سائد أبو عيطة: شاهد على مأساة غزة وكاتب يوثّق الألم خلف الخطوط

الاحد 26 يناير 2025 | 01:29 مساءً
كتب : بسمة هاني

في قلب قطاع غزة، حيث تختلط معاناة البشر بأصوات القصف والدمار، عاش الكاتب الفلسطيني سائد أبو عيطة تجربة قاسية كتب فصولها من ألمه الخاص.

 الحرب التي اندلعت في أكتوبر 2023 لم تكتفِ بتدمير مدينته، بل امتدت لتحطم عائلته وأحلامه، تاركة إياه شاهداً على مأساة إنسانية لم يشهد مثلها من قبل.

مأساة بدأت بقصف مدمر

في 14 أكتوبر 2023، تغيرت حياة سائد أبو عيطة جذرياً عندما قصف منزله الواقع في شمال غزة. الهجوم الذي أسفر عن فقدانه لطفلتيه "ميرا" و"تالا"، إلى جانب والده وزوجة أخيه وعدد آخر من أفراد أسرته، تركه مصاباً بجراح خطيرة تضمنت كسوراً وحروقاً في جسده. ومع ذلك، لم تكن إصاباته الجسدية سوى جزء من الألم الذي ألمّ به، إذ بدأت رحلة جديدة من النزوح والمعاناة.

الكاتب خلف الخطوط

  • على الرغم من محنته، لم يتوقف سائد عن توثيق المأساة,وأثناء تنقله بين خيام النزوح والمدن المدمرة، استمر في الكتابة، ليصدر كتابه "كتابة خلف الخطوط  الجزء الثاني".
  • حمل هذا الكتاب شهادته الشخصية على الحرب، مقدماً سرداً إنسانياً للكارثة بعيداً عن السياسة، وموثقاً المعاناة التي يعيشها الفلسطينيون يومياً.

    نزوح بين المدن

    في محاولة للهرب من الموت، نزح سائد وعائلته بين مدن القطاع، متنقلين من غزة إلى خانيونس، ثم رفح ودير البلح. 

    كل مكان وصلوا إليه كان يحمل وعداً بأمان مؤقت وسرعان ما ينتهي مع اشتداد القصف. وخلال تلك الرحلة، كانت التحديات اليومية هائلة؛ من نقص الغذاء والمياه، إلى البحث عن الرعاية الصحية، خصوصاً لوالدته المسنة التي تعاني من أمراض القلب، وزوجته التي كانت تتحمل العبء الأكبر في رعاية الأسرة.

    الحياة تحت القصف

    أطفاله الذين نجوا من الموت لم يسلموا من تداعيات الحرب، حيث تركوا مدارسهم وشاركوا في أعمال يومية شاقة.

    يقول سائد: "محمد، ابني البكر، كان يساعدني في السير عندما كنت عاجزاً عن الحركة، كما شارك في جمع الحطب والمياه".

    أما ابنته "ريناد"، فقد فقدت سنة دراسية كاملة، لكنها حاولت تعويض ذلك بالتعلم داخل خيمة النزوح.

    رسالة صمود

    بالرغم من كل ما فقده، لا يزال سائد متمسكاً برسالته الإنسانية، ويمثل صوتاً ينقل معاناة الفلسطينيين للعالم.

    يقول: "غزة، رغم كل آلامها، ستبقى صامدة. الإنسان الفلسطيني لا يمكن هزيمته، لأن إرادته تتجدد مع كل جرح يصيبه".

    الشكر لمصر ودورها

    إختتم سائد حديثه بإشادة بالدور المصري، قائلاً: "مصر العظيمة وشعبها الطيب يستحقون كل الشكر والتقدير.

    جهودهم الكبيرة في وقف الحرب وإجلاء الجرحى وتقديم المساعدات الإنسانية خففت من معاناتنا".

    وأضاف: "نتطلع لدور مصر المستمر في إعادة إعمار غزة، حيث بدأت الخطوات الأولى لهذا الجهد منذ توقيع الاتفاق الأول".

    اقرأ أيضا