بشبابها ستكون مصر أحلى، هذه الطاقة المهملة منذ عقود كثيرة مرت، حيث كانت منذ زمن مجرد أفراد وتعداد سكانى ليس إلا. طاقات هائلة غير مستغلة، عقول مستنيرة ولكن ركنت على الرف حتى عطبت، قوة بدنية وعقلية ولكن كانت حبيسة عدم التمكين وإعطائهم الفرصة لكى يظهروا للنور ويفصحوا عن مدى قدراتهم ومكانتهم، فأصبحوا كمًّا مهملًا لسنوات عديدة.
قرأت ذات مرة قولًا لمالك بن دينار: «إنما الخير فى الشباب»، وعلمت من خلال اطلاعى على السيرة وقصص الأنبياء ما بعث الله نبيًّا إلا وهو شاب، ومن هنا علمت لماذا يولى الرئيس عبد الفتاح السيسى اهتمامًا بالغًا لهؤلاء الفئة على وجه التحديد، وذلك لفطنته بتلك المقولات السالف ذكرها، فلعل الرئيس يعى جيدًا أن الخير فيهم، لذا اختارهم ليكونوا فى أعلى مرتبة لاهتمامه بشكل شخصى.
لذا أردت أن أوجه نصيحة لكل بيت يسكن فيه شاب: أعدوه ليكون صالحًا ويقود بلده، أنا أرى جيدًا ما يقدمونه من كل غالٍ ونفيس من أجل بلادهم، ولا أنكر ما يقوم به رجال وشباب الجيش والشرطة من تضحيات يوميًا فى سبيل هذا الوطن الخالد، ولكن من باب التذكرة فلعلها تنفع.
ولا أريد أن يكون الرئيس السيسى وحده فى هذا الأمر، ولكن على الأسرة أيضًا عامل كبير فى إعداد تلك الكوادر الشابة وتوجيه طاقاتها الهائلة وغير المحدودة فى خدمة هذا الوطن الذى يسكننا ونسكنه ويعيش فينا ونعيش فيه.
ولا بد أن نعترف أنه ليس هناك شىء يسير مستقلا، ومنفردًا، ولكن لا بد أن تجتمع المنظومة كلها، فعلى الأسرة أن تعد طفلًا صالحًا ليخرج لمجتمعه شابا ناضجًا يقدم لوطنه ويقويه، فلن تنهض أمة تهمل شبابها وتتركهم يوجهون طاقاتهم العظيمة دون توجيه وتوعية وإرشاد وتثقيف، حتى نخرج لمصر أجيالًا متتابعة من العظماء.