قوبلت الثورة 30 يونيو بردود فعل متباينة من المجتمع الدولي، إذ انحازت بعض الدول كالإمارات والسعودية لإرادة الشعب المصري بعزل مرسي وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، بينما أدانتها دول أخرى كالولايات المتحدة الأمريكية وتركيا وقطر نتيجة الشائعات والأخبار الكاذبة التي سارعت جماعة الإخوان الإرهابية بعد ثورة 30 يونيو في نشرها للمجتمع الدولي عبر قيادتها ومنصاتها المختلفة لتضليل العالم.
حرب الدبلوماسية المصرية لكشف حقيقة جماعة الإخوان أمام العالم
خاضت الخارجية المصرية بعد ثورة 3 يونيو حربًا دبلوماسية شرسة لكشف حقيقة الجماعة الإرهابية للعالم، لتتمكن من استعادة الدعم الدولي في فترة قياسية، حيث كان لثورة 30 يونيو تأثير كبير على الجماعة الإرهابية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
وتعد هزيمة الإخوان في مصر بمثابة ضربة كبيرة للحركة، حيث أظهرت ثورة 30 يونيو أن شعوب المنطقة غير مستعدة لقبول الحكم الإخواني الإرهابي، وشجعت القوى العلمانية والديمقراطية في المنطقة لمواجهة هذه الجماعات.
ثورة 30 يونيو سطرت نهاية حكم الإخوان الإرهابي في المنطقة وشمال أفريقيا
ومثلت ثورة 30 يونيو لحظة فاصلة في التاريخ المصري، سطرت نهاية حكم الإخوان الإرهابي في المنطقة وشمال أفريقيا وبداية عهد جديد للبلاد، وشجعت الحركات الشعبية في تونس للإطاحة بزعماء الإخوان المستبدين.
ومن جانبه، قال السفير جمال بيومي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن الخارجية المصرية لم تنزعج من رد الفعل الدولي الغاضب تجاه ثورة 30 يونيو، وتجميد عضوية مصر في الاتحاد الأفريقي بل بدأت في إعداد استراتيجية خارجية لكشف جرائم جماعة الإخوان الإرهابية أمام العالم.
بيومي: الخارجية وجهت للإخوان تهمة الخيانة العظمى وبيع الوطن
وأضاف بيومي في تصريحات خاصة لجريدة «بلدنا اليوم» أن الخارجية المصرية كشفت للعالم بعد ثورة 30 يونيو أن جماعة الإخوان الإرهابية قامت بجريمة كبرى في حق الوطن، مضيفًا أن الخارجية وجهت لهذه الجماعة تهمة الخيانة العظمى لبيع تراب مصر.
وأشاد مساعد وزير الخارجية السابق بدور المملكة العربية السعودية بعد ثورة 30 يونيو، مؤكدًا أن الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي وقتها قام بجولة أوروبية بدأت بألمانيا وفرنسا لتوضيح حقيقة ما جرى في مصر.
وتابع السفير جمال بيومي، أن الرئيس عبد الفتاح السيسي بعد توليه شؤون الحكم في مصر بدأ بممارسة دوره بالحضور في مؤتمر دافوس، مضيفًا أن الرئيس خلال المؤتمر التقى المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل وبعدها أصبحت برلين من أكبر الداعمين لمصر.
وأشار أنه بعد مؤتمر دافوس بدأت دول العالم تدرك حقيقة ما حدث في 30 يونيو، مؤكدًا أن الدبلوماسية المصرية نجحت في وقت قصير نسبيًا في إظهار جرائم جماعة الإخوان الإرهابية في جميع أنحاء العالم.
وقال إن الولايات المتحدة الأمريكية بعد اندلاع ثورة 30 يونيو صارت في الاتجاه الخطأ، لافتًا أنه بعد انتهاء فترة الرئيس الأمريكي باراك أوباما، أصبح للرئيس السيسي علاقات طيبة مع نظيره الأمريكي دونالد ترامب وعادت الروابط بين البلدين إلى سابق عهدها.
وحول علاقة القاهرة مع إسطنبول والدوحة، أكد أن تركيا وقتها كانت تسعى لأحلام الإمبراطورية العثمانية ضد المنطقة العربية بأكملها، بينما قطر كانت تعتقد أن بمعارضتها لأكبر دولة عربية يمكن أن يكون لها دور قيادي في المنطقة، واستغلت قنواتها في ترويج الشائعات ضد مصر وانتهت بمقاطعة عربية للدوحة.
وتابع: بعد لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي مع أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني في نيويورك حدثت حلحلة للأزمة الدبلوماسية بين الدوحة والعالم العربي.
وأنهى السفير جمال بيومي حديثه قائلًا:" إنه لم يحدث على مر التاريخ أن تتعارض السياسات الخارجية لمصر مع المجتمع الدولي إلا اتبعها بعد سنوات فمثلًا على ذلك اعتراض الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية على اعتراف جمال عبد الناصر بالصين الشعبية منذ 50 عامًا واليوم أصبحت الصين أكبر شريك تجاري لأمريكا والغرب التي كانت تعد عدوًا بالأمس".