واصل مركز الأزهر العالمي للفتوى، حملته الإلكترونية على مواقع التواصل الاجتماعي للتعريف بأمهات المؤمنين زوجات سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث تتضمن الحملة التعريف بهن نسبًا ونشأة، ومالهن من مآثر، ومنزلة عالية عند المصطفى صلى الله عليه وسلم، وجهودهن في خدمة الإسلام والدّعوة إليه سواء في حياة النبي أو بعد وفاته.
كما تبيّن الحملة إرشاداتهن في جانب الحياة الأسرية للعمل على استقرارها، كذلك الحياة الاجتماعية، وما يجب على المسلم تجاههنّ من حب وأدبٍ مع سيرتهن يناسب قدر صاحبات هذا المقام الشّريف، امتثالًا لما جاء في القرآن الكريم.
وقال المركز في رسالته الجديدة :اصطفى الله تعالى لنبيه ﷺ زوجات صالحات رافقنه في طريق دعوته، وتحملنّ معه هموم تبليغ رسالته.
فأمّهاتنا أمّهات المؤمنين اخترنَ رسولَ الله ﷺ مع زُهده، وإيثاره ما عند الله على الحياة الدنيا وزينتها؛ فكنَّ بذلك خير قدوة لنساء المؤمنين.
وبيَّن الله صبرهنّ، وإيثارهنّ سيّدنا رسول الله ﷺ؛ فقال سُبحانه: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا . وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنْكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا} [الأحزاب: 28، 29].
فاستحققن بهذا تعويض الله وجزاءه بأن جعلهنَّ أمهات للمؤمنين، تأكيدًا لحرمتهنَّ، وتعظيمًا لحقوقهنَّ؛ فقال سبحانه: {وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ}[الأحزاب 6].
وحَظَر عليه ﷺ زواجَ غَيْرِهنَّ أو تبديلهنَّ؛ فقال سُبحانه: {لَّا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاءُ مِن بَعْدُ وَلَا أَن تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ إِلَّا مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ ۗ وَكَانَ اللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ رَّقِيبًا} [الأحزاب: 52].
وجعلهنَّ للمؤمنين أمهات كأمهات النَّسب في المكانة والحرمة؛ حيث قال ربنا سبحانه: {..وَمَا كَانَ لَكُمْ أَن تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا أَن تَنكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِن بَعْدِهِ أَبَدًا ۚ إِنَّ ذَٰلِكُمْ كَانَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمًا} [الأحزاب : 53].
وإن كان قد أُحلِّ لسيِّدنا رسول الله ﷺ النساء بعد ذلك -على أحد قولي العلماء- إلا أنه لم يتزوج غيرهن؛ إكرامًا لهنَّ رضي الله تعالى عنهنَّ.
وعند التَّحقيق نجد أنَّ الله تعالى وسّع على أمَّة النّبي ﷺ في النِّكاح أكثر مما أنعم به عليه ﷺ؛ رغم أن زواجه أحد خصائصه النَّبويَّة.
فزوجات النَّبي ﷺ التي تُوفي عنهن تسع لم يحل له زواج غيرهنّ أوتبديلهنّ أو الزيادة عليهنّ في حين أباحت الشَّريعة للرجال من أمَّته الجمع -بضوابطه- بين أربع نساء على الأكثر مع إباحة التَّبديل بغيرهنَّ مُطلقًا.
وقد تسامت زيجات النَّبي ﷺ على مطامع البشر في مال أو جمال أو نسب؛ فلم ينكح بكرًا سوى أمِّنا عائشة رضي الله عنها، وتزوج ﷺ بمن هنَّ أكبر منه سنًّا كأُمِّنا خديجة بنت خويلد، وأمِّنا سودة بنت زمعة رضي الله تعالى عنهما وعن أمهاتنا أمهات المؤمنين أجمعين.
اقرا ايضا..
تحذير جديد من الصحة العالمية بشأن الكمامة القماشية
القومي للمرأة يشيد بموقف النيابة العامة فى قضية "منة عبدالعزيز"