يعد فيروس الروتا، المعروف أيضًا بالفيروس العجلي، من الفيروسات الأكثر شيوعًا المسبب الرئيسي لالتهاب المعدة والأمعاء عند الأطفال دون سن الخامسة، وهو مسؤول عن ملايين الحالات المرضية سنويًا حول العالم، ويؤدي إلى أعراض شديدة مثل الإسهال والقيء التي قد تتطور إلى جفاف خطير إذا لم يتم تعويض السوائل المفقودة، مما يجعله خطرًا صحيًا عالميًا يتطلب الوقاية والتطعيم.
ما هو فيروس الروتا؟
يتسبب فيروس الروتا في التهاب المعدة والأمعاء لدى الأطفال والرضع، ويعد من أكثر الأمراض شيوعًا في فصلي الشتاء والربيع، رغم إمكانية الإصابة به على مدار العام.
ينتقل الفيروس بسهولة ويصيب الفئات الأكثر عرضة، مثل الرضع والأطفال الصغار وأهاليهم.
أعراض فيروس الروتا
تظهر أعراض الإصابة بالفيروس بعد فترة حضانة تتراوح بين يوم و3 أيام، وتشمل: (إسهال مائي شديد _ قيء _ ارتفاع درجة الحرارة _ آلام البطن)
علامات الجفاف مثل جفاف الفم، وقلة التبول، وغياب الدموع عند البكاء.
تكون الأعراض عند الكبار أقل حدة مقارنة بالأطفال.
طرق العدوى
ينتقل فيروس الروتا عبر ملامسة الأسطح الملوثة بالبراز أو سوائل الجسم للمصاب، أو تناول طعام وشراب ملوث. تشمل طرق انتقال العدوى:
(الاتصال المباشر مع المصاب _ ملامسة الألعاب أو مقابض الأبواب الملوثة _ تناول الطعام أو الشراب الملوث).
علاج فيروس الروتا
لا يوجد علاج محدد للفيروس، بل يعتمد على تخفيف الأعراض ومنع الجفاف عبر: (إعطاء الرضع محاليل معالجة الجفاف _ شرب الماء والعصائر الطبيعية المخففة _ تناول أطعمة خفيفة وسهلة الهضم _ تجنب الأطعمة والمشروبات الغنية بالسكر والدهنية).
في الحالات الشديدة، خاصة لدى الأطفال أقل من عامين، قد يستدعي الأمر دخول المستشفى للحصول على السوائل عبر الوريد.
الوقاية من فيروس الروتا
تعتمد الوقاية بشكل كبير على التطعيم، حيث يوجد نوعان من لقاحات الفيروس للأطفال:
1. روتا تيك: يعطى في ثلاث جرعات.
2. روتاركس: يُعطى في جرعتين.
ولذلك ينصح ببدء الجرعات قبل عمر 15 أسبوعًا والانتهاء منها قبل عمر 8 أشهر.
كما تلعب النظافة الشخصية دورًا هامًا في الوقاية من العدوى، من خلال: (غسل اليدين بانتظام _ تعقيم الأسطح والألعاب _ التخلص من الحفاضات بطريقة صحيحة _ منع الطفل المصاب من الذهاب إلى المدرسة حتى شفائه).
مدى انتشار فيروس الروتا عالميًا
وفقًا لتقارير منظمة الصحة العالمية (WHO) ومراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC)، يصيب فيروس الروتا سنويًا أكثر من 25 مليون طفل، ويؤدي إلى وفاة حوالي 200,000 طفل في الدول ذات الدخل المنخفض والمتوسط نتيجة الجفاف الحاد الناجم عن الإسهال.
أكثر المناطق تأثرًا:
جنوب آسيا: تسجل هذه المنطقة أعلى نسب الإصابة بسبب محدودية الوصول إلى المياه النظيفة والرعاية الصحية.
أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى: تعاني من نسب وفيات مرتفعة بسبب نقص التطعيم وصعوبة الوصول إلى العلاجات الفورية.
أمريكا اللاتينية وأوروبا الشرقية: تسجل نسب إصابة متوسطة مع تحسن في معدلات العلاج والوقاية.
انتشاره في الدول المتقدمة
أدى إدخال التطعيم الروتيني ضد فيروس الروتا إلى انخفاض كبير في حالات الإصابة والوفيات، في الدول المتقدمة، مثل الولايات المتحدة وأوروبا الغربية. ورغم ذلك، تستمر العدوى في الحدوث، خاصة بين الأطفال غير المطعمين.
جهود عالمية لمكافحة فيروس الروتا
تعتبر اللقاحات جزءًا أساسيًا من برامج التطعيم الوطنية في أكثر من 100 دولة، مما أسهم في خفض حالات الإصابة بنسبة تصل إلى 50-90% في بعض المناطق.
تهدف المنظمات الدولية إلى تحسين الوصول إلى المياه النظيفة وخدمات الصرف الصحي في المناطق الفقيرة، بهدف تحسين البنية التحتية الصحية.
أهمية التطعيم والنظافة
تظل الوقاية عبر التطعيم والنظافة الشخصية الوسيلة الأكثر فاعلية لمكافحة انتشار فيروس الروتا. و يمثل تطعيم الأطفال الحل الأمثل لتقليل خطر الإصابة أو تخفيف حدة الأعراض، إلى جانب تعقيم الأدوات والأسطح. ومن خلال تعزيز الجهود التوعوية وتوفير اللقاحات بأسعار معقولة في الدول النامية، يمكن تقليل العبء الصحي لهذا الفيروس بشكل كبير.