أكد التكامل العمالي النقابي التابع للإتحاد العام لنقابات عمال مصر،والمكون من 6 نقابات عمالية هي الزراعة والغزل والنسيج، والصحافة والطباعة والإعلام ، والصناعات الغذائية، والنقل البحري، والمناجم والمحاجر،على عمق العلاقات العمالية التي تربط بين مصر وسوريا ،مؤكدين على دعم عمال مصر المتواصل للقضية السورية في مواجهة الإرهاب ،والحرب الكونية التي تعرضت لها سوريا منذ عام 2011،وكذلك التنسيق بين النقابات العمالية في القضايا ذات الشأن النقابي والعمالي محليا وعربيا ودوليا .
جاء ذلك خلال لقاء وفد التكامل المكون من القيادات العمالية :محمد سالم مراد ،ومجدي البدوي ،وخالد عيش ، ود. حسام الدين مصطفى ،ومحمد عرابي ،مع رئيس الإتحاد العام لنقابات العمال في سورية ،وبحضور الأمين العام للإتحاد الدولي لنقابات العمال العرب غسان غصن ،وإبراهيم عبيدو عضو الأمانة العامة للإتحاد الدولي لنقابات العمال العرب ،ورئيس النقابة العامة للبترول في مصر محمد جبران ،ونائب رئيس النقابة العامة للخدمات الإدارية حمدي عرابي ،ويأتي هذا اللقاء قبيل إنعقاد المؤتمر رقم 27 للإتحاد العام لنقابات العمال في سوريا العربية المنعقد في العاصمة السورية دمشق ،خلال الفترة من اليوم الخميس 13وحتى 16 فبراير 2020 الجاري .
وأكد "الوفد المصري" الذي سلم هدية تذكارية بإسم "التكامل" إلى رئيس "عمال سوريا" على عمق العلاقات العمالية السورية، موضحين أن التعاون بين "عمال مصر" و"عمال سورية" مستمر في كافة القضايا والأهداف ذات الشأن العمالي خاصة الحفاظ على وحدة العمال العرب ،ودعم الإتحاد الدولي لنقابات العمال العرب لمواجهة التحديات الراهنة والتي تسعى إلى شرذمة الحركة النقابية العربية .
وقال "الوفد المصري" أن الحركة العمالية السورية ضربت أروع الأمثلة في الوقوف صفا واحدا لمواجهة التحديات التي هددت البلاد على مدار ما يقرب من الـ10 سنوات متواصلة ،مارست خلالها الدول الرأسمالية المتوحشة أبشع أنوع الحصار والحروب بهدف تركيع الشعب السوري ،وفي القلب منه العمال ،ولكن بوحدة الصف ،والعمل والكفاح ،يتحقق الإنتصار الأن،وتتحرر البلاد من الظلاميين والتكفيريين والإرهابيين ،مستشهدين بأن الحركة العمالية السورية قدمت في تلك المعركة أكثر من 5000 شهيد،بخلاف الجرحى والمصابين ،ووقف التنظيم العمالي السوري بقيادة القائد جمال القادري مدافعا عن حقوق العمال ،ومقدما كل الدعم من خلال تشريعات عادلة ومتوازنة ،ومساعدات لأسر ضحايا الحرب .
