أكد الدكتور يحيى متولي، أستاذ الاقتصاد الزراعي، أن الإنتاج إذا زاد في السوق فسيساهم ذلك في زيادة المعروض في، ولكن اقتصاديات السوق تقتضي التوازن بين العرض والطلب، فعندما تزيد الطماطم على سبيل المثال في السوق، فالسعر سينخفض، لذلك فهناك فترة من الفترات لن يستطيع المنتج توزيع المُنتج الخاصة به.
وأشار "متولي" في تصريح خاص لـ"بلدنا اليوم"، إلى إجرائه دراسة تتعلق بالكفاءة التسويقية للمحاصيل، فتبين من خلال الدراسة عدم وجود كفاءة تسويقية إلا في محصول القمح، أما الأرز والبطاطس والطماطم ليس لهم كفاءة تسويقية تلك التي تساهم في زيادة السعر عن 50%، فهامش ربح محصول البطاطس بالنسبة للمنتج لا يغطي التكلفة بصورة تامة، فمستلزمات الإنتاج من تقاوي وأسمدة ومبيدات مرتفعة على المنتج، بالتالي لا يحقق الربح المناسب.
ولفت إلى أن الزراعة المصرية تتسم بالنظرية العنكبوتية، فهذا العام كلما زاد العرض يقل الطلب ينخفض السعر، والعام القادم إذا قل العرض يزيد الطلب يرتفع السعر، ونظل في هذه الحلقة إلا أن يحدث توازن في السعر.
وتابع:" جمعية منتجي البطاطس لديها تخوف من زيادة المعروض من التقاوي، ولا يحقق المزارع أرباحاً، فيعزف عن الزراعة في العام القادم"، مشيراً إلى أن الزراعة كلها تسير بطريقة "المخاطر واللا يقين"، والتي تعني تخوفنا من المخاطر التي تواجه الإنتاج الزراعي، خصوصاً أننا ليس لدينا وسائل سليمة لتخزين البطاطس.
وشدد على ضرورة وجود دراسة للتسويق المصري والتصدير، فمحصول القمح كان هناك معاناة في تخزينه قبل ذلك والذي وصل الفاقد فيه إلى 30%، والبطاطس يمكن أن يصل الفاقد إلى تلك النسبة أيضاً، ليس هذا فقط، بل إن المسالك التسويقية فيها احتكارات كثيرة جداً في السوق.
وأشار إلى أن أوروبا تدرس التسويق قبل الإنتاج، فإنتاج البطاطس يستلزم دراسة الحلقات التسويقية التي تحقق ربح بالنسبة للوسطاء وفي نفس الوقت تحقق ربح للمنتج، ففي هذه الحالة نعطي فرصة للمنتج بزيادة إنتاجه في العام وفي نفس الوقت تحقق أرباحاً للوسطاء.
وكان قد توقع أحمد الشربيني، رئيس جمعية منتجي البطاطس، أن تنهار أسعار البطاطس خلال العروة المقرر حصادها شهر مايو المقبل ليتراجع سعر الكيلو من الحقل إلى جنيهان فقط ، بسبب استيراد ما يصل إلى 140 ألف طن من تقاوي البطاطس والتحضير لزراعة مساحات ضخمة تفوق الاحتياجات المحلية والتصدير، مشيراً إلى أن هذه المعطيات ستؤدي إلى انهيار أسعار كبير يكبد المزارعين خسائر ضخمة وسيدفعهم إلى العزوف عن الزراعة الموسم المقبل وبالتبعية سنشهد انخفاضا في الإنتاجية وارتفاعاً في الأسعار.
كما طالب الشربيني في تصريحات صحفية، وزارة الزراعة بغلق باب الاستثناءات أمام استيراد تقاوي البطاطس حيث كان من المقرر انتهاء فترة الاستيراد يوم 31 ديسمبر وفقا للقرار الوزاري المنظم لعملية استيراد التقاوي ، حيث لا يستوعب السوق في مصر أكثر من 120 طن تقاوي فقط بينما ما وصل إلى الأن يقترب من 140 ألف طن جزء كبير منهم سيعدم لعدم القدرة على تصريفه وهو ما يعتبر إهدارا للعملة الصعبة في وقت تحتاج فيه مصر إلى النقد الأجنبي بشكل كبير.