يبدأ البنك المركزي المصري طرح العملات الجديدة في شهر نوفمبر القادم و تعد عملة الـ10 جنيهات من العملات الأكثر تداولًا، وسيتمّ طرحها أولًا، وتغيير حجمها، والصور الموجودة عليها حيث توجد عليها صورة لمسجد الفتاح العليم، المبني في العاصمة الادارية الجديدة، ومن الوجه الآخر صورة للملك رمسيس ويختلف تصميم الـ10 جنيهات الجديدة عن الشكل التقليدي لها، وستأخذ شكل عصري ورائع وستحمل صورة تمثال رمسيس، مع خطوط عصرية جديدة وتصميم الصور بلوحة فنية ويتم صنعها من ماده البوليمر، والمادة لها إمكانية كبيرة في مقاومة نقل الميكروبات.
وبالطبع كلنا يعرف مسجد الفتاح العليم لكن نحن في السطور التالية نعرض لكم معلومات عن المهندس حسن رشدان مصمم المسجد وواحد من أبرز رواد العمارة الإسلامية.
يعشق العمارة الإسلامية منذ صغره ..يرى أنها تركيبة مغناطيسية تستهوى أي فنان وتجذبه نحوها حسب خياله وفكره وإحساسه .. تتلمذ على يد د.نصر كامل مؤسس قسم العمارة الإسلامية، وتأثر بالفنانين منير كنعان، وفاروق الجوهري، وصلاح طاهر.
المهندس حسن رشدان لديه خبرة واسعة في مجال التصميم المعماري والتطوير العقاري و بدأ حياته المهنية كمدرس مساعد في جامعة عين شمس ، إحدى جامعات العمارة الرائدة في الشرق الأوسط حيث تم اختياره لهذا المنصب بسبب تفوقه في دراسات السنوات السابقة.
انتقل من الحياة العملية إلى العملية ، حيث أنشأ شركات ومكاتب مختلفة تتراوح من التصميم إلى البناء والتطوير. حصل على درجة الاستشاري عام 1992 عن مشاريعه كماً ونوعاً.
لديه مشاريع في جميع قطاعات الهندسة المعمارية المختلفة وتخصص في بناء المساجد داخل وخارج مصر و تم تكريمه شخصيًا وشركاته بالعديد من الجوائز في مجال الهندسة المعمارية من دول في أوروبا والشرق الأوسط والشرق الأقصى والولايات المتحدة الأمريكية.
رشدان صمم أكثر من 70 مسجد داخل مصر أبرزهم آل رشدان، والرحمن الرحيم، والنزهة للقوات المسلحة، و أخيرًا الفتاح العليم في العاصمة الإدارية و لا يتقاضي أجرًا على تصميم المساجد وينفذها بسعر تكلفة إذا كانت شركته الخاصة مسؤولة عن التنفيذ.
ويعد رشدان عميد الاستشاريين المتخصصين في بناء بيوت الله حيث اختارته الموسوعة الأمريكية who is who منذ سنوات عضوًا في موسوعتها العالمية كأحد المتميزين في مجال الهندسية المعمارية خصوصًا فن العمارة الإسلامية، الذي تميز به خلال الـ30 عامًا الماضية، وذلك لأنه طور فن بناء المساجد بما يتواكب مع العصر الحديث دون الإخلال بأسس العمارة الإسلامية، فضلًا عن التميز الذي تتسم به مشاريعه السكنية في التصميم والبناء.
رشدان أكد أن المساجد مكانة سامية وعظيمة في قلوب المسلمين، ومنذ تخرجي من الجامعة كان أول مشروع لي هو بناء مسجد ومن يومها أصبحت أعشق تصميمها و بناءها فضلا عن ثوابها عند الله فهي تُبرز إمكانيات المصمم و مدى تمتعه بالحس الجمالي المستند إلى العلم لذلك كانت أحرص على بنائها والاهتمام بها والإبداع في تزيينها والتفنن في معمارها بأشكالها الهندسية الرائعة الجميلة، مع الحفاظ على قدسيتها كأماكن للعبادة وإقامة الصلوات وتحقيق أهدافها الإيمانية ورسالتها الإنسانية والثقافية وغيرها.
