تحل اليوم ذكرى ميلاد الشهيد البطل أحمد حمدي، الذي أطلق اسمه على نفق بمحافظة السويس وشبه جزيرة سيناء، يعبر منه يوميًا الآف السيارات وهو أكبر وأهم المشاريع العملاقة التي نفذتها مصر لربط سيناء بباقي محافظات الجمهورية ويبعد عن القاهرة بنحو 130 كيلومتر.
كرمته الدولة بأن منحت اسمه وسام نجمة سيناء من الطبقة الأولى، واُختير يوم استشهاده ليكون يوم المهندس وعيد المهندسين.
وكان يشارك جنوده فى إعادة إنشاء أحد الكبارى لضرورة عبور قوات لها أهمية خاصة لتطوير وتدعيم المعركة.
وقبل الانتهاء من إنشاء الكوبرى أُصيب البطل بشظية متطايرة وهو بين جنوده، كانت الإصابة الوحيدة وكان هو المصاب الوحيد ولكنها كانت إصابة قاتلة، ليستشهد البطل وسط جنوده كما كان بينهم دائمًا.
ولد أحمد حمدي، في مدينة المنصورة في ٢٠ مايو ١٩٢٩، لأب يعمل بمجال التعليم، التحق بكلية الهندسة جامعة القاهرة قسم ميكانيكا.
حصل على دورة القادة والأركان من أكاديمية "فرونز" العسكرية بالاتحاد السوفيتي بدرجة امتياز.
في عام ١٩٥١ التحق بالقوات الجوية ومنها نُقل إلى سلاح المهندسين عام ١٩٥٤.
أبدى أحمد حمدي شجاعة وبسالة منقطعة النظير، حيث فجّر بنفسه كوبري الفردان حتى لا يتمم العدو من المرور عليه، كما عُرف عنه السرعة والمهارة في تفكيك الألغام فأبطل مفعول الآلاف منها حتى أطلق عليه أصحابه "اليد النقية"، وكان أحمد حمدي صاحب فكرة إنشاء أبراج لمراقبة العدو على الشاطئ الغربي بالسويس.
ورفض الانسحاب عندما جاءته الأوامر إلا بعد أن يقوم بتدمير خطوط توصيل المياه بسيناء حتى لا تصل لِيَد العدو.
كما تولى قيادة لواء المهندسين المخصص لتنفيذ الأعمال الهندسية بالجيش الثاني الميداني، وكانت القاعدة المتينة لحرب أكتوبر، كما شارك في إيجاد حلول لمشاكل الساتر الترابي.
عندما حانت لحظة الصفر طلب من قياداته مشاركة جنوده في الخطوط الأمامية عملية إسقاط الكباري على القناة حتى يتأكد من سير الأمور جميعًا كما خُطط لها، إلا أن القيادة رفضت ذلك ولكن أمام إلحاحه رضخت لطلبه وبالفعل كان له ما أراد.