يعد مهرجان «هولي للألوان» من أكثر المهرجانات شهرة خاصة في المناطق التي تكثر فيها الجالية الهندوسية بالهند، وهو بالأساس احتفالًا بموسم الحصاد وخصوبة الأرض ووداع فصل الشتاء.
يرمز له على أنه احتفال للوحدة بعيدًا عن الفوارق الموجودة في المجتمع الهندي، ويصادف المهرجان يوم اكتمال القمر في شهر Phalgon حسب التقويم الهندوسي، وهو يوم الاحتفال بالربيع أيضًا، ولكن إذا نظرنا لأصل المهرجان تجد عدة أساطير متعلقة بوجود المهرجان والأكثر انتشارًا من بين تلك الأساطير هي اسطورة هوليكا و براهلاد.
أسطورة مهرجان«هولي».. الخدعة الأولى
تقول الأسطورة أن هنالك ملك يُدعى "هيرانياكاشياب" حكم الأرض، ولكنه طلب من شعبه أن يعبدوه ولكن رفض ابنه "براهلاد" عبادته ونصر الإله عليه فحاول الأب الملك قتل الابن بعدة محاولات، ولكن لم تفلح جميعها فقرر الملك في النهاية أن يطلب من أخته "هوليكا" والتي كان لها ميزة خاصة بها فقط هي الدخول للنار دون أن يصبيها أي أذى وأن تحمل معها ابنه "براهلاد" فأقنعت العمة ابن اخيها الصغير أن يدخل معها النار ومن دون أن يعرفوا أن ميزة النار لها هي وحدها وتعمل وهي وحدها، فدفعت هوليكا ثمن شرها ونجا براهلاد بفضل رعاية الآلهة له .
ضرب الأزواج.. لماذا؟
النساء يستمتعن بضرب أزواجهن
تقوم الزوجات بضرب أزواجهن بالعصى على الرأس والظهر وهم يتخذون وضع القرفصاء ويضعون أيديهم فوق رؤسهم لحمايتها ويستمروا بالضرب حتى يتألمون بشدة.
ويجب على الزوج تحمل كل أنواع الضرب واللآلام المبرحة من زوجتة، ولا يقدر على أن يشتكي أو يتوجع حتى لا يصفونة بالجبان فتظل هذة الصفة ملتصقة بة طوال حياته، وإذا تحمل الضرب ولم يتذمر يصفونة بالشجاع القوي.
ويحق للأزواج بإرتداء الملابس الثقيلة والدروع لتخفيف من الضربات الموجة إلية، لكن يعد ذلك من أنواع الجبن حيث يظهر الرجل ضعيفاً لا يقدر على تحمل ضرب المرأة له.
الألوان والبهجة وحرق الدمى.. طقوس مقدسة
قرع الطبول واللعب بالألوان
أحد طقوس المهرجان أن يقوم الرجال بالرقص، والغناء قبل أن تشرع الزوجات بضربهم، فينتشر الرجال في شوارع القرى يقرعون الطبول ويرشون الألوان على المارة، ولإستفزاز زوجاتهم يقومون بقذفهن بالشتائم والألفاظ النابية، وعندما يأتي المساء تستعد النساء للإنتقام منهم بضربهم ضربًا مبرحًا.
حرق دُمى "هوليكا"
يقوم الهندوس بعمل دمى وتعليقها فى الشوارع، وحرقها لاثبات انتشار الخير على الشر وذلك لايمانهم بأسطورة "هوليكا" و"براهلاد".
بهجة.. ولكن!
منع الأرامل من حضور مهرجان "هولي" لإعتبارهما نظير شؤم
حيث تعاني مجموعة من أرامل الهند محنة مفجعة بعد وفاة أزواجهن وهي نبذ المجتمع، الذي يعتبرهن تجلبن الحظ السيء، فهؤلاء السيدات المسنات يواجهن الحياة بمفردها في مناطق الغيتو البالية، كما أنهن ممنوعات من المشاركة في المهرجانات الدينية، والمناسبات المجتمعية المهمة الأخرى .
وعادة ما يتم اعتبار النساء الأرامل ملعونات، مما يعني أن اسرهن تقوم بإبعادهن أو طردهن خوفًا من بعث ونشر الحظ السيء.
وتذهب الكثيرات منهن إلى العيش في فاراناسي أو فريندافان، وهي مدينة مقدسة أيضًا، حيث يكسبن لقمة العيش عن طريق التسول ودفع الأموال لتلاوة الصلوات في المعابد الهندوسية، كما أنه غير مسموح لهن بالاستحمام في النهر المقدس إلى جانب الحجاج ، ويحذر عليهن المشاركة في الاحتفالات مثل مهرجان "هولي"، وهو مهرجان الألوان السنوي.
وبالرغم من أن مهرجان "هولي" يعتبر رمز للبهجة والتسامح وإلغاء الفوارق بين الشعب الهندي إلا أن منع الأرامل من حضورة يبرز عكس ذلك كما أنه تقع العديد من الجرائم اثناء هذا الاحتفال المقدس ومنها جرائم الاغتصاب، والتحرش الجنسي الذي نقلته وكالة "رويترز" مؤخراً.