شهد العالم في مثل هذا اليوم، المأساة التي زلزلت الكرة الأرضية؛ حيث كاد أن يُمحى الشعب الياباني من على خريطة العالم، فقد أحدثت قنبلة ذرية واحدة دمارًا هائلًا في مدينة هيروشيما في السادس من أغسطس عام 1945.
حيث كان الناس يتناقلون فيما بينهم في يأس حينئذ أنه لن ينمو شيء هناك لمدة 75 عامًا بسبب الدمار الشامل الذي حل على المدينة، ورغم كل ذلك، تعافت هيروشيما وصمدت وأصبحت رمزًا للسلام.
أحداث هذا اليوم في 1945
لم تنته الحرب العالمية الثانية في آسيا، عقب استسلام ألمانيا لقوات الحلفاء في مايو عام 1945، حيث حارب الحلفاء الجيش الياباني.
واستقر تفكير الولايات المتحدة على أن إلقاء قنبلة نووية بعد رفض طوكيو مهلة سابقة للسلام من شأنه أن يفرض استسلامًا سريعًا دون المخاطرة بخسائر أمريكية على الأرض، وأطلقت أول قنبلة نووية التي سميت بـ "الولد الصغير".
معلومات عن قنبلة "الولد الصغير"
هي أول قنبلة ذرية ألقيت على مدينة هيروشيما اليابانية في 6 أغسطس 1945 من قاذفة القنابل بي-29 «إينولا جاى» والتي كان يقودها الكولينيل بول تيبيتس من السرب 393 من القوات الجوية الأمريكية. والولد الصغير (Little Boy) هو اسمها المشفر، وتعتبر هذه القنبلة هي أول سلاح نووي يتم استخدامه، وبعدما أُلقيت بثلاثة أيام تم إلقاء القنبلة الثانية "الرجل السمين" (Fat Man) على مدينة ناجازاكي.
آلية عمل القنبلة
طُورت القنبلة ضمن مشروع "مانهاتن" خلال الحرب العالمية الثانية، وتستمد القوة التفجيرية من الانشطار النووي من اليورانيوم 235، وكان قصف هيروشيما هو ثاني تفجير نووي صناعي في التاريخ، (الأول هو «ترينيتي» بغرض التجارب)، وكانت الأولى التي تعتمد على اليورانيوم بغرض التفجير فقط 600 ملليجرام من اليورانيوم تم تحويلها إلى طاقة للتدمير.
وانفجرت بقدرة تدميرية تعادل ما بين 13 و18 طن من مادة تي إن تي، وقتلت ما يقرب من 140 ألف شخص، ولم يتم اختبار هذا التصميم في موقع الاختبار "ترينيتي"، على خلاف قنبلة البلوتونيوم (Fat Man) الأكثر تعقيدًا، التي تم اختبارها، وكانت الكمية المتاحة من اليورانيوم المُخصب في هذا الوقت صغيرة جدًا في ذلك الوقت، ورأى أن تصميم قنبلة اليورانيوم بسيط ولابد من أن يعمل ولم يكن هناك حاجة إلى اختباره.
ضحايا القنبلة
كان إلقاء القنبلة النووية على مدينة هيروشيما فاجعة أليمة ألمت بأهلها، لم يحسب لها أي أحد منهم حاسبة، فور ما ألقيت القنبلة لقي أكثر من 70 ألف شخصٍ مصرعهم، في انفجار جسيم دمر المدينة بأكملها، هذا وتُوفي عشرات الآلاف نتيجةً لإصابات التسمم الإشعاعي عقب الحادثة القاسية بأيامٍ وأسابيع وشهور.
حديقة هيروشيما وتكريم الضحايا
أُنشئت حديقة تذكارية في مدينة هيروشيما في اليابان، يزورها كل عام ما يزيد عن مليون شخص، وهي إرث مدينة هيروشيما؛ بعدما عانت من القصف الذري الذي قامت به الولايات المتحدة الأمريكية.
وأُسست هذه الحديقة تخليدًا لذكرى ضحايا القصف الذري في هيروشيما وترسيخًا لذكرى الرعب الذري ودعوةً إلى السَّلام العالمي، وتَعُجُّ الحديقة بذكريات ضحايا القنبلة المباشرين وغير المباشرين والذي قد يصل عددهم إلى 140 ألف ضحية، ويقام احتفال السَّلام التذكاري السنوي الذي ترعاه مدينة هيروشيما في حديقة السَّلام التذكارية في السادس من شهر أغسطس.
وكان موقع حديقة السَّلام التذكارية في هيروشيما آنذاك، من أكثر المناطق التجارية والسكنية ازدحامًا، فقد بُنيت الحديقة في حقلٍ مفتوح أحدثه الانفجاز، وتضم عددًا من النصب التذكارية والآثار والمتاحف وقاعات المحاضرات.