مصر "رمانة الميزان" في قمة الـ 20.. تعود لقلب المجتمع الدولي وتناقش أخطر القضايا

السبت 29 يونية 2019 | 04:55 مساءً
كتب : دعاء جمال

قمة العشرين والتي يُطلق عليها الـ "G-20"، والتي حظيت باهتمام دولي ومحلي بالغ خلال اليومين الماضيين، حيث أنه للمرة الأولى تشارك مصر في مثل تلك القمة الاقتصادية المهمة.

وانتهز الرئيس عبد الفتاح السيسي، تلك القمة والتي عقد بها العديد من اللقاءات مع العديد من قادة الدول، وتم مناقشة العديد من الموضوعات المهمة الإقليمية والدولية الحساسة.

أفريقيا الحاضر الغائب ..

وكان من أوائل الموضوعات التي لفتت انتباه الرئيس السيسي هي المتعلقة بالقارة السمراء، ويأتي هذا الأمر بالتزامن مع رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي وعقد العديد من المؤتمرات والمنتديات الخاصة بهذا الشأن.

فشارك الرئيس عبد الفتاح السيسي في قمة أفريقية تنسيقية مصغرة على هامش أعمال قمة مجموعة العشرين بأوساكا جمعت إلى جانب الرئيس كلا من رئيس جنوب أفريقيا "سيريل رامافوزا" والرئيس السنغالي ماكي سال.

وخلال تلك القمة المصغرة، تم التوافق على العمل على إبراز الأولويات التنموية للدول الأفريقية أمام الشركاء خلال اجتماعات مجموعة العشرين مع التركيز في هذا الإطار على الأهداف المتضمنة في أجندة التنمية الأفريقية 2063 وكذا المشروعات المدرجة ضمن برنامج تنمية البنية التحتية بأفريقيا بالإضافة إلى المشروعات التي يتم تنفيذها من خلال وكالة التنمية الأفريقية "النيباد" باعتبارها الإطار المؤسسي لتنفيذ المشروعات التنموية في أفريقيا.

الرئيس السيسي وقمة العشرين

مصر والصين ودور محوري..

أشار السفير بسام راضي، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية إلى أن الرئيس السيسي كان قد أكد خلال القمة المصغرة أيضًا حرص مصر على القيام بدور فاعل وداعم لتحقيق الأهداف المرجوة من المشاركة بين الصين وأفريقيا.

ولفت الرئيس السيسي إلى أهمية بلورة نماذج عملية لتعزيز تعاون الصين مع أفريقيا، وذلك من خلال إقامة شراكات فاعلة وبحث أفضل السبل لتمويل مشروعات البنية التحتية في أفريقيا، مثل ممر "القاهرة/ كيب تاون"، ومشروع الربط الملاحي بين بحيرة فيكتوريا والبحر المتوسط، وغيرها من مشروعات البنية التحتية الهامة في القارة، وذلك لأهمية لمثل هذه المشروعات لتعزيز حركة التجارة البينية بين الدول الأفريقية، وتحسين الأوضاع الاقتصادية فيها وتوفير فرص العمل لأبنائها، خاصةً مع دخول اتفاقية التجارة الحرة الأفريقية القارية حيز النفاذ.

وأضاف السفير بسام راضي أن الرئيس السيسي كان قد أعاد تأكيد أهمية الدور الذي يمكن أن تضطلع به المنطقة الاقتصادية لقناة السويس في تعزيز مبادرة الصين الحزام والطريق ودعم تحقيقها للأهداف المرجوة منها، خاصةً في ضوء قيام مصر حالياً بتنفيذ مشروع طموح لتنمية محور قناة السويس توظيفاً لموقعه الاستراتيجي الهام وسعياً لكي يصبح مركزاً لوجستياً واقتصادياً عالمياً.

مصر "رمانة الميزان" مع إيطاليا

أما عن العلاقات بين مصر وإيطاليا، فشهد اللقاء الذي جمع بين الرئيس السيسي ورئيس الوزراء الإيطالى جيوسبي كونتي التناقش حول العديد من الموضوعات المهمة.

فتناول اللقاء عدداً من الموضوعات الثنائية، خاصة آخر التطورات المتعلقة بالتحقيقات الجارية في قضية الطالب "ريجيني"، وقد جدد الرئيس فى هذا الصدد تأكيد سعي مصر لللتوصل إلى الحقيقة، مؤكدا سيادته علي الدعم الكامل للتعاون الحالي المشترك الحثيث وغير المسبوق بين السلطات المختصة في كلٍ من مصر وإيطاليا للكشف عن ملابسات القضية.

وتباحث كلاهما حول آخر تطورات عدد من الملفات ذات الصلة بالأوضاع الإقليمية، خاصة القضية الليبية، حيث أكد السيد الرئيس ثوابت الموقف المصري القائم على ضرورة التوصل لتسوية سياسية شاملة في ليبيا بما يحافظ على وحدتها وسلامتها الإقليمية.

أما على صعيد العلاقات الثنائية، أشاد الرئيس بتميز العلاقات التاريخية التي تجمع البلدين، وما تشهده تلك العلاقات من تطورات إيجابية خلال الفترة الأخيرة، مؤكداً على الأهمية التي توليها مصر لتطوير تلك العلاقات فى مختلف أبعادها المتنوعة.

وفي سياق متصل، أعرب رئيس الوزراء الإيطالى عن تقديره للدور المحورى الذى تضطلع به مصر كركيزة أساسية للأمن والاستقرار فى منطقة الشرق الأوسط وشرق المتوسط، مؤكداً حرص بلاده على تعزيز التعاون الثنائي مع مصر على مختلف الأصعدة.

الرئيس السيسي وقمة العشرين

الرئيس السيسي والدب الروسي..

بالإضافة إلى اللقاءات التي أجراها الرئيس السيسي، فنجد أنه قد التقى مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين.

وخلال اللقاء، أكد الرئيس السيسي، على تطلع مصر لتعميق العلاقات المصرية الروسية على جميع الأصعدة، مشيداً في هذا الصدد بالمشروعات الهامة التي يتعاون البلدان في تنفيذها في مصر، ومن بينها مشروع إنشاء محطة الضبعة للطاقة النووية، ومشروع المنطقة الصناعية الروسية بمحور قناة السويس الذي من شأنه أن ينتقل بالعلاقات الاقتصادية بين البلدين إلى مستوى غير مسبوق.

ماذا استفادت مصر ..

أما عما استفادته مصر من المشاركة في تلك القمة المهمة، فكان تعزيز العلاقات بين الدول المختلفة، وأكدت أنها رمانة الميزان في الشرق الأوسط، بالإضافة إلى التأكيد على المشروعات والعلاقات بين البلاد المختلفة.