تتخذ الدولة المصرية خطوات جادة من أجل تحسين قدرات الاقتصاد، وذلك وسط تحديات كبيرة يمكن أن يكون أبرزها وجود أزمة اقتصادية عالمية، نتيجة الصراع الدائر بين قوى العالم.
ولعل أبرز ما يؤكد إتباع الدولة المصرية لرؤيه محددة للملف الاقتصادي، هو تصريح الرئيس عبد الفتاح السيسي السابقة التي أكد خلالها أن أزمة الدولار الحالية ستنتهي في المستقبل، وستكون حتماً من الماضي.
ومن بين أهم مقومات قوة الاقتصاد وتحسين قدراته، تتمثل في التنويع سواء في الاعتمادات و الشراكات التجارية و الاستثمارية، وهو ما ينعكس بشكل إيجابي على الاقتصاد.
وتنتهج مصر هذا النهج في العمل على تحسين قدرات الاقتصاد المصري، وما يدلل على هذا الأمر هو تصديق مصر على الانضمام لبنك التنمية الجديد التابع إلى تجمع البريكس، وفتح آفاق جديدة للتبادل التجاري مع دول هذا التحالف بعملات الوطنية، وهو ما يعني تخفيف الضغط على الطلب على الدولار و إنهاء تلك الأزمة بشكل تدريجي.
انضمامنا لبنك التنمية سينعكس إيجاباً على خطواتنا بالتنمية المستدامة
ومن جانبه، فقد أوضح الدكتور خالد الشافعي الخبير الإقتصادى، في تصريحات خاصة لـ بلدنا اليوم، أن إنضمام مصر إلى بنك التنمية الجديد التابع لـ تحالف بريكس، يعني أن مصر أصبحت من الأعضاء المؤسسين لهذا البنك.
وأضاف الشافعي خلال تصريحاته، أن هذا الأمر سيتبلور عنه خلال الفترة المقبلة هو دخول مصر في شراكات سيكون لها مردود إيجابي على الاقتصاد المصري، خصوصاً و أن هذا البنك متخصص في التنمية المستدامة وتطوير البنية التحتية و هو بنك رائد في هذه الأمور.
وعلى أثر ذلك فقد أكد الخبير الإقتصادى، أن هذا الأمر يمكن أن يكون نقطة انطلاق لمصر، بعد إتفاق دول التحالف مع مصر للتبادل التجاري بالعملات المحلية.
الصين القاطرة الاقتصادية لتحالف بريكس
فيما وصف الدكتور خالد الشافعي الصين بأنها القاطرة الاقتصادية لهذا التحالف، مشيراً إلى أنها صاحبة أكبر اقتصاد على مستوى العالم، وبذلك فإن التعاون التجاري بين القاهرة وبكين سيكون له الأثر الإيجابي على الاقتصاد المصري، سواء خلال الفترة الحالية أو المقبلة.
الدولار يترنح
وخلال تصريحاته، لفت الشافعي إلى أن الدولار يترنح حتى وإن لم يظهر هذا الأمر بشكل كامل، وأرجع السبب في ذلك إلى العديد من الأمور أبرزها تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية، بجانب السياسات المتبعة من قبل الولايات المتحدة الأمريكية سواء على المستوى السياسي أو الاقتصادي، وأكد أن بالفعل الاقتصاد الأمريكي هو أكبر إقتصاد على مستوى العالم، إلا أن حجم الدين الأمريكي وصل إلى 30 تريليون دولار في الوقت الذي يبلغ الناتج المحلي الأمريكي لم يتجاوز الـ 21 تريليون دولار.
إقتراح تطبيق التبادل التجاري بين الدول العربية بالعملات الوطنية
وإختتم الدكتور خالد الشافعي تصريحات بإقتراح أن تتم خطوة التبادل التجاري بين الدول العربية وبعضها البعض بالعملات الوطنية، مؤكداً أن هذه الخطوة ستكون في صالح الاقتصاد العربي، حيث ستصب في أحداث تكامل عربي على مستويات عدة الصناعية أو التجارية، وهو ما يُمكن الدول العربية من تحقيق توازنات تعود بالأثر الإيجابي على الشعوب العربية.