شن رئيس المخابرات السعودية السابق الأمير تركي الفيصل، هجومًا عنيفًا على "إسرائيل"، واتهمها بالنفاق، مشيرًا إلى أن الدولة العبرية تستمر في الوقت نفسه باحتلال الأراضي الفلسطينية وقصف الدول العربية وتمتلك ترسانة نووية، بالإضافة إلى "إرسال كلابها الهجومية في وسائل الإعلام الدولية ضد السعودية".
جاء ذلك في جلسة منتدى "حوار المنامة" الأمني المنعقد في العاصمة البحرينية اليوم الأحد، حيث حدثت مشادة حادة بين الأمير تركي الفيصل ووزير خارجية إسرائيل غابي أشكنازي الذي شارك في الجلسة وفق ماذكرت صحيفة سبق السعودية.
وأوضح الأمير تركي الفيصل إن "إسرائيل" تقدم نفسها على أنها دولة صغيرة، تعاني من تهديد وجودي محاطة بقتلة متعطشين للدماء يرغبون في القضاء عليها.
واتهم الأمير الفيصل إسرائيل بأنها احتجزت آلاف الفلسطينيين الذين سرقت أراضيهم في معسكرات، محذرًا من أنه "لا يمكن علاج جرح مفتوح باستخدام مسكنات الألم".
ودعا الأمير تركي الفيصل إسرائيل إلى الموافقة على مبادرة السلام العربية، معتبرًا ذلك الطريقة الوحيدة للتصدي معًا لإيران.
كما شهد المنتدي أيضا مبارزة كلامية بين رئيس المخابرات السعودية السابق ووزير خارجية عمان؛ حيث قال وزير الخارجية العُماني، بدر بن حمد بن حمود البوسعيدي، إن "الاستبعاد والرفض والمقاطعة"، هي كلمات ليست جزءا من مخزون بلاده الدبلوماسي، ما دعا رئيس جهاز الاستخبارات السعودي السابق تركي الفيصل للرد عليه في كلمته التي أعقبت كلمة الوزير العماني في مؤتمر "حوار المنامة".
ويشار إلى ان وزير الخارجية العُماني ذكر في كلمته بمؤتمر "حوار المنامة"، أن "الاستبعاد و الرفض والمقاطعة، كلمات ليست جزءا من مخزوننا الدبلوماسي"، على حد تعبيره.
وعبر بدر البوسعيدي عن أمله بأن يمثل تجدد السياسة الأمريكية على الساحة الدولية (تنصيب جو بايدن رئيسا) بالعودة إلى ما وصفه بـ"النجاح الأمريكي الأكبر في المنطقة"، وهو الاتفاق النووي مع إيران.
وفي كلمته، التي تبعت كلمة وزير الخارجية العُماني، علق رئيس جهاز الاستخبارات السعودي السابق، تركي الفيصل، قائلا "سيد بدر أشكرك على ما استعرضته خلال كلمتك، ومعجم عُمان الدبلوماسي الذي لا يتضمن كلمة مقاطعة يعكس طبيعة عُمان الفريدة وكونها لم تكن هدفا للجيران عبر تقويض أمن السلطنة وشعبها"، حسب قوله.
وتابع السفير السعودي السابق لدى أمريكا: "جهود هؤلاء الجيران المقوضة للاستقرار استهدفت هذا البلد والإمارات العربية المتحدة ومصر وبلادي، أرجو أن تعاملنا قطر مثلما عاملت عُمان"، حسب تعبيره.
وأوضح الفيصل قائلا "حينذاك لن نجد كلمة مقاطعة في معاجمنا كافة، هل بإمكان فخامتكم إضافة جملة "عدم التدخل بشؤون الدول الأخرى"، التي يجب إضافتها عند الرجوع للاتفاق النووي مع إيران"، حسب قوله.
وكان وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان قد اعلن، أمس، أن حلا للأزمة الدبلوماسية الخليجية بات في الأفق مع مشاركة جميع الدول المعنية، مشيرا إلى أن الاتفاق النهائي متوقع قريبا.
وذكرت "فرانس برس"، نقلا عن الوزير السعودي، قوله: "نحن في تنسيق كامل مع شركائنا في هذه العملية والآفاق التي نراها إيجابية للغاية تجاه اتفاق نهائي".
وأكد أن "القرار النهائي سيشمل جميع الأطراف المعنية".
وكان أمير الكويت قد أعلن عن إجراء مفاوضات مثمرة ضمن جهود تحقيق المصالحة الخليجية، معربا عن "سعادته باتفاق حل الخلاف بين الأشقاء، والحرص على التضامن الخليجي والعربي".
يذكر أن الدول الأربع (السعودية، والإمارات، والبحرين، ومصر) أعلنت، في يونيو 2017، قطع علاقاتها مع قطر وفرض إغلاق عليها، ووضعت 13 شرطًا للتراجع عن إجراءاتها وقطع العلاقات، فيما أعلنت الدوحة رفضها لكل ما يمس سيادتها الوطنية واستقلال قرارها، مؤكدة في الوقت نفسه استعدادها للحوار على قاعدة الندية واحترام السيادة.