تشهد الأوساط الإعلامية والسياسية جدلًا واسعًا حول مكان دفن الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله، وسط تكهنات وتقارير متضاربة من وسائل الإعلام العالمية والعربية.
أفادت مصادر مقربة من حزب الله أن نصر الله دُفن مؤقتًا في مكان سري خشية استهداف إسرائيل لجنازته بغارات جوية، وفقًا لما نقلته جريدة "النهار" اللبنانية.
وأكد المصدر، الذي لم يُذكر اسمه، أن قرار الدفن المؤقت جاء بعد الغارة الإسرائيلية التي أودت بحياة نصر الله الأسبوع الماضي، بالإضافة إلى جنرال في الحرس الثوري الإيراني.
وقال المصدر: "تم دفن حسن نصر الله مؤقتًا إلى حين السماح بإقامة جنازة عامة عندما تسمح الظروف بذلك".
وأوضح أن حزب الله اضطر إلى اتخاذ هذا القرار خشية التهديدات الإسرائيلية باستهداف المشيعين أو مكان الدفن، ما جعل من المستحيل إقامة جنازة عامة في الوقت الحالي.
وأضاف المصدر أن الحزب حاول الحصول على "ضمانات" من الولايات المتحدة عبر كبار المسؤولين اللبنانيين لضمان عدم استهداف إسرائيل للجنازة، إلا أن هذه المحاولات باءت بالفشل.
وقد ذكرت وسائل إعلام أمريكية وإسرائيلية أن هاشم صفي الدين، ابن عم حسن نصر الله، والذي يوصف بأنه الخليفة المحتمل له، كان هدفًا لغارة جوية إسرائيلية في جنوب بيروت مؤخرًا، مما يسلط الضوء على التوترات المتصاعدة في المنطقة.
من جهته، دعا رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي المجتمع الدولي إلى التدخل للضغط على إسرائيل من أجل السماح لفرق الإنقاذ والإغاثة بالوصول إلى المناطق التي تعرضت للقصف في الضاحية الجنوبية لبيروت، ونقل الضحايا، مشيرًا إلى أن أكثر من 40 من أفراد الطوارئ قد لقوا مصرعهم في الأيام الأخيرة.
وفي سياق متصل، أعلنت مستشفيات في الضاحية الجنوبية لبيروت وفي جنوب لبنان توقف العمل في بعض أقسامها نتيجة للأضرار الجسيمة التي لحقت بالمرافق الطبية بسبب القصف الإسرائيلي، مما أدى إلى تعطل خدماتها وإيقاف العمل في بعض الأقسام الأساسية.
ومع ذلك، نفت وكالة الأنباء الفرنسية (AFP) التقارير التي تحدثت عن دفن حسن نصر الله في مكان سري، مشيرة إلى ظهور علي الخوميني، ابن حفيد المرشد الإيراني علي خامنئي، في خطبة أخيرة وهو يحمل سلاحًا آليًا روسيًا، في إشارة إلى استمرار العمليات والتصعيد في المنطقة.
وفي تعليق على التطورات، قال الخبير في الشؤون الإيرانية يسري عبيد إن طهران تتعامل مع إسرائيل من خلال مبدأ "الردع وليس الهجوم"، مشيرًا إلى أن إيران تتفادى التصعيد المباشر مع إسرائيل خوفًا من تدخل الولايات المتحدة، ما قد يدفعها للتضحية ببرنامجها النووي.
يأتي هذا الجدل في وقت تشهد فيه المنطقة توترات غير مسبوقة، ما يضع الملف اللبناني مجددًا تحت مجهر المجتمع الدولي، وسط مخاوف من اندلاع مواجهات أوسع بين إسرائيل وحزب الله، وهو ما قد يجر المنطقة إلى دوامة جديدة من العنف والصراع.