أصبح من الواضح في ظل الصراعات الدائرة على الساحة العالمية، والتي ألقت بظلالها على الاقتصاد العالمي، أن طوق النجاة للدول العربية هو التعاون فيما بينهم على كل المستويات، و خصوصاً المستوى الإقتصادي.
وتعد الصناعة أحد أهم الركائز الأساسية لإقتصاد قوي ومستقر، وعلى أثر ذلك تبلورت فكرة إنشاء لجنة عليا للشراكة الصناعية التكاملية لتنمية اقتصادية مستدامة بين مصر و الإمارات و الأردن، وسرعان ما إنضمت لهم مملكة البحرين.
وانبثق عن هذه اللجنة العديد من الاتفاقيات والشراكات التكاملية، وعقب آخر اجتماعاتها الذي انعقد في المملكة الأردنية الهاشمية، تم توقيع عدد كبير من الاتفاقيات في قطاعات حيوية أبرزها مجال تصنيع السيارات الكهربائية و
السيليكون المعدني والأعلاف والأدوية والمكملات الغذائية.
خبير: لجنة عليا بين مصر والإمارات والأردن والبحرين لتعزيز التعاون الاقتصادي
وفي هذا الإطار، أوضح الدكتور أشرف غراب الخبير الاقتصادي، ونائب رئيس الإتحاد العربي للتنمية الإجتماعية بمنظومة العمل العربي بجامعة الدول العربية في تصريحات خاصة لـ بلدنا اليوم، أن انطلاق اجتماعات اللجنة العليا للشراكة الصناعية التكاملية لتنمية اقتصادية مستدامة اجتماعها الثالث، والتي تضم كلا من مصر والإمارات والأردن والبحرين، بالعاصمة الأردنية عمان، هدفها تعزيز التعاون الاقتصادي المشترك بين البلدان العربية لتحقيق التكامل الاقتصادي، وذلك من أجل التحديات الاقتصادية العالمية، مشيراً إلى أن الشراكة العربية الحالية هامة وجاءت في التوقيت المناسب في ظل الأزمات الاقتصادية العالمية الحالية .
المناخ المصري مهيأ للإستثمارات
كما أفاد غراب، أن التكامل الاقتصادي العربي يزيد معدل التبادل التجاري بينهما، وزيادة التعاون في إقامة وزيادة استثمارات عربية مشتركة فيما بينهما، كما لفت إلى أن المناخ المصري مهيأ وجاذب للاستثمارات خاصة بعد الإصلاحات الاقتصادية التي حققتها مصر والبنية التشريعية الاقتصادية الجاذبة والمشروعات القومية، موضحاً أن الفترة الماضية زاد فيها التعاون الثلاثي بين مصر والأردن إضافة للعراق في مجالات الزراعة والصناعة والطاقة والأمن الغذائي، وقرب اكتمال مشروع الربط الكهربائي بين الدول الثلاث لتصل الكهرباء للعراق من مصر والأردن .
وأشار الخبير الاقتصادي إلى أن اللجنة العليا أعلنت عن 12 اتفاقية وشراكة في 9 مشاريع صناعية، وذلك بقيمة أكثر من 2 مليار دولار في قطاعات حيوية، غرضها زيادة الناتج المحلي في الدول المشاركة بقيمة تتجاوز 1.6 مليار دولار، تخلق حوالي 13 ألف وظيفة، منها إعلان شركة صودا للصناعات الكيماوية استثمار بـ 500 مليون دولار لإنتاج كربونات الصوديوم التي تدخل في صناعات الزجاج والمنظفات، وقد وقعت مذكرة مع شركة الإمارات لألواح الزجاج المسطح لشراء المنتج النهائي .
نصيب مصر
تابع غراب خلال تصريحاته أن اللجنة أعلنت أيضا عن مشروع لشركة إم جلوري الإماراتية لصناعة السيارات بقيمة 550 مليون دولار لإنشاء 3 مصانع للسيارات الكهربائية، في مصر والأردن والإمارات بسعة إنتاجية 40 ألف سيارة، كما تم توقيع مذكرة تفاهم مع شركة جارمكو البحرينية لتوريد صفائح الألمنيوم اللازمة للتصنيع، إضافة للإعلان عن مشروع سي اف سي للأعلاف الإماراتية لإنشاء مجمع صناعي للأعلاف والكيماويات في مصر باستثمار قدره 400 مليون دولار، إضافة لمذكرة لتوريد البوتاس مع شركة أردنية، وتوريد الفوسفات من شركة مصرية، ومخطط البدء في إنشاء المصنع يوليو 2023 .
ولفت الدكتور أشرف غراب إلى أن اللجنة أعلنت عن إنشاء مصنع سيليكون معدني بالإمارات باستثمار قيمته 200 مليون دولار، بحيث يتم توريد السيليكا الخام من مصنع بالأردن، إضافة لعقد شراكة مصري إماراتي لنقل التكنولوجيا من شركة جلوبال فارما الإماراتية لشركة نرهادو المصرية لإنتاج الأدوية والمكملات الغذائية في الإمارات، إضافة لإبرام شراكة لنقل التكنولوجيا مع شركتين أدوية أردنيتين بقيمة 60 مليون دولار، إضافة لإعلان شركات أردنية مع شركات إماراتية لتصنيع الحقن و الايروسولات وأجهزة الاستنشاق، واتفاق مع أخرى مصرية لنقل التكنولوجيا في مجال تصنيع البدائل الحيوية في الأردن باستثمارات 10 ملايين دولار .
وأضاف الخبير الاقتصادي خلال تصريحاته، أن اللجنة أعلنت أيضا عن توقيع شركة بحرينية مذكرة تفاهم مع أخرى بحرينية لتصنيع مستحضرات عامة وأورام ومحاليل طبية بقيمة استثمارية إجمالية 174 مليون دولار، إضافة للإعلان عن مشروع شركة بحرينية لإنتاج مواد خام للقاحات باستثمار 103 مليون دولار وتوقيع اتفاقية لنقل التكنولوجيا مع شركة بيو جينيريك فارما المصرية، إضافة لإعلان شركة أردنية التوسع في تصنيع مغنيسيا الأردن بقيمة 70 مليون دولار، واتفاقية ع شركة إماراتية للألومنيوم لشراء المنتج النهائي للمصنع كمادة أولية لصناعة الألمنيوم .