في السابقة الآولي من نوعها، يصبح الوصول إلي سيناء لم يحتاج سوي دقائق معدودة، وتداول البضائع وحركة انتقالها بين شرق وغرب مدن القناة أكثر سهولة، وذلك عن طريق أنفاق قناة السويس أو ما يسمي "أنفاق سيناء".
وتشهد محافظة الإسماعلية، الآن افتتاح الرئيس عبد الفتاح السيسي أكبر وأضخم الأنفاق عالميًا، وفى زمن قياسى، نفذت هيئة قناة السويس، عددًا من الأنفاق والكبارى العائمة، تصل إلى 10 أنفاق وكبارى عائمة، بجانب تنفيذ الهيئة الهندسية لعدد من الكباري العائمة بأيادي أبنائها، قد تم افتتاح البعض منها، فيما بات البعض الآخر جاهزا للافتتاح، وعلى رأسها أنفاق الإسماعيلية، التى يفتتحها الرئيس عبد الفتاح السيسى الأحد، بجانب عدد من المشروعات الضخمة بمحافظة الإسماعيلية، من بينها مدينة الإسماعيلية الجديدة.
طريق جديد لتنمية أرض الفيروز
وفي البداية، قال النائب مصطفي بكري، عضو مجلس النواب، إن افتتاح الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم الأحد، مشروع انفاق قناة السويس، يعد أكبر وأضخم المشاريع القومية في تاريخ مصر الحديث وعلى مستوي العالم بأكمله، والذي يأتي في مقدمتها 4 أنفاق تساهم في ربط شرق القناة بغربها.
وأوضح "بكري"، أن أنفاق قناة السويس يمثل نقلة نوعية في تنمية سيناء، خاصة وأنها تساعد علي ربط سيناء بمحافظات الدلتا، فضلًا عن اعتبارها وسيلة لتعزيز وربط سيناء بباقي أجزاء الوطن الأم.
وأضاف عضو مجلس النواب، أنه منذ أن تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي حكم البلاد، وهو يحرص دائمًا على تحويل أرض الفيروز كعاصمة أقتصادية، ولذلك ما يجري الآن يساعد على تحقيق الحلم الذي طال لسنوات طويلة.
وأشار البرلماني، إلي أن التاريخ سيسجل تلك المرحلة الهامة في تنفيذ المشاريع القومية والذي ترفع شعار "يد تبني ويد ترفع السلاح"، مؤكدًا أن نجاح العملية الشاملة سيناء 2018، ساعدت على بناء وتطوير أرض الفيروز.
عبور ثانِ وتنمية حقيقة لأرض الفيروز
ومن جانبه، قال الدكتور عدلي سعداوي، أستاذ الاقتصاد بجامعة الفيوم، إن افتتاح الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم الأحد، لأنفاق قناة السويس عبور ثان سيعمر سيناء، مشيرًا إلي أن التاريخ سيسجل اليوم، صفحة جديدة في ملف المشروعات القومية العملاقة التي شهدتها هذه البقعة التاريخية من أرض مصر، وهو أحد أهم المشروعات القومية التي ستضخ عائدها في شرايين حياة جديدة تدب على أرض سيناء، لتعكس ببشائر التنمية.
وأشار "سعداوي"، إلي أن هذه المشروعات تمثل علامات مضيئة وهامة على طريق مشروع عملاق لتنميه محور قناة السويس، الذي يستثمر موقع القناة الاستثنائي بين الشرق والغرب والشمال والجنوب، سعيا لأن يصبح المحور مركزا لوجستيا واقتصاديا عالميا يساهم بفاعلية في تطوير وتسهيل حركة الملاحة والتجارة الدولية، ويدفع عجلة الاقتصاد القومى المصري.
وأكد أن قناة السويس تعد من أبرز الممرات الملاحية الدولية التي تربط بشكل مباشر بين القارات الثلاث ( آسيا وأفريقا وأوروبا )، وقد تم تخطيط المنطقة الاقتصادية المحيطة بقناة السويس وفق رؤية مستقبلية، تأخذ في اعتبارها مختلف أبعاد التطور المستقبلي المنتظر في حركة النقل البحري ومعدلات التبادل التجاري الدولي، والاهتمام بمنطقة القناة وتنميتها عامل لوجستى هام فى تسهيل التجارة الأفريقية والاستفادة من مشروع الطريق والحزام الصينى.
ولفتت عميد معهد الدراسات الاستراتيجية، إلى أهمية الأنفاق فى ربط سيناء بباقي المحافظات وتنميتها اقتصاديًا واجتماعيًا، وتحسين بنية الاستثمار فيها، مشيرًا أنه تم إنشاء وحفر وبناء وتشطيب أنفاق قناة السويس بأيادٍ مصرية، بتكلفة بلغت نحو 12 مليار جنيه، وشيدها 3 آلاف مهندس وفنى وعامل مصرى بداية من يوليو 2016 حتى 2019، وهذه الأنفاق تعد الأكبر على الإطلاق على الصعيدين المحلي والقاري.