أشار وزير التعليم العالي والبحث العلمي، الدكتور خالد عبد الغفار، التهنئة للعاملين بالوزارة، وذلك في كلمته بمجلة التنمية الإدارية التي صدرت عن الجهاز المركزي للتنظيم والإدارة، بمناسبة اليوم العالمي للخدمة العامة، وجاء نص الكلمة:
تسعى الدولة المصرية بكافة مؤسساتها الوطنية إلى إحداث نقلة نوعية لمنظومة العمل الإداري بها، انطلاقًا من توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية، بضرورة التطوير الشامل لكل نظم الإدارة في بلادنا، وتأكيد سيادته الدائم على أن برامج التنمية الطموحة تستلزم صياغة برنامج شامل لإصلاح الجهاز الإداري، ومعالجة مشاكله بصورة جذرية، وأن يقوم البرنامج الشامل للإصلاح الإداري على قاعدة ثابتة من الثواب والعقاب، وعلى دقة الاختيار في الوظائف القيادية التي تتعلـق بها مصالـح الجماهير.
ورغم حجم التحديات، والعمل المنتظر على طريق الإصلاح الإداري، فإن عندي قناعة يقينية، بأنه لا ينقصنا لتحقيق المزيد من الإصلاح الإداري، سوى شيء من التنظيم، والمرونة في تطبيق القوانين واللوائح المنظمة للعمل، والسعي الدائم إلى تطويرها؛ لتلائم مقتضيات العصر، وتتماشى مع متطلباته، وما أصبح يكتنفه من متغيرات، والعمل على مواكبة كل جديد في مجال العمل الإداري، والإفادة من التقنيات والمنجـزات التي تـم التوصـل إليها، ولا سيما تقنيات المعلومـات والاتصـالات، وقبـل هذا كله مزيد من الاهتمام بأفراد منظومة العمل الإداري.
ولا شك أن منظومة العمل الإداري في وزارة التعليم العالي والبحث العلمي خطت خطوات كبيرة نحو التطوير والتحديث خلال الفترة الأخيرة، من خلال استراتيجية واضحة المعالم، نال التحول الرقمي فيها اهتمامًا خاصًّا، يتوافق مع رؤية (مصر2030) لبناء مصر الرقمية، حيث تضافرت كافة الجهود في الوزارة لتقديم خدمات حكومية رقمية متميزة، وتحسين أداء الخدمات الإلكترونية بالوزارة والجهات التابعة لها، كتطوير البنية التحتية والمعلوماتية بالجامعات الحكومية والتكنولوجية، والمعاهد الفنية، والمراكز البحثية، والمستشفيات الجامعية.
ومن بين المشروعات التي نفذتها الوزارة في هذا الشأن ميكنة المستشفيات الجامعية، وإطلاق بوابة الطلبة الوافدين، وبوابة المعلومات الجغرافية (GIS) لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي، و تفعيل منظومة الشكاوى الإلكترونية للمواطنين، وتفعيل منظومة التعلم الإلكتروني، والاختبارات الإلكترونية بالجامعات، وتفعيل منظومة الدفع الإلكتروني للخدمات المختلفة بالجامعات، واستخدام التعلم عن بعد لمواجهة جائحة كورونا، كما تم توظيف المنصات على الإنترنت وأنظمة إدارة التعلم، جنبًا إلى جنب مع بنك المعرفة المصري، فضلاً عن تطوير برامج ومنصات إلكترونية مصرية مؤمنة وذكية للإسراع في التحول الرقمي عمومًا، والتعليم عن بُعد خصوصًا، وإطلاق الموقع الإلكتروني للبعثات الذي يشمل جميع الفرص المتاحة من بعثات ومنح دراسية بالخارج، وآليات التقدم لضمان سرعة وسهولة وصول المعلومات للفئات المستهدفة، وإطلاق منصة الخدمات الإلكترونية للبعثات، والخاصة بعملية التقدم والتحكيم الإلكتروني لخطة البعثات.
كما تم إطلاق منصة الإشراف العلمي للدارسين المصريين على نفقاتهم الخاصة وربطها مع الجهات المعنية، والمكاتب الثقافية، والسفارات والقنصليات بالخارج، وكذلك ربطها مع الإدارة العامة للتجنيد؛ لضمان سهولة إنهاء إجراءات الدارسين الراغبين في الحصول على خدمة الوضع تحت الإشراف العلمي بوزارة التعليم العالي.
وحرصت الوزارة أيضًا على تحديث منظومة التشريعات لتيسير العمل الإداري بكافة قطاعاتها والجهات التابعة لها؛ وذلك من أجل دعم ورعاية أبنائها، بالشكل الذي ينعكس إيجابيًّا على مستوى أدائهم وقيامهم بمهام وظائفهم؛ مراعاة لحجم الخدمات التي تقدمها الوزارة لقطاع عريض من المواطنين؛ وبهدف إفراز الكوادر المؤهلة لتحمـل المسئوليـة، ومواصلة جهود الإصلاح والتطويـر، حتى يتحقـق ما نصبـو إليه من تحسين وتطوير في أداء الجهاز الإداري، الذي هو أحد أهم الأسس لبناء النهضة الشاملة في الجمهورية الجديدة.
وختامًا، يُسعدني أن أتوجه بالتهنئة لكل أبنائي وبناتي العاملين بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي بمناسبة يوم الخدمة العامة الذي يوافق 23 يونيو من كل عام، وأجدها فرصة مناسبة لمطالبتهم ببذل الكثير من الجهد والتفاني في العمل؛ بما يحقق مزيدًا من حُسن سيره والارتقاء بمستوى أدائه، ولا يفوتني أن أتوجه بخالص الشكر لأسرة الجهاز المركزي للتنظيم والإدارة على جهودها المتميزة في الارتقاء بأداء الجهاز الإداري للدولة المصرية، بما يحقق أهداف التنمية المستدامة (رؤية مصر 2030)."