« بين الدماء والموت».. هكذا كانت حياة المقاتل محمد يعقوب

السبت 06 أكتوبر 2018 | 02:25 مساءً
كتب : سارة محمود

«حمل صديقه على ذراعيه لمسافة 2 كيلو لشاطئ قناة السويس، بعد إصابته بشظايا من الصواريخ، وسط صواريخ ورصاص تحلق في سماء سيناء، وهو لم يدرك ماذا سيصبح مصيره بعد تلك المخاطرة، هل سينجو بزميله الذي دفع بحياته من أجله أم سيصبحان شهيدين فداءً للوطن».. بطل هذا الحدث هو المقاتل محمد طه يعقوب، صاحب علامة النصر فى حرب أكتوبر المجيدة.

 

«دماء وحروق وموت وكرّ وفرّ».. هكذا كانت حياة "طه" فى الخامسة من عمره؛ فعاصر الاحتلال الإنجليزي، وربما يكون هذا السبب الكافي ليفجر بداخله الوطنية بين عروقه ليدافع عن أرضه فى الكبر، فضلاً عن دراسته فى الثانوية العامة لمادة «الفتوة» والتي تتمثل فى التربية العسكرية حاليًا؛ حيث كانت تغرس بداخلهم الانتماء وحب الأوطان، فقرر الالتحاق بالجيش لأداء الواجب الوطنى، وعلى الرغم من حصوله على تأجيل، لأنه مدرس، إلا أن الرغبة الملحة بداخله أجبرته على الالتحاق بالجيش للدفاع عن أرضه وخروج الاحتلال الصهيوني من أرض الفيروز.

 

وعلى الرغم من رفضه 3 مرات من قبل إدارة التجنيد، إلا أنه لم ييأس فذهب في المرة الرابعة والأخيرة، بعد زواجه من زوجته لتكون صاحبة البهجة عليه، ويتم قبول أوراقه، ومن ثم يسلم نفسه فى اليوم الثاني من الموافقة، وبعد ذلك التحق بالفرقة 19 بالجيش الثالث بمدينة السويس، الكتيبة 22 مشاه ميكانيكى، ليقضي فى الجيش 4 سنوات متتالية، وفي الخامسة اندلعت حرب أكتوبر المجيدة.

 

وفى اليوم الثالث من الحرب، فى منطقة عيون موسى أصيب زميله بشظايا من الصواريخ التي قذفتها إسرلائيل، ما أدى إلى قطع ساقه، وكان لابد من حمله مسافة 2 كيلو لشاطئ قناة السويس وعبورها وتسليمه للعلاج، فكان هو المتطوع لنقل زميله وهو فاقد الوعي، وبعد تسليمه قابله محرر حربي من جريدة الأخبار، وطلب أن يلتقط له صورة بعد أن رأى ما فعله مع زميله، فقام برفع يديه بعلامة النصر،  اتي لم يعلم أنها ستكون علامة النصر، ولكن كل ما يدور فى ذهنه فى هذا التوقيت هو إرسال رسالة للعالم بأكمله أن مصر قد تحررت من الاحتلال الصهيونى، خاصة أن خليج السويس وخليج العقبة محتضنان أرض سيناء.

 

 

 

 

 

 

 

 

اقرأ أيضا