تحل اليوم ذكرى هجرة الرسول من مكة إلى يثرب والتي سميت بعد ذلك بالمدينة المنورة في اليوم السابع والعشرين من صفر من السَّنة الثالثة عشر للبعثة، والذي يوافق اليوم الثالث عشر من الشهر التاسع من عام ستمئة واثنين وعشرين من السنة الميلادية.
أسباب الهجرة
هي بسبب عذاب واضطهاد من المشركين وقبيلة قريش خاصة بعد وفاة عمه أبي طالب ، حيث كانت الهجرة واجبة على المسلمين ونزلت الكثير من الآيات تحث المسلمين على الهجرة حتى فتح مكة عام 8 هجريًا.
الدعوة للإسلام
وظل سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في مكة منذ أن بعث نبيا يدعو قومه إلى التوحيد وترك عبادة الأصنام واستمر في دعوته ثلاثة عشر عاما ولم يؤمن معه إلى القليل وفي هذه الفترة لاقى العذاب واضطهاد من المشركين هو وبمن أمن معه من أهل مكة وبقى على هذا الحال إلى أن أمرهم الرسول بالهجرة إلى المدينة المنورة وكان تاريخ الهجرة النبوية في اليوم الثاني عشر من ربيع الأول.
الخروج للطائف
قرر النبي صلى الله عليه وسلم الخروج إلى الطائف بعدما اشتد الأذى عليه وأصحابه في شوال سنة عشر من البعثة فأقام بها عشرة أيام فلم يجيبوه في دعوته للإسلام وكانوا يرمونه بالحجارة حتى أن رجليه كانتا تدميان وانصرف إلى مكة.
ويذكر أن الرسول عرض الإسلام على بعض الحجاج في منى فأسلم منهم ستة رجال من الخرزج من أهل يثرب وهم أسعد بن زرارة، وعوف بن الحارث، ورافع بن مالك، وقطبة بن عامر بن حديدة، وعقبة بن عامر، وجابر بن عبدالله، وكان اليهود يتوعدون للخرز بقتلهم أخر الزمان ثم في العام الذي يليه قدم هؤلاء وكانوا إثني عشر رجلًا من الأوس والخرزج فأسلموا وبايعوا النبي على الإسلام.
نص بيعة العقبة الأولى
على أن لا نشرك بالله شيئا، ولا نسرق، وَلا نزني، وَلا نقتل أولادنا، ولا نأتيه ببهتان نفتريه بين أيدينا وأرجلنا، ولا نعصه في معروف، فإن وفيتم فلكم الجنة، وإن غشيتم من ذلك شيئا، فأخذتم بحدِه في الدنيا فهو كفارة له، وإن سترتم عليه إلى يوم القيامة، فأمركم إلى الله، إن شاء عذب وإن شاء غفر.
بيعة العقبة الثانية
وفي العام الثالث عشر من الدعوة الإسلامية أتى من المدينة ثلاث وسبعون رجلا وإمراتان من الأوس والخزرج، فجلسوا مع الرسول واتفقوا مع على تأييده في دعوته للإسلام وقالوا له: "يارسول الله نبايعك"، نص بيعة العقبة الثانية على السمع والطاعة في منشطنا ومكرهنا، وعسرنا ويسرنا، وأثرة علينا، وأن لا ننازع الأمر أهله.
هجرة الرسول إلى يثرب
وبعد البيعة الثانية هاجر النبي إلي يثرب وقبل أن يهاجر قال لأهل مكة أما واللَّه لأخرج منك، وإنّي لأعلم أنّك أحب بلاد اللّه إلي وأكرمه على اللَّه، ولولا أن أهلك أخرجوني ما خرجت، يا بني عبد مناف إن كنتم ولاة هذا الأمر من بعدي، فلا تمْنعوا طائفا ببيت اللّهِ ساعة من ليل ولا نهار، ولولا أن تطغى قريش لأخبرتها ما لها عند الله.