يعتبر فيروس "كورونا" هو أحدث الفيروسات العالمية التى ظهرت، وقد تسبب فى انتهاء حياة ملايين الأشخاص حول العالم، كما نشر الذعر حول العالم، ويذكر بأنه خلال السنوات الأخيرة ظهرت مجموعة من الفيروسات القاتلة التى مثلت تهديدًا عالميًا، ومنها: سارس وميرس والإيبولا.
ويعتقد الكثيرون أن ارتداء أقنعة الوجه، يمكن أن تكون فعالة في مواجهة الفيروس الجديد، لكنه وفقا لمسؤولي الصحة في جميع أنحاء العالم، فإن أقنعة الوجه لا تؤدي الوظيفة المطلوبة بالنسبة للأشخاص الأصحاء.
ويقول الخبراء إن التوقف عن لمس أنفك و عينيك وفمك يعتبر أفضل ما يمكنك فعله، ولكن قد يجد الكثيرون صعوبة في التخلص من هذه العادة.
وذكرت صحيفة نيويورك تايمز عبر موقعها، أنه عندما نلمس وجهنا، تنتقل الجراثيم التي يحتمل أن تكون خطيرة وتم التقاطها من الأسطح التي لمستها أيدينا مؤخراً، إلى الأنف والأذن والفم، ومنها تدخل الجراثيم والفيروسات للجسم.
وقام بعض الباحثين بدراسة صغيرة في عام 2015، أكدت أن الناس يلمسون وجوههم في المتوسط 23 مرة في الساعة، وكشفت دراسة أخرى في عام 2013، أن الأشخاص يلمسون أسطح وسائل المواصلات العامة، والتى يمكن أن توجد فيها الجراثيم في المتوسط بمعدل 3.3 مرة في الساعة، بينما نلمس أيضًا الأفواه والأنف بمعدل 3.6 مرات في الساعة.
كيف تتوقف عن لمس وجهك؟
الاحتفاظ بمنديل في حقيبتك أو يدك عندما تشعر بالرغبة في الحكة.
توقف طوال اليوم لتلاحظ السلوك القهري: بمجرد أن تتذكر ضرورة التوقف عن لمس الوجه، تجد نفسك فعلا تتوقف عن فعل ذلك، وإذا كنت ممن يستخدم يده كراحة مستندة إلى الذقن، فاحذر من ذلك.
ابقي يديك مشغولتان: يقول الأطباء إن إبقاء اليدين مشغولتان واستخدام كرة الضغط أو أي شيء آخر يمكن أن يقلل من حالات لمس الوجه، إذا لم يكن لديك شيء لتشغل يديك به، يمكنك ربط يديك معًا في حضنك أو إيجاد طريقة أخرى لاشراكهم بفاعلية حتى لا تجلبهم إلى وجهك بنفس القدر.
وفي سياق ذلك، كشف لكيفن تشابمان، وهو عالم نفسي ومدير مركز كنتاكي للقلق والاضطرابات المرتبطة به، إن الميل إلى لمس وجهك هو عادة إنسانية للغاية لأن لمس وجهك علامة لا شعورية على إدراك النفس وتمييزها عن البيئة المحيطة والأفراد الآخرين.
وقال تشابمان في تصريحات له: "يشير الوعي الذاتي العام عموما إلى وعينا بأنفسنا من منظور أشخاص آخرين، وهو ما ينشأ حتما خلال التفاعلات الاجتماعية".
واقترحت دراسة أجريت في أبريل 2014 أن لمس المرء لوجهه يساعد على تنظيم الإجهاد وتكوين الذاكرة.
ونظرا لأن لمس الوجه يمكن أن يكون أداة عقلانية، يبدأ البشر في لمس وجوههم منذ سن مبكرة وتصبح بالتالي عادة، ما يجعل من الصعب الإقلاع عنها، حتى لو كانت صحة الشخص معرضة للخطر.
وقال تشامبان: "من الناحية النفسية، لا يفسر معظم الأفراد أشكالا مختلفة من التهديد والتلوث فيما يتعلق بوجوههم، وبالتالي فإنهم يفشلون في ربط المرض بلمس الوجه".
وأوضح: "إخبارك بأنك لا تستطيع لمس وجهك (على الأرجح)، يجعلك تلمس وجهك أكثر".
وعلى الرغم من أنه من الممكن أن تلمس وجهك بشكل أقل، أو لا تلمسه على الإطلاق كما توصي مراكز السيطرة على الأمراض، إلا أن تشابمان قال إن محاولة التشدد مع النفس لا يساعد الناس عادة على كبح سلوكياتهم المعتادة.
واقترح أنه بدلا من ذلك، يمكن اتباع نهج مرن من قبيل إخبار نفسك بأفكار مثل: "لن ألمس وجهي على الإطلاق في الأماكن العامة"، أو "يجب أن أكون أكثر وعيا بلمس وجهي اليوم"، مشيرا إلى أن الانشغال بالهاتف أو أي شيء تستخدم فيه يديك، يمكن أن يساعدك على كبح لمس وجهك.