لا للعنصرية.. قام مجموعة من الشباب المجهولة بالاعتداء على "أم شالم سينجسون"، و هو مهاجر يبلغ من العمر 28 عاما يرجع مواطنه إلى الهند، في منطقة طبريا، بسبب أنهم كانوا يعتقدون بأنه صيني، و اتهموه بنشر فيروس كورونا في "إسرائيل".
ووفقا لما ذكره "سينجسون" الذي يعيش في طبريا مع والدته و جدته و أخيه، فقد قام المهاجمون بدفعه على الأرض و ضربه وركله مرارا و الصراخ عليه قائلين: " كورونا! "، ما أدى إلى إصابته بجروح بالغة في الصدر بحسب مركز بوريا الطبي في المدينة الذي تم إسعافه إليه.
ويقول سينجسون، الذي هاجر إلى "إسرائيل" عام 2017: " حاولت أن أشرح للمهاجمين أنني لست صينيا، و بأنني يهودي من مجتمع بني منشيه، و أنه لا يوجد لديهم أي مبرر للهجوم على شخص ما لأنه صيني أو أي شخص آخر، لكنهم كانوا في حالة جنون تام أثناء مهاجمتي و ركلي" وفقا لما ذكرته شبكة Ynet الإخبارية العبرية.
مؤسس و رئيس مجلس "شافي إسرائيل" مايكل فرويند و هي منظمة مكرسة لمساعدة الجاليات اليهودية في جميع أنحاء العالم على الهجرة إلى إسرائيل قال: " لقد صدمنا لتلقي تقارير عن الهجوم العنصري على أم شالم سينجسون في طبريا، فاليهود في جالية بني منشيه هم إخواننا و أخواتنا، ولا يفرق فيروس كورونا بين الأشخاص على أساس لون بشرتهم أو بنية وجههم أو شكل أعينهم، و أنا أطالب الشرطة الإسرائيلية بالتحقيق في هذه المسألة على وجه السرعة من أجل تقديم المسؤولين عنها إلى العدالة".
و كما قال مركز أزمات العنصرية في إسرائيل، وهو منظمة مكرسة لمساعدة أولئك الذين يعانون من التمييز العنصري: إن "الاعتداء المتشدد على سينجسون يستدعي إجراء تحقيق عاجل من قبل الشرطة للعثور على الجناة ومعاقبتهم، ففي الأوبئة السابقة، تم اتهام اليهود خطأ بنشر المرض لذلك ، يجب علينا أن نتعلم درسا إنسانيا من الماضي و أن لا نكرره".
وفي سياق ذلك، قام مجموعة من الأشخاص في العاصمة البريطانية لندن، بضرب طالب آسيوي يدعى "جوناثان موك" يبلغ من العمر 23 عامًا، مما دفعه إلى نشر منشورا عبر صفحته على الفيس بوك، يندد فيها بالعنف الجسدي "العنصري"، حيث صرخ أحدهم في وجهه قائلاً "لا أريد فيروسك التاجي كورونا في بلدي".
وقام "جوناثان موك" بوضع صور وجهه المتورم نتيجة الكدمات التي تعرض لها خلال الاعتداء الذي تعرض له، وبعد أن ندد بالهجوم حث الآخرين على توخي الحذر من العنصرية والكراهية حتى في مدينة عالمية مثل لندن، حيث فتحت إدارة الشرطة تحقيقا حول الحادث الذي وصفته على أنه "اعتداء شديد العنصرية".
وعلق "جوناثان موك" قائلا " أنا أدرس في لندن منذ عامين وانتشار فيروس كورونا في الصين وبعض دول آسيا أصبح ذريعة للعنصرية، تعرضت مرارًا لتعليقات عنصرية فيما قبل ولم أكن أعتقد أن الأمر سيصل إلى حد العنف الجسدي".
وتابع الشاب: "كنت أسير قرب مجموعة من الرجال في شارع أوكسفورد في حوالي الساعة 9:15 مساءً يوم الـ 24 فبراير عندما نظر إلي أحدهم وقال شيئًا عن فيروس كورونا". "لم أفهم جيدا، وسمعت عبارة لا أريد فيروسك التاجي كورونا في بلدي، خلال إقدامهم على ضربي".
وأتابع الشاب:"إن القصص ومقاطع الفيديو الخاصة بالاعتداءات بدوافع عنصرية تبدو دائمًا وكأنها لن تحدث لك أبدًا. بعد كل شيء ، قد يكون الناس عنصريين وقد يقولون أشياء، لكن بالتأكيد، لن يقوموا بمهاجمتك، خاصة في واحد من أكثر الشوراع إزدحامًا في لندن؟ ".
وأشار الشاب:"لأولئك الناس الذين أخبروني أن لندن ليست عنصرية، فكروا جيدا مرة أخرى".
وأضاف الشاب :"إن الأمراض والفيروسات ما هي إلا مجرد سبب آخر لتغذية الكراهية عند العنصريين لأشخاص من دول أخرى أو لديهم لون بشرة مختلف". وحث الناس الذين سيقومون بقراءة منشورة على القيام بدورهم ليحدث التغيير، مؤكدا أن العنصرية غيرت شكلها على مر السنين وهي اليوم تتوسع وتنمو مرة أخرى في ضوء أزمة كوفيد 19".