رد مفتي الجمهورية ورئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، الدكتور شوقي علام، على ما تردد حول التباهي بالصدقات وعمل موائد الرحمن، قائلًا: «إن موائد الإفطار المنتشرة في بلادنا -التي يطلق عليها "موائد الرحمن"- هي بلا شك مظهرٌ مصري مشرقٌ من مظاهر الخير والتكافل بين المسلمين، والسلوك المادي الظاهر كالمنِّ والأذى هو المرفوض، أمَّا اتهام البعض بالرياء دون بيِّنة فهذا أمر لا يطَّلع عليه أحد إلا الله، ولا نستطيع أن نحكم على نيات الناس؛ فالإخلاص أمر قلبي».
وأضاف خلال لقائه الرمضاني اليومي في برنامج «القرآن علَّم الإنسان» مع الإعلامي حمدي رزق، الذي عُرض على فضائية صدى البلد اليوم، في معرض ردًا على سؤال عن حكم موائد الرحمن في رمضان، أن الله تعالى قد وصف عباده الأبرار بإطعام الطعام، فقال تعالى: ﴿ويُطْعِمُونَ الطَّعامَ على حُبِّه مِسكِينًا ويَتِيمًا وأَسِيرًا﴾ [الإنسان: 8]، وهذا يشمل رمضان وغيره، ولكنه في رمضان أعظم أجرًا وأكثر ثوابًا، وقد حثَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم على إفطار الصائم وأخبر أن مَن فطَّره فله مثل أجره مِن غير أن ينقص ذلك مِن أجر الصائم شيئًا؛ فقال صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ فَطَّرَ صَائِمًا كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ، غَيْرَ أَنَّهُ لَا يَنْقُصُ مِنْ أَجْرِ الصَّائِمِ شَيْئًا».
واختتم المفتي حواره بالرد على سؤال لإحدى مشاهدات البرنامج عن حكم قراءة المرأة الحائض للقرآن ومس المصحف قائلًا: الأَوْلى العمل بما عليه جمهور الفقهاء من حرمة قراءة القرآن ومس المصحف للحائض والنفساء؛ لِمَا في ذلك من تقديسٍ للقرآن الكريم، وخروجًا من الخلاف. فمن وجدت في ذلك مشقةً وحرجًا، واحتاجت إلى قراءة القرآن أو مَسِّ المصحف للحفظ أو التعليم أو العمل في التدريس، فيجوز لها حينئذٍ تقليد المالكية؛ إذ مِن القواعد المقررة في الشرع "أن من ابتُلِيَ بشيءٍ مِن المُختَلَف فيه فليقلد من أجاز"، ولا إثم عليها في ذلك ولا حرج.