة الإرهاب بما فيها أمريكا وفي نهاية المطاف يأتي الرئيس ترامب وإدارته ويقول أن دولة فلسطين دولة إرهابية أو أن الرئيس أبو مازن إرهابي، فأبو مازن رئيس دولة رجل حكيم ورشيد ويحب السلام وأبدى مرونة سياسية كافية من أجل بناء هذا السلام العادل ومازل يسعى ويبذل كل جهد ممكن من خلال الأشقاء العرب والأصدقاء في العالم ودول العالم، حتى دول العالم التي لم تصوت معنا، فأحدثنا تغيير في الجبهة التي لم تكن معنا، فنحن نتحرك في 3 جبهات وهم الجبهة الوطنية والجبهةالعربية والجبهة الصديقة والجبهة التي تقف على الحياد، فنحن لا نريد لأي دولة أن تقف على الحياد وأن تقول كلمته، وفي التصويت الأخير قلصنا عدد الدول التي كانت واقفة على الحياد بيننا وبين الاحتلال الإسرائيلي.
14- ماذا عن آخر تطورات الانتخابات الفلسطينية القادمة؟
الانتخابات العامة في فلسطين تشمل الانتخابات التشريعية لانتخاب مجلس تشيعي فلسطيني وانتخابات رئاسية وهناك توافق وطني لإجراء هذه الانتخابات على التوالي، نذهب نحو الانتخابات التشريعية وبعد فترة زمنية متفق عليها نجري الانتخابات الرئاسية ولجنة الانتخابات المركزية والتي يترأسها السيد حنا ناصر هو من سيقوم بالإشراف على تلك الانتخابات، هذه اللجنة طلب منها الرئيس أبو مازن أن تبدأ بالتشاور مع الفصائل والقوى الفلسطينية كافة ومنظمات المجتمع المدني والشخصيات العامة وبالفعل باشرت بإجراء هذه اللقاءات مع الكل الوطني الفلسطيني وبدأت في الحصول على كتابات خطية بالموافقة على إجراء هذه الانتخابات حال اكتمال الموافقات وجهزية لجنة الانتخابات المركزية فتبلغ السيد الرئيس بأنها جاهزة لإجراء الانتخابات فيصد رالرئيس مرسوما واحدا يتضمن بإجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية في توقيتين معروفين ومحددين سلفا أو يصدر مرسومين منفصلين ولا خلاف على ذلك لكن الجوهر هو أننا ذاهبون نحو انتخابات التشريعية والرئاسية على التوالي والهدف من وراء الذهاب إلى هذه الانتخابات هو ممارسة الديمقراطية وتشديد الشرعية لانتخاب مجلس تشريعي فلسطيني جديد بدلا من المجلس التشريعي الذي حلته المحكمة الدستورية في فلسطين، والهدف الثالث والأسمى هو الخروج من حالة الانقسام الفلسطيني، فالانتخابات تشكل المخرج من الواقع الفلسطيني ووضعها على عتبات مرحلة جديدة من العمل الوطني المشترك والشراكة الساسية، لأن بعد هذه الانتخابات ومن يفوز في هذه الانتخاببات، سوف يكلفه السيد الرئيس بتشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية فإذا فازت فتح أو حماس فإن كلاهما يشكلان حكومة وحدة وطنية فلسطينية ونحن طلبنا من الأشقاء في مصر برعاية هذه الانتخابات والإشراف عليها في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية والرئيس قالها صراحة لن نجري انتخابات بدون قطاع غزة وبدون القدس وهذا يعني شرطا أساسيا لجراء هذه الانتخابات لأننا مازلنا نتمسك بوحدة إقليم فلسطين والذي يمثله القدس الشرقية والضفة الغربية وقطاع غزة وهي وحدة سياسية وجغرافية واحدة تشكل إقليم دولة فلسطين ولدينا مسودة مشروع الدستور أعتقد أنه قد أنجز بالتعاون مع خبراء مصريين وجاهز العمل به في حال تشكيل برلمان لدولة فلسطين، فالعالم اعترف بنا كدولة مراقبة في 29 نوفمبر 2012 ونحن الآن نترأس مجموعة الـ (77+ الصين) وهي في الواقع 135 دولة وأخذنا تفويض من المجتمع الدولي بأننا دولة كاملة الطاحية لإدارة هذة المجموعة وأثبتنا وقدمنا نموذجا رائعا بأننا دولة ناجحة وقادرة على إدارة ليس فقط أمورها ووضعها الداخلي وإنما أيضا لإدارة شؤون وأمور 135 دولة على المستوى الدولي وفي التقرير الذي سيقدمه الرئيس محمود عباس في حال تسلمه لولاية ثانية سوف نفصل ماذا قدمنا نحن في دولة فلسطين من خدمات إنسانية للعالم.