أصدر مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، تقريراً حول موقف الجماعات المتطرفة والمتشددة من التعاملات الإنسانية للنبي صلى الله عليه وسلم، حيث تهل علينا ذكرى المولد النبوي لرسول الله محمد (صلى الله عليه وسلم) بالتزامن مع احتفالات نصر السادس من أكتوبر.
وقال مرصد الأزهر، إن تلك الملحمة الوطنية وحدت صفوف المصريين، وقدمت نموذج عالمي عن حب الوطن وأهمية الدفاع عنه إقتداءً بسيرة المصطفى (ﷺ) الذي قال عند خروجه من مكة مهاجرًا إلى المدينة "والله إنك لخير أرض الله وأحب أرضٍ إليَّ، ولولا أن أهلك أخرجوني منك ما خرجت منك". بهذه العبارة أوضح رسول الإنسانية قيمة الوطن وأهميته في نفوس البشر.
وتابع المرصد: ينبغي على المسلم في هذه الذكرى العطرة، الاقتداء به (ﷺ) في خلقه وإيمانه وحبه لله وللمؤمنين امتثالاً لقول الله تعالى: "لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ" صدق الله العظيم. علمًا أن سيرة سيد الخلق (ﷺ) تنطوي على دروس للهداية، ومحددات التعامل مع الصعوبات وكيفية التغلب عليها دون يأس، والصبر على الأذى، وحسن النصح للآخرين.
ولفت مرصد الأزهر إلى أنه في ضوء ما تشهده منطقتنا العربية وبلداننا الإسلامية بالوقت الراهن، من انتشار للجماعات والتنظيمات المتطرفة التي تحرص على اجتذاب صغار السن بالشعارات الزائفة البعيدة عن ديننا الحنيف، يتعين علينا جميعًا الاقتداء برسول الإسلام (ﷺ) والإلمام بضوابط التعامل مع الآخرين في سنته، لاسيما وأن التنظيمات المتطرفة تقدم رؤية مختلفة للتعاملات الإنسانية في القرآن والسنة، بما يوافق أيديولوجيتها الفاسدة.
ينظم البيت المحمدي مساء اليوم احتفالية كبرى بـ ذكرى المولد النبوي الشريف تتضمن قراءة وإسناد كتاب :" سيرة النبي صلى الله عليه وسلم من ولادته إلى وفاته للإمام عبد الرؤوف المناوي، و( البردة) للإمام للبوصيري.
يحضر الاحتفالية الدكتور محمد مهنا أستاذ الشريعة والقانون بجامعة الأزهر وخادم البيت المحمدي، والدكتور رافع الرفاعي مفتي الديار العراقية، والدكتور محمود عثمان عميد كلية الشريعة والقانون، وعضو مجمع البحوث الإسلامية، والدكتور رفعت فوزي أستاذ الحديث وعلومه بكلية دار العلوم جامعة القاهرة، والدكتور فتحي حجازي الأستاذ بجامعة الأزهر ، والدكتور علاء جانب وكيل كلية اللغة العربية بالقاهرة، وفضيلة الشيخ محمد زكي بداري أمين عام مجمع البحوث الإسلامية الأسبق، وفضيلة الشيخ علي صالح من كبار علماء الأزهر الشريف.
يبدأ الاحتفال عقب صلاة المغرب بالمقطم، ويأتي ضمن الأنشطة العلمية للبيت المحمدي فى نشر الفكر الإسلامى الوسطى، و الاحتفاء بالذكريات التي ترسخ قيم الانتماء الديني والوطني، وقد احتفل العام الماضي بقراءة كتاب (عصمة النبي) لمؤلفه الشيخ محمد زكي إبراهيم رائد العشيرة المحمدية، وقال الدكتور محمد مهنا إننا لسنا في حاجة إلى إعادة تقديم الأدلة على جواز الاحتفال بالمولد النبوي المبارك، فذكراه صلى الله عليه وسلم تملأ قلوبنا وعقولنا وأن الكتاب الذي ناقشه العلماء عن عصمة النبي صلى الله عليه وسلم رد على البدع المستنكرة، التي روج لها البعض باسم السنة والتشريع والتوحيد، كما تناول تأكيد حفظ الله له قبل البعثة وعصمته بعدها، وتحقيق وقوع معجزاته المتعددة، وقضايا أخرى لها أهميتها في التعامل مع الجناب النبوي الشريف.