اتجهت الدولة في الفترة الأخيرة، إلى ترشيد الاستهلاك في المياه، وذلك لتوفير أكبر قدر ممكن من المياه للمواطنين، خاصة بعد إعلان المهندس عبد اللطيف خالد، رئيس قطاع الري بوزارة الموارد المائية والري، دخول مصر حزام الفقر المائي.
أستاذ الاقتصاد الزراعي يوضح دور الدولة في الخروج من «حزام الفقر المائي»
قال الدكتور أحمد فؤاد عبد الحكيم، أستاذ الاقتصاد الزراعي، يجب ترشيد المياه مهما تطلب الأمر، وذلك لخروج مصر من حزام الفقر المائي.
وأكد "عبد الحكيم" في تصريحات خاصة لـ"بلدنا اليوم"، أنه من المصدر الأساسية المتواجدة في مصر هي مياه النيل، وعن المصارد الأرضية الآخرى كمياه الآبار، مشيرًا إلى أن وزارة الرى لديها العديد من الموارد التي تستطيع من خلالها الخروج من أزمة حزام الفقر المائي.
وتابع أستاذ الاقتصاد الزراعي، أنه يجب على الدولة أن تنظر إلى دراسات الجدوي والحسابات الدقيقه لتوفير المياه، مضيفًا أنه بالنسبة لتحلية مياه البحر، فإنه يجب على الدولة أن تنظر لهذه الخطوة وتدعمها ماليًا لتوفير الاحتياجات اللازمة من المياه.
أستاذ الاقتصاد الزراعي يضع حلول لتوفير المياه
قال الدكتور جمال محمد صيام، أستاذ الاقتصاد الزراعي بجامعة القاهرة، أن هذه الفجوة يمكن أن تزداد مستقبلًا، ولذلك مواجهة هذه المشكلة من خلال بحث الحكومة عن مصادر أخرى، منها إعادة استخدام مياه الصرف الزراعي والصحي، وتحلية مياه البحر وتنقية مياه الصرف الصحي، والتي تحتاج إلى تكاليف عالية وطاقة كبيرة، بالإضافة إلى ترشيد استخدام المياه، ورفع انتاجية الأرض والمياه، منوهًا إلى أن الحكومة لا تولي اهتمامًا للبحوث الزراعية والمائية، ولذلك هى تحتاج إلى دفعة كبيرة في هذا الاتجاه.
خبيرة هندسة المياه توضح أسباب المشكلة
قالت الدكتورة رشا الخولي، عميد كلية الهندسة بجامعة هليوبوليس وخبيرة هندسة المياه، إنه طالما أن هناك ندرة في المياه فإننا سنواجه مشكلة في الغذاء،
واستكملت الدكتورة رشا حديثها موضحة أن الرز هو أكثر المحاصيل الزراعية التي تستهلك المياه، مضيفة أنه يجب أيضَا الانتباه إلى المحاصيل الزراعية التي تستخدم المياه بشكل أقل من غيرها كالبطاطس والطماطم.
وتابعت أنه يجب أن يتم عمل تعادل بين المحاصيل الاستراتيجية كالقمح والذرة، والخضار الذي يستخدم كميات أقل من المياه، بحيث تكون المحاصيل الزراعية التي تستخدم كميات كبيرة هي الأنواع التي يتم استيرادها من الخارج، منوهة بأن هناك نظرية تسمى «كمية المياه الاسترادية» والتي تعتمد على قياس كمية المياه التي يستهلكها محصول معين، ولو كانت الكمية كبيرة يتم عندها استيراد هذا المحصول، وفي المقابل يجب أن يتم التوسع في المحاصيل التي تستهلك كميات قليلة من المياه.
وأشارت إلى أن عملية التوسع في الاستصلاح يجب ألا تكون مطلقة، وذلك لأنه يستخدم المياه الجوفية بكمية كبيرة، والتي تعد مصدر غير متجدد، وذلك يجب أن يتم استخدامها بشكل آمن أي أن يتم استخدامها بشكل متوازن حتى تستطيع ان تغذي الآبار، كما يجب أن يتم التوجه إلى المحاصيل التي تستخدم المياه المعاد استخدامها سواء كانت هذه المياه من المصارف الزراعية، أو مياه الصرف الصحي المعالج.
وأضافت أنه يوجد أيضًا إمكانية الاتجاه إلى تحلية مياه البحار كالسعودية والخليج، والتي يمكن من خلالها تغطية جزء بسيط من العجز، ولذلك يجب أن يتم دعم الأبحاث العلمية الذي يبحث عن الطرق الرخيصة في التحلية، والتي تستخدم طافة قليلة، وذلك لمقاومة الفجوة الغذائية التي يمكن أن تحدث في البلاد من خلال خطة مدروسة متكاملة تشترك فيه جميع الوزارات وذلك ضمن «رؤية مصر 2030».