وعن مسجد الفتاح العليم يقول: مسجد الفتاح العليم الذي يجري إنشاؤه وتنفيذه الآن بالعاصمة الإدارية الجديدة بالقاهرة أحد معالم الحضارة الإسلامية حيث تضافرت الجهود ليكون مسجدًا للدولة إن شاء الله، و إجمالي مساحة المسجد 145 ألف متر مربع تقريبًا يسع 10 آلاف مصل للرجال، و2000 مصلية للنساء، كما يضم المسجد 8 قاعات مناسبات ومتحفًا للديانات السماوية ومكتبة ومستشفى من 250 غرفة مقسمة على 4 أدوار، ومعهدًا لتعليم الحاسب الآلي ومعهدًا آخر لعلوم القرآن وتحفيظه وآخر للعلوم التكنولوجية وغيرها من مبان إدارية وخدمات مختلفة، ونحن راعينا في التصميم الهندسي والمعماري لهذا المسجد المميز ألا يقتصر دوره على أداء الصلوات الخمس فقط، بل يعتبر أيضًا مركزًا اجتماعيًا وثقافيًا وتعليميًا.
ويضيف: مسجد الفتاح العليم مثال لمساجد الدولة التي تحمل الصفة الرسمية من حيث الاسم القانوني والمكانة والاحترام والاهتمام بها، لأنها تستقبل كبار الشخصيات ورموز الدولة وضيوفها في المناسبات الدينية وغيرها، وهي كثيرة ومعروفة في كل دول العالم، ولقد تضافرت جهودنا الهندسية والفنية لتصميم مسجد الفتاح العليم ليكون مسجدًا للدولة بكل مكوناته وعناصره التي تُحقق رسالته على أكمل وجه.
وعن عناصر المسجد يضيف المهندس حسن رشدان: المسجد يتكون من عناصر أساسية وهى المصلى، والقبة، والصحن، والمئذنة، وأضيف إليها في السنوات الأخيرة قاعة المناسبات، والمكتبة حيث أصبحتا من العناصر الأساسية التي لا غنى عنها، فالمساجد تحولت إلى دور للمناسبات يحضر فيها كبار رجال الدولة وتستقبل الشخصيات المهمة، كما أنها بمثابة منبر تعليمي وتنويري ولم تعد مصلى فقط.
وعن طبيعة تصميم المساجد قال رشدان: لم تخرج المساجد عبر تاريخها الطويل في أشكالها عن هيكل مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فالمعماريون المسلمون وأن تفننوا في ابتداع أشكال المساجد وصحونها ومحاريبها ومنابرها وأروقتها، لم يضيفوا عنصرًا أساسيًا واحدًا إلى عمارة المساجد الحديثة، ويمكن تقسيم الأشكال المعمارية للمساجد تبعًا لتاريخ إنشائها إلى: الشكل المغربي: أهم ما فيه جوفه المربع ومنابره البديعة، كما هو في مسجد عقبة بن نافع في القيروان.
الشكل الأندلسي: ويقوم على طريقة المزاوجة بين الحجر المنحوت وقوالب الأجر وأبوابه المزينة بالشماسي كما في مساجد قرطبة.
الشكل المصري: يتميز برصانة البناء ومتانة تأسيسه والمحافظة على الوحدة الفنية في البناء مع الحرص على توازن الهيئة العامة للمبنى كما في مساجد الأزهر.
الشكل السلجوقي: يتميز بخصائصه التفصيلية من ناحية المواد المستخدمة وفخامة الصخور السلجوقية البديعة والمزخرفة بإحكام ودقة والإبداع في التصوير على الخشب والمعادن.