أكد السفير بسام راضى المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، أن أنشطة الاتحاد الأفريقي خلال العام 2019 ستشهد انطلاقة قوية وفعالة ونقلة نوعية ، تحت رئاسة الرئيس عبد الفتاح السيسي ، وستعكس خبرات مصر، والاهتمام الكبير الذي توليه مصر تجاه قضايا القارة الإفريقية.
وأوضح السفير بسام راضي في تصريحات مساء اليوم الخميس، أن الدورة الـ32 لقمة رؤساء الدول والحكومات للاتحاد الإفريقي التي تستضيفها العاصمة الأثيوبية الأحد المقبل ، ستشهد تغييرات ملحوظة في العمل الإفريقي المشترك لصالح القارة الإفريقي، بعد أن كان العمل الإفريقي المشترك طوال العقود الماضية من قمم إفريقية، وقمم الاتحاد الإفريقي، ومن قبلها قمة منظمة الوحدة الإفريقية، كانت تركز وتنصب في الأساس وبنسبة كبيرة للغاية على قضايا الأمن وحل النزاعات الحدودية، والحروب والنزاعات بين الدول وكذلك الحروب الداخلية.
وأشار راضي إلى أن كل هذه المشكلات أدت إلى عدم وجود مساحة لنقاش القضايا التنموية التي تهم القارة الإفريقية، مثل موضوعات التعليم والصحة والابتكار وخلق فرص عمل جديدة، وهي لم يكن لها نصيب في السابق بسبب طغيان تلك الصراعات في القارة الإفريقية التي كان بها بؤر صراعات وتوترات في عدة مناطق بالقارة.
وأضاف إن ذلك أثر أيضا على غياب مساحة التفكير في القضايا التنموية والتباحث والتدارس على مناطق اقتصادية حرة وتحرير التجارة وزيادة نسبة التجارة البينية ما بين دول القارة الإفريقية، مشيرا إلى عدم وجود اهتمام بهذه القضايا المهمة.
وأكد راضي :" أننا إذا نظرنا إلى جدول أعمال القمة الحالية والتي ستشهد تولي مصر رئاسة الاتحاد الإفريقي لعام 2019، نجد أن نسبة كبيرة للغاية منها خصصت للقضايا الاقتصادية والتنموية والتجارية واتفاقية التجارة الحرة، فضلا عن إصلاح الاتحاد الإفريقي إصلاحا هيكليا وماليا".
وأوضح أنه إذا تم مقارنة جدول أعمال القمة الإفريقية الحالية بجدول أعمال القمم السابقة على مدار 5 أو 6 سنوات مضت سنجد الفرق واضحا للغاية من حيث الاهتمام بحياة الشعوب الإفريقية، وتنميتها على عكس البنود التي طغت على جدول الأعمال في السابق الذي اهتم بالنزاعات وتسوية الصراعات.
وحول دور مصر الإقليمي والمحوري في هذا الإطار ، قال السفير بسام راضي، إن لمصر دورا محوريا كعادتها وامتدادا لدورها التاريخي في القارة الإفريقية ، بالإضافة لخبراتها الكبيرة خصوصا خلال السنوات الماضية في التنمية والإصلاح الاقتصادي، وخلق فرص عمل للشباب والقضايا الخدمية التي تمس الشعوب من الدرجة الأولى كالنقل والطرق والصحة والتعليم والإسكان والزراعة والري، مؤكدا أن لمصر خبرات جيدة في تلك القطاعات خلال الأربع سنوات الماضية خصوصا أن مصر كانت في وضع يحتاج لتلك الإصلاحات.
وأشار السفير راضي إلى توجيهات الرئيس السيسي ، لكل المنشآت التابعة للحكومة المصرية في المدن الإفريقية بما فيها السفارات في العواصم، لكي يتم استخدامها في تفعيل وتنفيذ المبادرات والأنشطة المصرية في كل الربوع الإفريقية، موضحا على سبيل المثال لا الحصر "الأنشطة الثقافية بأن يتم تنظيمها داخل السفارات وما إلى ذلك من أنشطة ومبادرات بهدف مد جسور التواصل الثقافي والحضاري بين الشعوب الإفريقية بعضها البعض".
وأضاف راضي، إن الرئيس السيسي وجه بان يتم خلال رئاسته للاتحاد الأفريقي على دفع جهود التكامل والاندماج الاقتصادي بين الأشقاء الأفارقة، سعيا لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية، والسلم والأمن، ومد جسور التواصل الثقافي والحضاري بين الشعوب الأفريقية.
وأشار السفير بسام راضي إلى أنه منذ تولي الرئيس السيسي مقاليد الحكم اتجهت مصر بقوة إلى العودة للساحة الأفريقية، حيث شهدت السنوات الأربع الماضية نشاطًا وتطورًا كبيرا في العلاقات المصرية الأفريقية علي كافة الأصعدة لتصل إلى ذروة هذا التطور لاختيار مصر بقيادة الرئيس السيسي لرئاسة الاتحاد في العام الحالي 2019.
وأكد راضي ، أنه بناءً علي توجيهات الرئيس فهناك خطة مصرية طموحة لدفع جهود التنمية في القارة الأفريقية وإيجاد حلول وتحركات عملية على أرض الواقع من خلال خبرة مصر في مجالات كثيرة كالتنمية والرعاية الصحية للقضاء على الأمراض المنتشرة في القارة الأفريقية.
وأوضح أن أولويات الرئاسة المصرية خلال فترة رئاستها للاتحاد الأفريقي، تنطلق من أجندة عمل الاتحاد الحالية ، وعلي رأسها أجندة التنمية في أفريقيا 2063، وتعزيز التجارة البينية بالقارة، وآليات منع وتسوية النزاعات الأفريقية، وعملية الإصلاح المؤسسي للاتحاد الأفريقي وذلك لدفع عجلة العمل الأفريقي المشترك لآفاق أرحب لتحقيق مردود ملموس من واقع الاحتياجات الفعلية للدول والشعوب الأفريقية.
وأضاف راضي أنه من المُنتظر أن يجري الرئيس عبد الفتاح السيسي مجموعة من اللقاءات الثنائية مع نظرائه من القادة والزعماء الأفارقة على هامش اجتماعات القمة ، وذلك لبحث التعاون الثنائي والقضايا الأفريقية ذات الاهتمام المشترك.