بعد ساعات من مغادرة الرئيس عبدالفتاح السيسي لقطر، خرجت قناة الجزيرة لتعلن أن حركة حماس رفضت بشكل قاطع مقترحًا نقلته مصر، يتضمن بندًا صريحًا ينص على نزع سلاح المقاومة.
وأكد قيادي في الحركة أن الوفد تفاجأ خلال مباحثات القاهرة بهذا الشرط، معتبرًا أنه يتجاوز كل الخطوط الحمراء، إذ لا يمكن لحماس مناقشة مستقبل سلاحها في ظل وجود الاحتلال واستمرار العدوان.
الرد الحاسم الذي قدمته حماس تمحور حول أن الأولوية هي "وقف العدوان وانسحاب الاحتلال"، وليس الحديث عن تسليم السلاح.
المستشار الإعلامي لرئيس المكتب السياسي لحماس طاهر النونو، أعلن استعدادًا تفاوضيًا مرنًا، إذ أكد قبول حماس بصفقة تبادل شاملة تُفضي إلى وقف إطلاق النار الكامل، لكن شريطة أن تشمل الانسحاب الإسرائيلي الكامل ودخول المساعدات، مع تأكيد أن "السلاح خط أحمر لا يقبل النقاش".
رغم أن المقترح لم يكن مصريًا، وأن الورقة التي نقلتها القاهرة تضمنت تهدئة مؤقتة لمدة 45 يومًا، تدخل خلالها مساعدات إنسانية، وتبدأ صفقة تبادل أسرى يتم خلالها الإفراج عن نصف الأسرى الإسرائيليين خلال الأسبوع الأول، على أن يتم الإفراج عن البقية بعد انتهاء مدة الهدنة، إلا أن النقاش حول مستقبل سلاح المقاومة فجّر الخلافات مجددًا.. فما مصير شرط نزع سلام المقاومة؟ ولماذا يثار الآن؟
مخطط أشمل
من جانبه، قال الدكتور رفعت سيد أحمد، رئيس مركز يافا للبحوث والدراسات، إن جوهر الأزمة في قطاع غزة لا يتعلق بسلاح حماس أو حتى سلاح المقاومة عمومًا، بل بالمخطط الأشمل الذي يستهدف إبادة الشعب الفلسطيني في القطاع، تمهيدًا لضم الأرض إلى الكيان الصهيوني وتهجير من تبقى من السكان.
واعتبر أحمد، في تصريح خاص لـ"بلدنا اليوم"، أن مسألة "تسليم السلاح" ليست سوى ذريعة تُستخدم لتبرير تنفيذ هذا المخطط، مؤكداً أن هذا المقترح لن ينجح ولن يتحقق على أرض الواقع.
وشدد على أن السلاح الفلسطيني هو في الأصل وسيلة دفاع مشروعة في وجه الاحتلال، وهو حق طبيعي لأي شعب يُحتل أرضه، وأضاف: "طالما هناك احتلال، فستظل هناك مقاومة، والسلاح هو أحد أدوات هذه المقاومة، ومن الخطأ التعامل معه كقضية فرعية بمعزل عن السياق السياسي والإنساني الأكبر".
وأكد رئيس مركز يافا أن ما يُخطط له يتجاوز حدود غزة ليشكل تهديدًا مباشرًا للأمن القومي العربي، وعلى رأسه الأمن القومي المصري، وتابع: "الخطر الحقيقي هو أن هذا التهجير الذي يُراد تنفيذه في غزة سيكون بوابة لتهديد سيناء لاحقًا، كما أن المخطط لا يستثني شمال السعودية، والأردن، وغيرها من الدول المجاورة".
ودعا الدكتور رفعت الدول العربية إلى عدم الانخداع بخطاب "نزع سلاح المقاومة"، محذرًا من أن إضعاف المقاومة الفلسطينية يعني إسقاط خط الدفاع الأول عن العواصم والجيوش العربية، مضيفًا: "على الدول العربية أن تدرك أن بقاء المقاومة وسلاحها هو حماية لها قبل أن يكون حماية للفلسطينيين، وإذا سقطت غزة أو سقط السلاح، فإن الخطر سيتجه فورًا إلى العواصم العربية".
وختم بقوله: "القضية هي غزة، وليست حماس فقط، والمطلوب ليس نزع سلاح بل نزع وجود فلسطيني كامل من هذه الأرض، وهو ما لن يحدث إلا إذا سقطت اليقظة والدعم العربي الحقيقي".