عقد الدكتور بدر عبد العاطي، وزير الخارجية والهجرة وشؤون المصريين بالخارج -خلال زيارته للرياض، اليوم، الإثنين، الموافق 19 أغسطس- جلسة مباحثات مع سمو الأمير فيصل بن فرحان، وزير الخارجية السعودي.
وأكد "عبد العاطي"، خلال اللقاء، على عمق وأهمية العلاقات الاستراتيجية بين البلدين الشقيقين، ووحدة المصير، خاصة في ظل التحديات التي تواجه المنطقة، مؤكدًا تبنّي مصر والسعودية لرؤية مشتركة تجاه معظم القضايا الإقليمية، وذلك حسب تصريحات السفير أحمد أبو زيد، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية والهجرة ومدير إدارة الدبلوماسية العامة.
وأوضح "أبو زيد" أن الدكتور عبد العاطي، أشاد بالجهود المبذولة لسرعة إطلاق المجلس التنسيقي الأعلى (المصري–السعودي) برئاسة الرئيس عبد الفتاح السيسي، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وما سيسهم به في وضع الأطر العامة لتطوير ومتابعة كافة أوجه العلاقات الثنائية والارتقاء بها إلى أعلى المستويات.
مع الإشارة إلى أن الدولة المصرية تتطلع إلى استئناف اجتماعات آلية التشاور السياسي بين الدولتين على مستوى وزيريّ الخارجية، والتي انعقدت آخر جولاتها بالقاهرة، إلى جانب استئناف الاجتماعات الدورية على مستوى كبار المسؤولين الخاصة بالتشاور حول القضايا الإقليمية التي تهم البلدين.
وخلال الاجتماع، تبادل "عبد العاطي" مع نظيره السعودي، جهود اللجنة العربية الإسلامية المعنية بأزمة قطاع غزة، وحشد الدعم الدولي للقضية الفلسطينية، وبحث سبل التوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى والمحتجزين، ونفاذ المساعدات الإنسانية للقطاع.
وفي هذا الصدد، أكد وزير الخارجية، على موقف مصر الرافض لأي شكل من أشكال تهجير الشعب الفلسطيني، أو تصفية القضية الفلسطينية، مشدداً على ضرورة انسحاب إسرائيل من الجانب الفلسطيني من معبر رفح.
كما استعرض الجهود المبذولة الرامية التي تقوم بها مصر مع الأطراف الإقليمية والدولية في المنطقة، بهدف منع اتساع الصراع والتصعيد وإقرار التهدئة، والحفاظ على أمن واستقرار ومصالح شعوب المنطقة، وإبعادها عن الانزلاق في حلقة مفرغة من المواجهات والعنف.
وخلال الاجتماع، تطرق الجانبان إلى بحث آخر مستجدات بعض القضايا والملفات الإقليمية، منها الأزمة السورية، حيث تم الاتفاق على أهمية مواصلة جهود لجنة الاتصال الوزارية العربية المعنية بسوريا، والنظر في عقد الاجتماع المقبل للجنة في أقرب فرصة.
وناقش الجانبان، الجهود الجارية لحلحلة الأزمة السودانية والمساعي الحثيثة لوقف الصراع الدائر، على ضوء الحرص على وحدة السودان وسلامته الإقليمية ورفض التدخلات الخارجية، والحفاظ على مؤسساته الوطنية ومصالح شعبه الشقيق.
كما تطرق الوزيران إلى الوضع فى منطقة القرن الأفريقي، والتطورات على الساحة اليمنية، وأمن البحر الأحمر.
وأردف السفير أحمد أبو زيد، أن المباحثات المصرية السعودية عكست تطابق المواقف والرؤى إزاء التحديات الإقليمية المختلفة، والرغبة المشتركة في التنسيق والتعاون من أجل تعزيز التضامن العربي في مواجهتها، بالإضافة إلى الإرادة السياسية المشتركة للإرتقاء بالعلاقة الاستراتيجية بين البلدين، تحقيقاً لمصالح الشعبين الشقيقين.