بين ظلمة الليل والبرد القارس الذي ينال من أجسادهم، يفترشون الأرض، وحيدين دون أمًا أو أبًا يحتضنهم ويحميهم، فالقدر جعلهم يعيشوا بلا جدران، ولا أسقف، يشاهدهم المارة، إنه الشارع الذي كان المأوى الوحيد لهم، حتى يأتي من ينقذهم، ويضعهم وسط أطفال وأسرة لهم، وأمهات بديلات ترعاهم.
فريق "أطفال بلا مأوى"، الذي يحتضن كل طفل وشاب يجده أمامه، فهو يتنقل بسيارة مجهزة بأحدث الامكانيات التي تجذب الطفل للعب بها، يوجد بها أجهزة كمبيوتروألعاب مختلفة، وأخصائيين اجتماعيين يداعبون الأطفال لإقناعهم بالذهاب معهم لدار الرعاية، بدلا من وجودهم في الشوارع، وتغيير الخلفية السيئة التي رسخت بعقليتهم، بأن النوم في الشارع أفضل من دار الرعاية الاجتماعية .
ولم يكتف الأمر عند ذلك، فمجهودات وزارة التضامن الاجتماعي، التي تترأسها الدكتورة غادة والي، من خلال وضع برامج مختلفة تحمي أطفال مصر، مثل برنامج" أطفال بلا مأوي"، الذي لم يهدف فقط إلى إنقاذ الطفل من الشارع، بل يسعى لخلق طفل واعي لديه ثقافات مختلفة، وتنمية مواهبه.
وتسعي وزارة التضامن الاجتماعي، لتعزيز الشراكة مع المجتمع المدني مثل منظمة ساموسيسيال – مصر وهي منظمة متخصصة في مجال حماية ورعاية اطفال الشوارع، إلى تعديل سلوك الفتيات وتنمية مهاراتهم من خلال الفن وخلق نماذج إيجابية من الفتيات وإبراز الطاقات الإيجابية لدي الفتيات ورفع قيمة الذات لدى الفتيات وبناء الإنسان من خلال الأنشطة الفنية.
وعلى سبيل المثال، شاركت دار فتيات العجوزة والتابعة لبرنامج حماية الأطفال بلامأوي، والذي تنفذه وزارة التضامن الاجتماعي بالتعاون مع صندوق تحيا مصر، في ملتقي الفنون الأدائية والذي نظمته منظمة ساموسيسيال – مصر وبمشاركة عدد من الجمعيات الأهلية العاملة في مجال حماية الأطفال بلامأوي.
وقدمت دار فتيات العجوزة عرضيين فنيين، الأول وهو عبارة عرض بانتومايم مدته 9 دقائق، والثاني عرض رقص معاصر ومدته 15 دقيقة.
وقام بتدريب الفتيات مدرب متخصص عمل تجهيز الفتيات وتدريبهن من خلال بروفات مكثفة استمرت لمدة 3 اشهر متواصلة.