يصادف اليوم الذكرى العاشرة لـ3 يوليو 2013، الذي أعلن فيه وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي بنود خارطة الطريق، والتي نصت على عزل محمد مرسي، وتعطيل العمل بدستور 2012، وتعيين رئيس المحكمة الدستورية العليا المستشارعدلي منصور رئيسًا للمرحلة الانتقالية.
والبداية مع تصاعد التوترات السياسية بمصر في يونيو 2013 وتدفق ملايين المحتجين المعارضين إلى الساحات والميادين في جميع أنحاء مصر للمطالبة بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة.
تنازلات محدودة من مرسي.. وتحدي للشعب المصري
وفي خطاب متلفز بوقت متأخر من ليلة 2 يوليو 2013، تحدى المعزول مطالب المعارضة باستقالته لكنه قدم حفنة من التنازلات المحدودة وهى التقدم بحكومة جديدة وانتخابات برلمانية في غضون ستة أشهر.
ويعد هذا الخطاب بمثابة اختراق لمهلة 48 ساعة الذي منحها الجيش لمرسي لتلبية مطالب الشعب وفي حال انتهائها ستتقدم القوات المسلحة بخارطة طريق جديدة للشعب.
وكان السيسي يتابع الأحداث من مكتبه بوزارة الدفاع مع رئيس الأركان ورئيس عمليات القوات المسلحة، وبعد خطاب الرئيس المعزول محمد مرسي الذي جاء اختراقًا للمهلة.
استدعى وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي عددًا من قيادات القوات المسلحة وعقد اجتماعًا حضره رئيس المخابرات العامة وقائد الحرس الجمهوري، للتشاور حول الخطوة المقبلة بعد أن أغلق رئيس الجمهورية بخطابه كل الأبواب أمام الحلول السياسية لإنهاء الأزمة سياسيًا وتلبية مطالب الشعب.
وجاءت نتيجة الاجتماع بفرض خطة تأمين في جميع أنحاء البلاد خوفًا من اندلاع مواجهات بين المتظاهرين وجماعة الإخوان الإرهابية.
السيسي: عزل مرسي وتعطيل العمل بدستور 2012
ودعت القوات المسلحة المصرية إلى حوار وطني بوزارة الدفاع بمشاركة جميع القوى السياسية والمدنية المختلفة، ليأتي بعدها خطاب وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي ويعلن عزل مرسي، وتعطيل العمل بالدستور بشكل مؤقت.
ونص البيان على إجراء انتخابات رئاسية مبكرة على أن يتولى رئيس المحكمة الدستورية العليا إدارة شؤون البلاد خلال المرحلة الانتقالية لحين انتخاب رئيس جديد.
ومنح رئيس المحكمة الدستورية العليا سلطة إصدار إعلانات دستورية خلال المرحلة الانتقالية، وطالب بيان قوى السياسية والدينية والمدنية بتشكيل حكومة كفاءات وطنية قوية وقادرة تتمتع بجميع الصلاحيات لإدارة المرحلة الحالية.
بجانب تشكيل لجنة تضم كل الأطياف والخبرات لمراجعة التعديلات الدستورية المقترحة على الدستور الذى تم تعطيله مؤقتا.
وناشد المحكمة الدستورية العليا بسرعة إقرار مشروع قانون انتخابات مجلس النواب والبدء فى إجراءات الإعداد للانتخابات البرلمانية.
واستقبل الشعب المصري خطاب وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي باحتفالات في كافة الميادين وقري ومدن محافظات مصر، وارتفعت لافتات "تحيا مصر وجيشها" في جميع أنحاء البلاد.
سلامة: خطاب 3 يوليو 2013 استجابة لإرادة الشعب المصري
وبدوره، قال الدكتور جمال سلامة، عميد كلية العلوم السياسية جامعة قناة السويس، إن خطاب المشير عبد الفتاح السيسي في 3 يوليو 2013 الذي نص على عزل مرسي من الحكم وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة يعد استجابة لإرادة الشعب المصري.
وأضاف سلامة في تصريحات خاصة لـ «بلدنا اليوم» أن خطاب 3 يوليو 2013 يعد رد فعل طبيعي من القوات المسلحة إيمانًا من بدورها لتأمين البلاد والحفاظ على أمنها القومي.
وأكد عميد كلية العلوم السياسية، أن مصر شهدت خلال تلك الفترة ضغوطًا دولية من بعض الدول العربية والأوروبية بجانب الولايات المتحدة الأمريكية للقضاء على إرادة الشعب المصري وبقاء جماعة الإخوان الإرهابية في الحكم، مشيرًا إلى أن القوات المسلحة تعاملت مع هذه الضغوط بحكمة وصبر.
وأوضح الدكتور جمال سلامة، أن الضغوط الدولية نالت الاتحاد الأفريقي وأجبرته على تجميد عضوية مصر فيه، مؤكدًا أن هذه النظرة تغيرت تدريجيًا منذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي لمقاليد الحكم، وبدأت مصر في فرض إرادتها على هذه الضغوط سواء على الصعيد الأفريقي أو الدولي.
وأكد أن جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية تنظيم سري كان يسعى لتدمير مصر من خلال القتل والخطف والإرهاب والحروب الأهلية، مضيفًا أنه لا يمكن لتنظيم سري أن يسرق مصر التي تتمتع بأكثر من 5 آلاف سنة حضارة.
وذكر أن الشعب المصري لفظ تنظيم الإخوان الإرهابي من خلال انتفاضات استمرت لأكثر من عام، معللًا السبب إلى أن التنظيم الإرهابي بعيد عن جميع طوائف الشعب المصري.
وفي ذكرى خطاب 3 يوليو 2013، وجه عميد كلية سياسة واقتصاد تحية إعزازًا وتقدير للقوات المسلحة المصرية ورئيسها القائد الأعلى الرئيس عبد الفتاح السيسي على إنقاذ مصر العالم العربي من النفق المظلم لجماعة الإخوان الإرهابية.