دعا رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال عون اللبنانيين إلى مساعدته في معركة محاربة الفساد، في ظل استمرار الاحتجاجات الشعبية منذ 36 يوما، للمطالبة بمحاسبة الفاسدين وتشكيل حكومة إنقاذ بعد استقالة حكومة الرئيس الحريري.
وأضاف الرئيس عون "لا أحد غير اللبنانيين قادر على الضغط من أجل تنفيذ القوانين الموجودة، وتشريع ما يلزم من أجل استعادة الأموال المنهوبة وملاحقة الفاسدين".
وأشار إلى أن "تسليط الضوء على مكامن الفساد عبر الإعلام وفي الساحات، صحيّ ومساعد، وكذلك تقديم المعلومات والوثائق المتوافرة إلى القضاء. ولكن أن يتحول الإعلام والشارع والجدل السياسي الى مدّعٍ، ومدّعٍ عام، وقاضٍ، وسجّان في آن، فهذا أكثر ما يسيء إلى مسيرة مكافحة الفساد."
وناشد الرئيس عون مجدداً المتظاهرين "للاطلاع عن كثب على المطالب الفعلية لهم وسبل تنفيذها، لأن الحوار وحده هو الطريق الصحيح لحلّ الأزمات"، داعيا القضاء "إلى الالتزام بقسمه للقيام بواجبه بأمانة، لأن مكافحة الفساد أينما بدأت فإن الانتصار فيها رهن شجاعته ونزاهته".
ودعا الرئيس عون اللبنانيين "لأن تكون السنة المقبلة، سنة استقلال اقتصادي فعلي، من خلال تغيير النمط الاقتصادي الريعي إلى اقتصاد منتج والبدء في حفر أوّل بئر للنفط في البحر، وإقرار قانون الصندوق السيادي الذي سوف يدير عائداته، إضافة إلى سنة استقلال جغرافي عبر التمسّك بكلّ متر من المياه، تماماً كما التمسّك بكل شبر من الأرض، وسنة استقلال بيئي واجتماعي فعلي، والتحرّر من النزاعات الطائفية والمذهبية، للبدء بالخطوات اللازمة لإرساء الدولة المدنية".
وامتلأت ساحات الاعتصام في صيدا (جنوبي لبنان) وطرابلس ( شمالي لبنان) بالمحتجين مساء اليوم الخميس، حيث طالبوا بتشكيل حكومة إنقاذ، كما تجمع عدد منهم في وسط بيروت وفي منطقة جل الديب في جبل لبنان.
وقطع المحتجون الطرق المؤدية إلى ساحة النور في طرابلس وأوتوستراد البداوي الذي يربط طرابلس بعكار (شمالي لبنان) وبالحدود اللبنانية السورية.
ولم يدع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون حتى الآن إلى بدء الاستشارات النيابية الملزمة لتسمية رئيس للحكومة.
ويجري الرئيس عون الاتصالات الضرورية قبل الاستشارات النيابية الملزمة لتسهيل تشكيل الحكومة.