هناك الكثير من المفاهيم الخاطئة حول الطب النفسي والتي يُصدّقها الكثير من الأشخاص، ولهذا فإن طالب الطب قد يَعزف عن اختيار تخصص الطب النفسي، وقد يتراجع المريض النفسي عن الذهاب إلى الطبيب.
ومن هذه المفاهيم:
من يتعالج لدى الطبيب نفسي هو شخصٌ مجنون، ولكن الصحيح أنّ الجنون هو مرضٌ عصبيّ يصعُب علاجه بينما الأمراض النفسية من المُمكن أن يتم علاجها من خلال تناول عقاقير خاصة وهناك حالات لا تحتاج إلى أدوية.
إنّ أدوية الأمراض النفسية تُسبب الإدمان، وهذا يُشكل عائقاً آخر لذهاب المريض للطبيب النفسي حيث يعتقد بأن الطبيب النفسي شخصٌ غير موثوق فيه. جميع المرضى النفسيين مُؤذون ويجب عدم الاقتراب منهم.
المرض النفسي غير قابل للشفاء. مرض الاكتئاب لا يُصيب سوى الأفراد ضعيفي الشخصية، ولكنّ الصحيح أنه من المُمكن أن يُصيب أيّ فردٍ منا، لأن للاكتئاب علاقة مباشرة باضطراب التفاعلات الكيميائية في الدماغ.
الأمراض النفسية معدية،المريض النفسي يجب أن يوضع في المصح العقلي،لا ينبغي على المريض النفسي الزواج.
الأمراض النفسية لا تُصيب الأطفال والمراهقين.
أسباب وجود الأفكار الخاطئة حول الطب النفسي إن وسائل الإعلام المختلفة والأفلام والمُسلسلات أدّت إلى ترسيخ هذه الفكرة في أذهاننا كمجتمع عربي؛ حيث صوّرت لنا المَرضى النفسيين والأطباء أيضاً بطريقة خاطئة تُظهر الطبيب على أنه إنسان غير عاقل، فبقيت الفكرة بأنّ الطبيب غير العاقل لا يُمكن أن يُعالج الشخص المريض بالفعل، ولكن لو بحثنا لوجدنا أنّ الطب النفسي لا يقلّ أهميّةً عن المرض العضوي مثل السكري والقلب وغيره؛ فالمرض النفسي يبدأ باضطراباتٍ بَسيطة سرعان ما تتطور، والمرض النفسي له أسباب عضوية تتعلق بمشاكل في عمل الدماغ، كما أنّ للوراثة دوراً فيها أحياناً، لهذا يجب التوجّه للطبيب النفسي عند الشعور بأن الفرد بدأ يتصرّف بطريقةٍ غريبة وغير طبيعيّة قبل أن يصل لمرحلة متأزمة من المرض.