نبه الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة الممثل الخاص لملك البحرين، إلى أن الأمن المائي يرتبط ارتباطا وثيقا بالأمن الغذائي مما يجعل من قضية المياه في الوطن العربي قضية استراتيجية تتطلب تكثيف الجهود بشأنها، مجددا مساندة مملكة البحرين للحقوق التاريخية لمصر والسودان في مياه نهر النيل وضرورة التوصل إلى اتفاق ملزم بشأن ملء وتشغيل سد النهضة الإثيوبي، يحفظ حقوق جميع الأطراف.
وأكد الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة الممثل الخاص لملك البحرين، في كلمته خلال القمة العربية في دورتها الـ 31 بالجزائر اليوم الاربعاء، ضرورة توحيد الصف العربي لمواجهة التحديات التي تهدد الأمن القومي العربي.
وقال آل خليفة: إن "اجتماع اليوم يأتي تأكيدا على إدراكنا التام بما يحيط بدولنا وشعوبنا من مخاطر وتحديات تهدد أمننا القومي وتعطل عملنا المشترك، مما يستوجب سرعة العمل للوصول بالتنسيق والتعاون العربي العربي الثنائي والجماعي إلى أعلى مستوياته في ظل الاتفاقيات والمعاهدات لجماعة الدول العربية لمواجهة التحديات المشتركة والأزمات والظروف التي تحاصر وطننا العربي الكبير والصراعات السياسية والعسكرية التي تعاني منها بعض دولنا العربية، فضلا عما تشهده من تدخلات في شؤونها الداخلية".
وأضاف أن مشكلات الطاقة والمياه وانتشار الاوبئة والأمن السيبراني من التحديات التي تهدد وطننا القومي العربي ، مما يفرض علينا ضرورة توحيد الصف والتضامن.
وحول القضية الفلسطينية، قال الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة الممثل الخاص لملك البحرين، إن "حل القضية من أهم المطالب والأهداف التي تعمل من أجلها مملكة البحرين باعتبارها القضية المركزية التي لن يتحقق السلام الشامل والعادل في المنطقة ولن يضمن أمنها واستقرارها ونموها، إلا بحلها، بقيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية".
وأشاد ممثل البحرين بجهود الجزائر لاستضافتها ورعايتها اجتماعات الفصائل الفلسطينية التي أسفرت عن "وثيقة إعلان الجزائر"، آملين أن يحقق هذا الانجاز وحدة الشعب الفلسطيني الشقيق في نضاله العادل على الأصعدة كافة لنيل حقوقه المشروعة.
وجدد دعم بلاده لدولة الإمارات العربية في السيادة على الجزر الإماراتية الثلاثة، وإدانة استمرار إيران في احتلال هذه الجزر وضرورة استجابتها لمساعي دولة الإمارات العربية المتحدة لحل هذه القضية عن طريق المفاوضات المباشرة أو اللجوء إلى محكمة العدل الدولية.
وثمن جهود المملكة العربية السعودية والإمارات من أجل إعادة الأمن والاستقرار في اليمن، معربا عن دعم بلاده الكامل للمجلس القيادي الرئاسي ومساندة جهود الأمم المتحدة من أجل التوصل إلى حل سياسي للأزمة اليمنية وفق المرجعية الدولية المعتمدة بما يحقق تطلعات الشعب اليمني.
وقال الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة الممثل الخاص لملك البحرين، نائب رئيس مجلس الوزراء البحريني، إن مملكة البحرين تشاطر دول المنطقة والمجتمع الدولي، القلق إزاء تصاعد الصراعات الإقليمية والدولية، في ظل التهديد باستخدام الأسلحة النووية، وتجدد موقفها إزاء هذا الخطر وامتلاك هذه الأسلحة ودعوتها المجتمع الدولي لإخلاء المنطقة من أسلحة الدمار الشامل.
وأضاف آل خليفة، أن مملكة البحرين تدعو إلى احترام سيادة الدول والامتناع عن استخدام القوة أو التهديد بها، مجددا الدعوة إلى وقف أعمال القرصنة البحرية وحماية الملاحة الدولية وتأمين إمدادات النفط وسبل التجارة العالمية، بالإضافة إلى صيانة المصالح المشتركة للدول والشعوب التزاما بالمواثيق والقوانين والمعاهدات الدولية.
وأكد أن تحقيق الأمن الغذائي العربي والاكتفاء الذاتي، يأتي كأهم متطلبات نجاح واستدامة المسار التنموي العربي، وذلك بالاستثمار الأمثل للموارد الطبيعية وتنمية القدرات وصولا للتكامل بين الدول العربية العربية التي تمتلك كل الإمكانيات؛ ما يؤهلها لبلوغ هذا الهدف ويمكنها من التكيف مع التغيرات البيئية والمناخية التي طرأت على العالم وما يشهده من نزاعات وتغيرات اقتصادية وسياسية واستراتيجية.
وأكد أهمية التعاون المشترك في حماية البيئة والحد من تغيرات المناخ في ضوء تأييد مبادرتي السعودية الخضراء والشرق الأوسط الأخضر، معربا عن خالص تمنياته بالتوفيق لمصر بمناسبة استضافة ورئاسة الدورة السابعة والعشرين لمؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ (كوب-27).
وأعرب الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة الممثل الخاص لملك البحرين، عن أمله في أن تثمر القمة العربية عن قرارات تسهم في تعزيز مسارات العمل العربي الجماعي، ونتائج تلبي تطلعات الدول والشعوب العربية جميعا، متمنيا أن تكون قمة التنسيق والتعاون من خلال تعزيز دور جامعة الدول العربية وتمكينها من أداء دورها القومي في تعميق التعاون العربي وتدعيم الروابط بين الدول العربية ومواجهة التحديات الكبرى التي تهددها.
وأكد آل خليفة ضرورة اعتماد التحرك والنهج الجماعي إزاء القضايا والأزمات الإقليمية والدولية والتعامل مع مختلف التحديات والمخاطر التي تواجه الدول العربية في ظل ما يجمعها من أواصر ووحدة المصير، فضلا عن ضرورة التمسك والتوافق على دور عربي يساعد في التوصل إلى تسوية أزمات المنطقة ويقوم على الحوار الوطني والحل السياسي واحترام خصوصية الدول والمجتمعات وعدم السماح بالتدخل الخارجي باعتبار ذلك السبيل الأمثل لحل الصراعات واحتواء الخلاف وإنهاء معاناة الشعوب.
وطالب بضرورة تعميق الشراكة الدولية والحوارات الاستراتيجية مع المجموعات والمنظمات الإقليمية والدولية، والبناء على ما تحقق من مكتسبات في الحوارات العربية والإفريقية، والأمريكية الجنوبية ونجاح قمة جدة للأمن والتنمية.
وأكد الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة، الممثل الخاص لملك البحرين، أهمية تنمية التجارة بين الدول العربية لتحقيق التكامل الاقتصادي العربي وتعزيز مكانتها بين دول العالم، فضلا عن العمل على بلورة استراتيجية متكاملة للأمن الغذائي العربي لما تمثله هذه القضية من أهمية متقدمة في أجندة حاضر ومستقبل العمل العربي.