كيف تؤثر الفوضى على عملية تحرير المعتقلين والمفقودين في سوريا؟ "تقرير"

الخميس 12 ديسمبر 2024 | 08:52 مساءً
كتب : بسمة هاني

اليوم وبعد أيام من التوتر، بدأت الحياة تعود إلى طبيعتها في دمشق، حيث خرج الأهالي في الأحياء لتنظيف الشوارع وتجميل الأماكن العامة، مرددين شعارات "الحرية" و"واحد... الشعب السوري واحد"، في إشارة إلى استمرار روح المقاومة والتمسك بالعدالة رغم التحديات الكبيرة.

 لا تزال الفوضى تحيط بهذه العملية، مما يزيد من تعقيد الأمور. هناك العديد من التقارير غير الدقيقة عن وجود معتقلات سرية لم يتم الوصول إليها بعد، مما يزيد من حالة الغموض والقلق بين الأهالي.

مع كل خبر جديد عن احتمال وجود معتقل، يسارع الأهالي إلى الأماكن المشتبه بها، حاملين أدوات الحفر على أمل العثور على أبنائهم.

توافد الأهالي إلى مشفى المجتهد بحثًا عن أدلة

في مشفى "المجتهد" في حي باب مصلى بالعاصمة دمشق، يتجمع العشرات من أهالي المعتقلين من مختلف المناطق السورية ليتفحصوا صور الجثث المودعة هناك. كانت هذه الجثث قد تم العثور عليها في مشفى حرستا الوطني في وقت سابق.

ومن بين هؤلاء، سيدة تُدعى منى، وهي من أهالي حمورية في الغوطة الشرقية، جاءت تبحث عن زوج ابنتها المفقود منذ عام 2012. تقول منى: "الفوضى الحالية تفقدنا الأمل في العثور على أي دليل يساعدنا في الوصول إليه".

البحث المستمر في السجون والمشافي الأخرى

شخصان كانا يستقلان دراجة نارية تحدثا عن بحثهما المستمر في عدة مواقع، بما في ذلك سجن صيدنايا ومشفى "المجتهد"، دون أن يظفرا بأي معلومات عن مصير المفقودين من عائلتهما.

قررا متابعة البحث في مشفى "المواساة"، حيث يُعتقد أن هناك معتقلين في حالة صحية متدهورة. هذا البحث المتواصل يعكس الأمل المستمر للأهالي في الحصول على أي خبر يطمئنهم عن أبنائهم.

وجود معاقل سرية وأماكن غير موثوقة للمعلومات

في موقع آخر، تجمع عدد من الأشخاص حول سيدة زعمت أنها تعرف عن معقل سري تحت كلية الهندسة على طريق المطار. وتوجه البعض إلى المنطقة لاستكمال البحث، في وقت تزداد فيه المعلومات غير المؤكدة حول أماكن المعتقلين.

دعوات لتوحيد الجهود لإنهاء الفوضى

وفي هذا السياق، عبرت الناشطة ساشا أيوب عن استغرابها لتأخر الجهات المعنية في بدء العمل على الأرض، رغم الحاجة الملحة لذلك. أيوب أكدت في حديثها لـ"الشرق الأوسط" على ضرورة توحيد الجهود من أجل إنهاء الفوضى الحالية، مشيرة إلى أن العدالة الانتقالية لن تتحقق دون جمع الأدلة والوثائق التي تثبت تورط المسؤولين في هذه الممارسات.

الوثائق تحت الحراسة في الأفرع الأمنية

في حديث منفصل، قالت الناشطة رنيم سعدي إنها شاهدت العديد من الوثائق المتعلقة بالمعتقلين في الأفرع الأمنية والسجون، وأن هذه الوثائق لا تزال موجودة تحت الحراسة.

سعدي أوضحت أنها تتواصل مع جهات تبذل جهوداً في هذا المجال، لكنها أبدت قلقها من التأخير في الوصول إلى المواقع المطلوبة في ظل تسارع الأحداث وتزايد الضغط على الأهالي.

منظمات حقوق الإنسان ومسؤوليتها في الملف

 حمّلت منظمات حقوق الإنسان، مثل الصليب الأحمر الدولي والهلال الأحمر السوري، وكذلك الأمم المتحدة، المسؤولية عن عدم تقديم جهود فعالة لحل قضية المعتقلين والمفقودين. وقالت إن هذه المنظمات، رغم تواصلها مع حكومة النظام، لم تُظهر أي جهود حقيقية أو خطط عملية للتعامل مع الملف، واكتفت بإصدار بيانات روتينية لا تسهم في حل المشكلة.

تشييع الشهيد مازن حماد وتفاعل المجتمع المحلي

في مشهد آخر، انطلقت مسيرة تشييع شهيد آخر، مازن حماد، الذي قضى في معتقل صيدنايا بعد اعتقال دام أربع سنوات. حظي التشييع بتفاعل شعبي واسع حيث انضم إليه المئات من السوريين الذين ساروا عبر شوارع دمشق، مطالبين بالعدالة.

هذه الحشود هتفت ضد النظام، رافعةً مطالب الشعب السوري بالحرية وإعدام المسؤولين عن هذه الجرائم.

عودة الحياة الطبيعية في دمشق رغم التحديات

اليوم، وبعد أيام من التوتر، بدأت الحياة تعود إلى طبيعتها في دمشق. خرج الأهالي في الأحياء لتنظيف الشوارع وتجميل الأماكن العامة، مرددين شعارات "الحرية" و"واحد... الشعب السوري واحد"، في إشارة إلى استمرار روح المقاومة والتمسك بالعدالة رغم التحديات الكبيرة.

اقرأ أيضا