أيمن الرقب: إسرائيل تستغل التصعيد في غزة لفرض تهجير قسري بالضفة بدعم أمريكي (خاص)

الاثنين 24 فبراير 2025 | 01:23 مساءً
الدكتور أيمن الرقب استاذ العلوم السياسية بجامعة القدس
الدكتور أيمن الرقب استاذ العلوم السياسية بجامعة القدس
كتب : بسمة هاني

في تطور عسكري غير مسبوق منذ أكثر من عقدين، أدخل الجيش الإسرائيلي دباباته إلى شمال الضفة الغربية المحتلة، في خطوة تعكس تصعيدًا ملحوظًا في عملياته التي اشتدت خلال الأسابيع الأخيرة.

وتركزت هذه العمليات بدايةً في جنين، قبل أن تمتد إلى طولكرم وطوباس ونابلس، وسط تصعيد أمني متواصل.

ووفقًا لهيئة البث الإسرائيلية، فإن هذه التعزيزات العسكرية تأتي في إطار توسيع الحملة في الضفة الغربية، حيث أكد الجيش الإسرائيلي في بيان مقتضب أن "فرقة دبابات تعمل في جنين".

كما أوضح أن قواته، بالتعاون مع جهاز الشاباك وحرس الحدود، تواصل عملياتها الرامية إلى "إحباط الأنشطة في شمال الضفة".

لافتًا إلى أن وحدات عسكرية إضافية من لواء الناحال ووحدة دوفدفان بدأت بتنفيذ عمليات في قرى أخرى بمنطقة جنين.

وتزداد التساؤلات حول أهداف هذا التصعيد الخطير:

ما الأسس القانونية التي تستند إليها إسرائيل في عمليات الإخلاء القسري للمخيمات الفلسطينية في شمال الضفة الغربية، ومنع عودة سكانها إليها؟

وكيف تعامل المجتمع الدولي مع هذه الإجراءات، وما ردود الفعل القانونية أو السياسية حيالها؟

الاحتلال الإسرائيلي بلا أسس قانونية ودعم أمريكي غير محدود

قال الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، في حديث خاص لصحيفة "بلدنا اليوم"، إن الاحتلال الإسرائيلي لا يستند إلى أي أسس قانونية في إجراءاته، مؤكدًا أن القانون الدولي صُمم لحماية مصالح الأقوياء، وأن الولايات المتحدة الأمريكية تلعب دورًا رئيسيًا في توفير الغطاء لهذا الاحتلال، سواء عبر استخدام الفيتو في مجلس الأمن أو من خلال دعمها المستمر له في مختلف المحافل الدولية.

تهجير الضفة الغربية تحت غطاء التصعيد في غزة

ولفت الرقب إلى أن ما يجري في مخيمات الضفة الغربية هو استمرار لما حدث في غزة، مشيرًا إلى أن الاحتلال يعمل على تهجير سكان الضفة الغربية بشكل تدريجي، مستغلًا الانشغال العالمي بالقضية الغزاوية.

وأوضح أن إسرائيل تستخدم هذه الاستراتيجية لإحداث تغيير ديموغرافي في الضفة دون أن يلقى ذلك معارضة دولية قوية.

ضرورة المواجهة القانونية والسياسية

كما شدد الرقب على أهمية التصدي للاحتلال عبر القانون الدولي والحراك الدبلوماسي الرسمي، مشيرًا إلى أن الحل السياسي القائم على إقامة دولة فلسطينية هو السبيل الوحيد لوقف هذه الانتهاكات.

وأكد أن الاحتلال يمارس "بلطجة دولية" بدعم غير محدود من القوى الكبرى، مما يعكس هيمنة المصالح على القانون الدولي وغياب أي رادع حقيقي.

التصعيد العسكري الإسرائيلي في الضفة الغربية

وأشار الرقب إلى أن الضفة الغربية كانت الهدف الإسرائيلي الأساسي قبل غزة، موضحًا أن الاعتداءات عليها لم تتوقف منذ سنوات، لكنها تصاعدت بشكل ملحوظ منذ أكتوبر 2023.

وأوضح أن دخول الدبابات الإسرائيلية إلى مدن الضفة بهذا الحجم يُعد تطورًا غير مسبوق منذ عام 2001، مضيفًا أن الاحتلال يستخدم الطائرات والقصف في عمليات المطاردة، في خطوة تعكس تصعيدًا عسكريًا كبيرًا.

تفجيرات ملفقة لتبرير التصعيد

كما أوضح الرقب أن الاحتلال افتعل تفجيرات في تل أبيب، مشيرًا إلى أن كل الأدلة تشير إلى أنها تفجيرات وهمية نفذها الاحتلال نفسه للحصول على ضوء أخضر من الولايات المتحدة الأمريكية وغطاء سياسي من أوروبا لمواصلة عملياته الإجرامية في الضفة الغربية.

اقرأ أيضا