ورحب "التكتل العمالي" بالمشاركة في هذا المحفل الدولي الكبير ضمن وفود عربية وأجنبية،إحتفالا بنجاح إنتخابات عمالية جرت في إجواء ديمقراطية وحرة ،إختار فيها العمال ممثلين لهم ،لتستمر مسيرة البناء والتعمير والتنمية ،وأضاف "التكتل" على إستمراره في الوقوف بجانب "عمال سوريا" في تلك المسيرة الوطنية والقومية ،لمواجهة تحديات الإرهاب و"الإحتلال " إستنادا إلى علاقات تاريخية بين مصر وسوريا تعد نموذجا يحتذي به لعلاقات قوية ووثيقة منذ القدم حيث ترتبط الدولتين بأواصر تاريخية ثقافية وعلاقات متميزة في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والنقابية والعمالية ،التي ساعدت على انتقال الأفراد والمبادلات الاقتصادية والحضارية بين البلدين، مما يؤكد المصير الواحد والمشترك لهما،موضحين أن اتسمت العلاقات المصرية السورية إتسمت علي طول تاريخها بأنها علاقات متميزة تجد جذورها فى التاريخ المشترك، ولذلك فلم تأت تجربة الوحدة التى قامت بين مصر وسوريا فى عام 1958 من فراغ, ولم يكن قيام الجمهورية العربية المتحدة إلا حلقه في سلسله طويلة ومتصلة تشكل رباطاً تاريخياً قدرياً وحتمياً يربط بين مصر وسوريا ويصنع ملامح وتفاعلات العلاقات بين البلدين.
وفي كلمته قال غصن غصن ان إتحادي عمال سوريا ومصر تربطهما علاقات قوية وتاريخية ،وان جهودهما مستمرة بجانب اتحادات عربية اخرى في دعم وتقوية الإتحاد الدولي لنقابات العمال العرب ،متطرقا إلى المواقف الوطنية والعروبية لكلا الإتحادين خاصة مواقفهما برفض التطبيع مع العدو الإسرائيلي وتمسكهما بالوحدة وشعار "قوتنا في وحدتنا " .
وكان السيد جمال القادري رئيس الإتحاد العام لنقابات عمال سورية في مستهل ترحيبه ،خاطب الوفد بالقول: نعتز بكم كقادة نقابيين ووجودكم له دلالات كثيرة، فقد كنتم منذ البداية معنا وإلى جانبنا والعلاقة التي تربط بين الاتحاد العام لنقابات العمال في سورية وبين اتحاد نقابات عمال مصر علاقة تاريخية أخوية.
وقال القادري: المؤتمر العام الذي سيعقد غداً هو تتويج لعملية انتخابية بدأنا بها في بداية شهر تشرين الأول الماضي، بانتخابات نقابية من القاعدة للقمة، وستتوج بعقد المؤتمر العام وانتخاب قيادة نقابية جديدة.
وأضاف إن سورية في المراحل النهائية لتحقيق النصر النهائي على الإرهاب وداعميه، وبقي هناك بؤرتين فقط للإرهاب في ريف حلب وإدلب، والآن الجيش العربي السوري يتابع تطهير القرى والبلدات من الإرهابيين في تلك المنطقتين، مشيراً إلى الدعم الذي يقدمه رئيس النظام التركي رجب أردوغان سليل العثمانيين للتنظيمات الإرهابية، والذي يتوهم بإعادة الماضي البائد لأجداده والسلطنة العثمانية المنقرضة.
وشدد القادري على أن سورية بقيادة السيد الرئيس بشار الأسد ستبقى دولة المقاومة والممانعة التي ترفض المخططات الصهيو- أمريكية، وتدافع عن القضايا والحقوق العربية، مشيراً إلى أن السيد الرئيس هو عنوان الصمود والشجاعة والصلابة لكل السوريين الشرفاء.
وأوضح رئيس الاتحاد العام أن الشعب السوري شعب خلاق ويعمل بكل طاقاته لإعادة إعمار ما دمره الإرهاب والعدوان في كل المناطق التي حررها الجيش العربي السوري وأعاد إليها الأمن والاستقرار.
وتابع القادري: رغم انشغالنا في مواجهة الحرب التي نتعرض لها، إلا أننا لم نغفل أي اهتمام أو التزام، إن كان تجاه الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب الذي هو مظلة نحافظ عليها واستطعنا بالتعاون مع عمال مصر والعراق والجزائر والسودان عقد مؤتمر في شرم الشيخ وأعدنا إحياءه، كما أننا ملتزمون مع اتحاد النقابات العالمي.