يشغل بال الكثيرون مع استقبال يوم عرفة سؤال يتعلق بجبل عرفة فـ لماذا سمي جبل عرفات ؟، ولماذا يجتمع الناس به؟ وهل هناك أسرار نغفلها عنه ؟
ومن خلال التقرير التالي نوضح لماذا سمي جبل عرفات؟ وما هي أسراره التي تُغفل عنه؟
لماذا سمي جبل عرفات؟
يجتمع الحجاج القادمون من كل بقاع الدنيا غداً الجمعة على صعيد واحد في مكان واحد وزمان واحد وبلباس واحد، وهو جبل عرفات، رافعين أياديهم بالتضرع إلى الله طلبًا للمغفرة والرحمة، فيصلوا الظهر والعصر قصرًا وجمعًا بأذان واحد وإقامتين ويدعون بما تيسر لهم.
يوم عرفة أحد أيام أشهر الحج قال الله - عز وجل-: «الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ» [سورة البقرة: 197] وأشهر الحج هي: شوال، ذو القعدة، وذو الحجة، و هو أحد الأيام المعلومات التي أثنى الله عليها في كتابه قال الله - عز وجل-: «لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ» [سورة الحج:28]، قال ابن عباس –رضي الله عنهما: الأيام المعلومات: عشر ذي الحجة، كما أن الله تعالى بيوم أقسم بيوم عرفة لأنه أحد الأيام العشر التي أقسم الله بها منبهًا على عظم فضلها وعلو قدرها قال الله - عز وجل-: «وَلَيَالٍ عَشْرٍ» [سورة الفجر:2]، قال ابن عباس – رضي الله عنهما -: إنها عشر ذي الحجة قال ابن كثير: وهو الصحيح.
كما أن لـ يوم عرفة فضائل كثيرة منها: أنه أحد أيام الأشهر الحرم قال الله- عز وجل- : «إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ» [سورة التوبة : 39]. والأشهر الحرم هي: ذو القعدة، وذو الحجة، ومحرم، ورجب ويوم عرفة من أيام ذي الحجة.
ويتميز يوم عرفة بأنه أحد الأيام العشرة المفضلة في أعمالها على غيرها من أيام السنة: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «ما من عمل أزكى عند الله - عز وجل- ولا أعظم أجرا من خير يعمله في عشر الأضحى قيل: ولا الجهاد في سبيل الله - عز وجل- ؟ قال ولا الجهاد في سبيل الله - عز وجل- إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء».
وجبل عرفات هو الجبل الذي يتوافد عليه الحجاج في التاسع من ذي الحجة أو ما يعرف بـ يوم عرفة ووقفة عيد الأضحى المبارك، والذي يقف عليه أكثر من مليوني حاج ملبين نداء نبي الله إبراهيم حينما قال له ربه «وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ»، لم يتخيل أن تلك المنطقة ليس بها سكان او عمران إلا أيام الحج باستثناء بعض المنشآت الحكومية.
وسمي جبل عرفات بهذا الإسم لأن الناس يتعارفون عليه كونهم قدموا من كل فج عميق، وقيل لأن جبريل عليه السلام طاف بنبي الله إبراهيم وكان يريه المشاهد، فيقول له: "أعرفت؟ أعرفت؟" فيرد عليه نبي الله إبراهيم: "عرفت، عرفت"، وقيل إن سبب تسميته باسم جبل عرفة لأنه آدم وحواء عليهما السلام، حينما هبطا من الجنة التقيا فيه فعرفها وعرفته، إلا أنه ورغم كل تلك الأسباب التي اتخذ الجبل منها اسمه يظل الوقوف بعرفة هو ركن الحج الأعظم.
لماذا سمي جبل عرفات؟
يرصد «بلدنا اليوم» 10 معلومات عن جبل "عرفات"، فعرفة" أو "عرفات".
1- هو مسمى واحد عند أكثر أهل العلم لمشعر يعد الوحيد من مشاعر الحج الذي يقع خارج الحرم، وهو عبارة عن سهل منبسط به جبل عرفات المسمى جبل "الرحمة" الذي يصل طوله إلى 300 متر، وبوسطه شاخص طوله 7 أمتار.
2- ويحيط بعرفات قوس من الجبال ووتره وادي "عرنة"، ويقع على الطريق بين مكة والطائف شرقي مكة المكرمة بنحو 22 كيلومترًا، وعلى بعد 10 كيلومترات من مشعر منى، و6 كيلومترات من المزدلفة.
3- وليس بعرفة سكان أو عمران إلا أيام الحج غير بعض المنشآت الحكومية.
4- وبـ"عرفة" جبلها المشهور، وهو أكمة صغيرة شبيهة بالبرث يصعد عليها بعض الحجاج يوم الوقوف وليس الوقوف على الجبل خاصة من واجبات الحج، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "وقفت ها هنا بعرفة وعرفة كلها موقف".
5- وليوم عرفة فضل عظيم، إذ ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أن يوم عرفة هو أفضل يوم عند الله تعالى.
6- عندما يقف الحجيج في عرفات ينتصب أمامهم مسجدة "نَمرة".. و"نمرة" هو جبل نزل به النبي صلى الله عليه وسلم يوم عرفة في خيمة، ثم خطب في وادي عرنة بعد زوال الشمس، وصلى الظهر والعصر قصرًا وجمعًا، جمع تقديم، وبعد غروب الشمس تحرك منها إلى مزدلفة.
7- وفي أول عهد الخلافة العباسية، في منتصف القرن الثاني الهجري، بني مسجد في موضع خطبة الرسول صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع يعرف الآن بمسجد "نمرة". توالت بعدها توسعاته على مر التاريخ وصولًا للوقت الحالي، فأصبحت مساحته 124 ألف متر مربع. مؤلف من طابقين مجهزين بنظام للتبريد والمرافق الصحية، حيث يتسع لأكثر من 300 ألف من المصلين.
8- ويأتي الحجاج يوم عرفة إلى مسجد "نمرة" ليستمعوا إلى خطبة خطيب المسجد، ثم يصلوا الظهر والعصر بأذان وإقامتين، ثم يشرعوا بالدعاء والتضرع ومسألة الله تعالى حتى غروب الشمس.
9- وأما وادي "عرنة"، فهو من أودية مكة المكرمة والجزء المقدم من مسجد "نمرة" يقع في هذا الوادي وهو خارج عن عرفات وداخل في الحل وليس بمشعر، وهو حد فاصل بين الحل والحرم.
10- وفي عرفات مسجد "الصخرات"، وهو أسفل جبل "الرحمة" عـلى يمين الصاعد إليه، وهو مرتفع قليلًا عن الأرض يحيط به جدار قصير وفيه صخرات كبار وقف عندها رسول الله صلى الله عليه وسلم عشية عرفة وهو على ناقته. وأحيط هذا الموقف بجدار طوله من جهة القبلة 13.3 متر، والجدار الذي على يمينه ويساره 8 أمتار، أما الجدار المقابل للقبلة فدائري غير مستقيم.