البنت الكويسة اللي تتجوز بدري، وسترة البنت عفة، هذا ما توارثه بعض الأباء في القرى والأرياف، وبالرغم من سن القوانين لتجريم زواج الفتيات في سن مبكر، وتغليظ العقوبة، مازال يوجد آباء يزوجن بناتهن في سن صغير، ولم يكتف الأمر عند ذلك بل يعقدون الزواج من صبي، بعيدًا عن المأذون الذى يطلب وثائق وأوراقًا رسمية، ويكتفون بالإشهار فقط، وسط الأهل والجيران، حتى تضيع حقوقهما وأولادهما معًا، لعدم وجود أوراق مسجلة لهم بالدولة،
داخل قرية عزبة أم يوسف بالشرقية، مركز فاقوس، توجد أسرة بلا أوراق أو شهادات قيد، ضحايا الزواج العرفي في سن صغير.
تقول السيدة م.ع، من إحدى الأسر بالقرية، لقد زوجنى أبي زواجًا عرفيًا، وكان عمري 14 عامًا، ولم يكن معي أوراق أو مستندات، وكان زوجي مثلي، وأهل القرية يعرفون أننى امرأته، وأنجبت ولدًا وبنتا، وزوجي توفي، ولم استطع تسجيل اسمه في مكتب المواليد.
حالة أخرى،"آية موسى"، 18 عامًا، قالت:" منذ 4أعوام تزوجت من ابن عمي، ولم يأت مأذون ليعقد عقد قرآن، لأن عمري القانوني لا يسمح بالزواج، وقد اتفق والدي مع زوجى أن انعقد الزواج عند المأذون عند إتمام السن القانوني، وعندما أنجبت بنتًا، رفض إتمام العقد، بحجة أنه لايوجد معه مبلغ 4 الآف جنيه ليدفعها للمأذون، وقام بطردي من المنزل، ولم استطع حتى الآن تسجيل أوراق ابنتي، واستخراج شهادة الميلاد".
جدير بالذكر، أن الجهات الحكومية بالدولة، وخاصة وزارة التضامن الاجتماعي، المتمثل في فريق برنامج أطفال بلا مأوى، قامت برصد حالات الأسر بمحافظة الشرقية، وتعكف الآن على حلها، وسؤال الأهالي والجيران، وتقديم المساعدة القانونية لساقطى القيد من خلال تسهيل إجراءات استخراج الأوراق الرسمية، لأن ساقط القيد هو إنسان مسلوبة حقوقه الأساسية فى الحياة، ولابد من مساعدته.